انبعاثات غازات الدفيئة في ألمانيا تنخفض 3.4% خلال 2024

سجّلت انبعاثات غازات الدفيئة في ألمانيا تراجعًا ملحوظًا، في علامة مبشّرة على التزام أكبر اقتصاد في عموم أوروبا بمستهدفات إزالة الانبعاثات، وصولًا إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2045، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وحدّدت ألمانيا أهدافًا مؤقتة لخفض الانبعاثات بنسبة 65% على الأقل بحلول عام 2030، و88% بحلول عام 2040، مقارنةً بمستويات عام 1990، كما تستهدف برلين تحقيق انبعاثات صافية سلبية بعد عام 2050.
ويتضمّن أول قانون وطني للمناخ في ألمانيا -الذي جرى إقراره في عام 2019 قبل تعديله في عامي 2021 و2024- ميزانيات سنوية للانبعاثات الصادرة عن القطاعات الفردية مثل الصناعة والنقل حتى عام 2030.
وتخطّط ألمانيا لتعزيز حصة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء الوطني إلى 80% بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، ومنح البرلمان (البوندستاغ) الضوء الأخضر لمستهدف تركيب ألواح شمسية سعة 215 غيغاواط، بحلول 2030؛ ما يستلزم رفع معدل التركيبات السنوية 3 أضعاف مقارنةً بعام 2022.
ألمانيا على مسار المناخ
تراجعت انبعاثات غازات الدفيئة في ألمانيا بنحو 3.4% على أساس سنوي خلال العام الماضي (2024)؛ ما يضع أكبر اقتصاد في عموم أوروبا على المسار الذي يقوده إلى تحقيق أهداف المناخ بحلول عام 2030، وفق ما صرّحت به وكالة البيئة الفيدرالية في ألمانيا.
وانخفضت انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون إلى 649 مليون طن في العام الماضي، تراجعًا من رقم مبدئي بلغ 656 مليون طن متري نشرته مؤسسة أغورا إنرجيويند (Agora Energiewende) البحثية الداعمة لتحول الطاقة في ألمانيا في يناير/كانون الثاني الماضي، والأهداف القانونية لعام 2024 التي وضعت هذا الرقم عند 693.4 مليون طن متري.
وتستهدف ألمانيا خفض انبعاثات غازات الدفيئة بنسبة 65% بحلول نهاية العقد الحالي (2030)، مقارنةً بعام 1990، وهي خطوة تقرّبها من تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2045.
وقال وزير العمل المناخي والاقتصاد، روبرت هابيك: “بالنظر إلى عام 2030، ما زلت واثقًا بأننا سنحقق أهدافنا المناخية الوطنية”، وفق بيان حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.

مخاطر تلوح في الأفق
على الرغم من جهودها المناخية المتواصلة، تواجه ألمانيا مخاطر التخلّف عن تحقيق أهدافها بصورة كبيرة بموجب لائحة تقاسم الجهود (Effort Sharing Regulation) في الاتحاد الأوروبي المطبقة خلال المدة بين عامي 2021 و2030؛ بسبب التقدّم غير الكافي في قطاعَي النقل والبناء.
ولائحة تقاسم الجهود هي إطار سياسي، وجزء من حزمة المناخ والطاقة في الاتحاد الأوروبي.
وأدّى الخفض في معدلات الطاقة المولّدة بمصادر الوقود الأحفوري إلى تراجع في انبعاثات غازات الدفيئة في ألمانيا خلال عام 2024، بفضل زيادة حادة في توسعة مصادر الطاقة المتجددة، التي مثّلت قرابة 54% من إجمالي استهلاك الكهرباء في البلاد.
غير أن الخفض في انبعاثات غازات الدفيئة في قطاعي النقل والبناء الألمانيين بقي متواضعًا في عام 2024؛ إذ تراوحت نسبته بين 1.4% و2.3% على الترتيب على أساس سنوي، ليخفق في تحقيق مستهدفاته القانونية.
إستراتيجية الانبعاثات السلبية
سبق أن تعهّدت الحكومة الألمانية بتقديم إستراتيجية تتعلّق بالانبعاثات السلبية في المدى الطويل بحلول نهاية عام 2024، غير أنها لم تفِ بتعهداتها تلك قبل انتخابات عام 2025.
وتقول برلين إن الانبعاثات السلبية سيكون لها دور مهم في تقليص تركيز غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، بهدف تحقيق مستهدف الوصول بدرجات الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية، وفق ما هو منصوص عليه في اتفاقية باريس للمناخ لعام 2015.
وستحدّد الحكومة هدفًا لصافي الانبعاثات السلبية بحلول عام 2060، كما تستهدف وضع أهداف محددة لأحواض الكربون التقنية، مثل احتجاز ثاني أكسيد الكربون مباشرةً من الهواء وتخزينه بصورة دائمة تحت الأرض.
وتُعدّ ألمانيا واحدة من نحو 30 دولة أدرجت مستهدفها بشأن تحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050، أو قبله، في قانونها الوطني، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقرّر الاتحاد الأوروبي إضافة مستهدف عام 2050 إلى قانونه بشأن المناخ لعام 2021، كما التزمت 50 دولة أخرى بأهداف الحياد الكربوني بحلول 2050 على الأقل.
موضوعات متعلقة..
- انتكاسة بيئية بإنتاج الكهرباء في ألمانيا.. عودة الاعتماد على الفحم بنسبة 36.3%
- ألمانيا تعيد تشغيل 16 محطة توليد كهرباء تعمل بالفحم والنفط
- الطاقة المتجددة في ألمانيا تسهم بنحو نصف الكهرباء المستهلكة
اقرأ أيضًا..
- روسيا تطور 8 مفاعلات نووية لإنعاش أسطول بديل لقناة السويس
- بطاريات الجاذبية.. هل تكتب “شهادة وفاة” أنظمة الليثيوم أيون؟
- مشروعات تخزين الطاقة الكهرومائية بالضخ تهدّد بزوال بحيرة إسكتلندية (تقرير)
المصادر:
1.تراجع انبعاثات غازات الدفيئة في ألمانيا من تقرير نشرته وكالة رويترز.