الأردن يحسم الجدل حول سفينة التغويز المقرر ذهابها إلى مصر

حسم الأردن، يوم الأربعاء 16 أبريل/ نيسان 2025، مصير باخرة التغويز العائمة التي كانت تثير تساؤلات خلال الأسابيع الماضية بشأن مستقبلها بعد انتهاء مدة خدمتها في ميناء العقبة.
ووفقًا لبيانات اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، وافق مجلس الوزراء الأردني، خلال جلسته التي ترأسها رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسّان، على البدء بإجراءات استئجار سفينة تغويز عائمة جديدة لتحل محل الباخرة الحالية، التي ستغادر في 30 أبريل/نيسان الجاري.
وتأتي هذه الخطوة في إطار إستراتيجية حكومية واضحة لتعزيز أمن التزود بالطاقة، وسط تقلبات متزايدة تشهدها سوق الطاقة العالمية.
وتُعدّ هذه التحركات جزءًا من جهود الأردن الرامية إلى ضمان استمرار تزويد محطات توليد الكهرباء، فضلًا عن الحفاظ على التزام المملكة بتأمين إمدادات الغاز للأشقاء في سوريا.
وتعتمد الحكومة في تنفيذ هذه الإستراتيجية على الدعم المقدّم من صندوق قطر للتنمية، إذ سبق لمجلس الوزراء أن كلّف شركة الكهرباء الوطنية بالتفاوض مع الشركات المالكة لبواخر الغاز الطبيعي المسال، ما يمهّد الطريق لتأجير باخرة جديدة بشكل سلس وفعّال.
وعلى ذلك، فإن هذا القرار لا يُنهي التكهنات حول مستقبل التغويز في العقبة فحسب، بل يوفّر أيضًا مرونة أكبر لتغطية الفجوة الزمنية بين انتهاء خدمة السفينة الحالية، والانتهاء من إنشاء محطة تغويز شاطئية دائمة، ضمن مشروع ميناء الشيخ صباح، المتوقع أن يكتمل مع نهاية عام 2026.
الغاز المسال في الأردن
تُعد سفينة التغويز العائمة الحالية، “إنرغوس إسكيمو”، هي الوحيدة لاستيراد الغاز المسال في الأردن، والتي جرى تشغيلها بموجب اتفاقية تعاون بين شركة الكهرباء الوطنية الأردنية وشركة إيجاس المصرية.
ومن المنتظر أن تُنقل هذه السفينة، المملوكة لشركة “نيو فورتريس” الأميركية (New Fortress Energy)، إلى ميناء العين السخنة في مصر، بموجب عقد استئجار طويل الأمد يمتد لعشر سنوات.
ومع انتقال السفينة إلى مصر، ستستعملها القاهرة بوصفها وحدة تغويز ثانية إلى جانب السفينة “هوج غاليون” (Hoegh Galleon) الموجودة لديها حاليًا.

وفي سياق متصل، كشفت مذكرة التفاهم المُوقّعة العام الماضي بين عمّان والقاهرة، عن خطط الأردن للاستفادة من البنية التحتية المصرية في مجال الغاز خلال العامين المقبلين.
إذ تنص الاتفاقية على أن يستعمل الأردن وحدات التخزين والتغويز المصرية حتى الانتهاء من مشروعه الوطني الدائم في العقبة.
وتشمل مذكرة التفاهم بنودًا لتنظيم أولويات الاستعمال في حالات الطلب المتزامن، إذ يُخصّص للأردن نحو 350 مليون قدم مكعبة يوميًا من الغاز، أي ما يعادل نصف طاقة سفينة واحدة.
كما تتيح الاتفاقية للأردن الاستفادة من الغاز دون تكاليف ثابتة في حال عدم الحاجة إليه، وتُقدّر التكاليف التشغيلية بنحو 3 ملايين دولار للشحنة، و5 ملايين دولار للنقل.

السفينة إنرغوس إسكيمو
تُزود سفينة التغويز العائمة إنرغوس إسكيمو بأحدث التقنيات، إذ تبلغ سعتها التخزينية 160 ألف متر مكعب من الغاز المسال، مع قدرة تغويز تصل إلى 750 مليون قدم مكعبة يوميًا.
ومن المقرر أن يكون تشغيل السفينة على الرصيف البحري لميناء سوميد بالعين السخنة، ويُتوقع بدء عملياتها خلال النصف الثاني من العام الجاري؛ ما يسهم في استدامة الإمدادات وتعزيز البنى التحتية لقطاع الغاز الطبيعي في مصر.
وبحسب ما كشفته منصة الطاقة المتخصصة، فإن انتهاء عقد إنرغوس إسكيمو في العقبة، وتوجهها إلى مصر، لا يعني أن الأردن سيتوقف عن استقبال الغاز المسال، بل سيتبع مسارًا مؤقتًا بديلًا يتمثل في استيراد الغاز عبر وحدات التغويز المصرية، ما يمنحه مرونة في مواجهة أي طارئ.
ويُعزز هذا التحرك، بالإضافة إلى الدعم القطري، من قدرة المملكة على الحفاظ على استقرار منظومتها الكهربائية، في ظل الطلب المتزايد وتقلّب مصادر الإمداد إقليميًا وعالميًا.
وتؤكد هذه التحركات أن الأردن يتعامل مع ملف الطاقة بأولوية قصوى، متخذًا قرارات إستراتيجية لضمان أمن الطاقة الوطني وتلبية احتياجات الداخل، مع الحفاظ على دوره بصفته ممرًا رئيسًا لإمدادات الغاز في المنطقة.
موضوعات متعلقة..
- مصر تكشف عن استعداداتها لاستقبال سفينة إعادة تغويز قبل الصيف (صور)
- مصر تتعاقد رسميًا على استئجار وحدة ثانية لإعادة التغويز.. ما علاقة الأردن؟
- مصر تستأجر سفينة إعادة تغويز ثانية بعقد لمدة 10 سنوات
اقرأ أيضًا..
- تطورات تصدير الهيدروجين المسال العماني.. موعد وصول الشحنة الأولى إلى ميناء أمستردام
- سعة توليد الكهرباء المتجددة قد تقفز 84%.. وتراجع هيكلي للانبعاثات عالميًا
- صادرات ليبيا من النفط ترتفع 19% خلال الربع الأول 2025
المصادر..