أكبر محطة لتوليد الطاقة النووية الاندماجية في العالم جاهزة لبدء الإنتاج

أصبحت أكبر محطة لتوليد الطاقة النووية الاندماجية في العالم جاهزة لبدء الإنتاج بعد تسليم أحد أهم مكوناتها من قِبل الصين؛ ليكتمل المشروع المعروف باسم “الشمس الاصطناعية”.
ووفق بيان صحفي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أكملت الصين شحن المجموعة النهائية من مكونات وحدة تغذية ناظم التبريد للفائف التصحيح إلى موقع المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي (إيتير) في جنوب فرنسا.
وقد طوّر معهد فيزياء البلازما التابع للأكاديمية الصينية للعلوم (ASIPP) بنجاح تطوير جميع المكونات الضخمة اللازمة لنظام التغذية المغناطيسي في “إيتير”.
وأكد المعهد أن جميع المكونات الرئيسة لنظام التغذية المغناطيسي، الذي يوصف بـ”شريان الحياة” للمفاعل، أصبحت مكتملة وجاهزة.
أكبر محطة لتوليد الطاقة النووية الاندماجية
وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تُعد وحدة تغذية ناظم التبريد للفائف التصحيح هي أهم وأكبر مكونات نظام التغذية المغناطيسي في أكبر محطة لتوليد الطاقة النووية الاندماجية في العالم، وهو المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي (إيتير) في جنوب فرنسا.
ويتكوّن هذا النظام من 9 مجموعات مبنية على شكل هياكل نصف دائرية، يبلغ قطرها 15 مترًا (49 قدمًا) وارتفاعها 3 أمتار (9.8 قدمًا).
وأوضح نائب مدير معهد فيزياء البلازما التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، لو كون، أن نظام التغذية المغناطيسي يُعد جزءًا أساسيًا من “إيتير”، إذ يُوفّر جميع الطاقة ووسائل التبريد لمغناطيسات مفاعل الاندماج، ويُرسل إشارات التحكم الحرجة، ويعمل أيضًا بوصفه قناة تفريغ، لإطلاق الطاقة المغناطيسية المخزنة بأمان.
ويُمول “إيتير” بصفة مشتركة من قِبل الاتحاد الأوروبي، والصين، والولايات المتحدة، واليابان، وجمهورية كوريا، والهند، وروسيا، بحسب ما نقلته منصة “إنترستينغ إنجينيرينغ” (Interesting Engineering).

وشدد نائب مدير المعهد، لو كون، على أن هذا النظام، الذي طُوّر واختُبر بصورة مستقلة من قِبل معهد فيزياء البلازما، يُمثّل أكثر حزم مشتريات “إيتير” من الصين تعقيدًا حتى الآن، إذ يتألّف من 31 مجموعة ويزن نحو 1600 طن.
ومن جانبه، أكد نائب رئيس معاهد خفي للعلوم الفيزيائية، مدير معهد فيزياء البلازما التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، سونغ يونتاو، أن المعهد أقام على مدى العقدَيْن الماضيَيْن علاقات تعاونية قوية مع أكثر من 140 مؤسسة بحثية في أكثر من 50 دولة، ما ساعد العديد من الدول الناشئة على تطوير برامجها البحثية وبنيتها التحتية في مجال الاندماج.
المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي
يُعدّ المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي (إيتير)، المعروف أيضًا باسم “الشمس الاصطناعية”، أحد أهم مشروعات البحث العلمي.
ويعود هذا اللقب إلى قدرته على إنتاج طاقة نظيفة وخالية من الكربون، مثل الشمس، من خلال انبعاث الضوء والحرارة عن طريق تفاعلات الاندماج بمجرد بدء تشغيله.
وقد بدأ مشروع المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي (إيتير)، في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، بوصفه جهدًا تعاونيًا يضم 7 شركاء: الولايات المتحدة، وروسيا، وكوريا الجنوبية، واليابان، والصين، والهند، والاتحاد الأوروبي؛ وتُقدّر تكلفته بأكثر من 25 مليار دولار.
وعلى عكس الانشطار النووي المستعمل في المفاعلات النووية الحالية، لا يُنتج الاندماج النووي نفايات مشعة طويلة الأمد، ولا يُطلق أي غازات دفيئة. كما أنه يُقلل من مخاطر الحوادث الكارثية بصورة كبيرة، ما يجعله مسارًا أكثر أمانًا للطاقة النظيفة.
ويجري حاليًا بناء المفاعل النووي الحراري التجريبي الدولي (إيتير)، في كاداراش بجنوب فرنسا، وهو جاهز لإنتاج أول بلازما في السنوات المقبلة.
ومن المحتمل أن يكون المفاعل أول محطة لتوليد الطاقة النووية الاندماجية في العالم واسعة النطاق، قادرة على إنتاج كهرباء تفوق ما يتطلبه بدء تفاعل الاندماج، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

إنجاز جديد لمفاعل الاندماج النووي الصيني
تُجرى حاليًا في الصين تجربة مماثلة لـ”الشمس الاصطناعية”؛ فقد حطّم مفاعل الاندماج النووي الصيني التجريبي المتقدم فائق التوصيل توكاماك (إيست)، رقمه القياسي مؤخرًا بعد الحفاظ على تشغيل بلازما عالية الاحتواء لمدة 1066 ثانية في يناير/كانون الثاني الماضي.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، تُعدّ مدة الـ1000 ثانية خطوةً أساسيةً في أبحاث الاندماج.
وقد تجاوز هذا الإنجاز، الذي حققه معهد فيزياء البلازما التابع للأكاديمية الصينية للعلوم، الرقم القياسي العالمي السابق البالغ 403 ثوانٍ، الذي حققه أيضًا مفاعل “إيست” في عام 2023.
والهدف النهائي لتطوير شمس اصطناعية هو محاكاة عمليات الاندماج النووي التي تحدث في الشمس، لتزويد البشر بطاقة نظيفة غير محدودة وتمكين استكشاف الفضاء، بحسب ما نقلته منصة “غلوبال تايمز” (Global Times).
وقال مدير معهد فيزياء البلازما، سونغ يونتاو: “تحتاج تفاعلات الاندماج إلى الوصول لآلاف الثواني للحفاظ على استمراريتها.. يمثّل هذا الرقم القياسي الأخير المرة الأولى التي تحاكي فيها البشرية الظروف اللازمة لتشغيل مفاعلات الاندماج في بيئة تجريبية”.
ووفقًا لخريطة الطريق الصينية للاندماج النووي بالاحتواء المغناطيسي، تهدف البلاد إلى بناء أول محطة لتوليد الطاقة النووية الاندماجية في العالم.
موضوعات متعلقة..
- أول محطة لتوليد الطاقة النووية الاندماجية في العالم تتأهّب للبناء
- أكبر محطة لتوليد الطاقة النووية الاندماجية في العالم تقترب من بدء التشغيل (صور)
- الطاقة النووية الاندماجية تشهد طفرة صينية لخفض التكلفة
اقرأ أيضًا..
- اكتشاف نفطي جديد على يد شركتين عملاقتين
- أكبر 5 دول مصدرة للغاز المسال في أفريقيا خلال الربع الأول من 2025
- افتتاح أكبر محطة طاقة شمسية بنظام التخزين في أميركا اللاتينية
- أحدث نظام لتخزين الكهرباء.. مقاوم للحريق بخلايا أطول عمرًا
المصادر:
- وصول معدات أكبر محطة لتوليد الطاقة النووية الاندماجية في العالم من الموقع الرسمي لمعهد فيزياء البلازما.
- معلومات إضافية عن محطة الطاقة النووية الاندماجية في فرنسا من منصة “إنترستينغ إنجينيرينغ”.
- إنجاز جديد لمفاعل الاندماج النووي في الصين من منصة “غلوبال تايمز”.