باعت شركة إكوينور النرويجية (Equinor) أول شحنة نفط من حقل يوهان كاستبرغ في بحر بارنتس، قبل بدء الإنتاج الشهر المقبل.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، باعت إكوينور هذه الشحنة إلى شركة ريبسول الإسبانية (Repsol)؛ لتستعملها -على الأرجح- في مصفاة بلباو، التي تبلغ طاقتها الإنتاجية 220 ألف برميل يوميًا.
وكان من المتوقع أن يبدأ تشغيل حقل يوهان كاستبرغ في الربع الأخير من عام 2024، ولكن تأخَّر بدء التشغيل، أولًا إلى يناير/كانون الثاني-فبراير/شباط من العام الجاري (2025)؛ بسبب سوء الأحوال الجوية، ثم إلى أبريل/نيسان.
وتدير إكوينور حقل يوهان كاستبرغ بحصّة 50%، في حين تمتلك فار إنرجي (Var Energi) حصة 30%، وشركة بيتورو النرويجية المملوكة للدولة (Petoro) %20.
موعد تحميل أول شحنة نفط
أرجأت إكوينور تحميل أول شحنة نفط من حقل يوهان كاستبرغ إلى 14-17 أبريل/نيسان 2025، بدلًا من 21-24 فبراير/شباط 2025.
ويتألف برنامج التصدير لشهر أبريل/نيسان المقبل من 4 شحنات، كل منها سعة 700 ألف برميل، وتُحمّل إكوينور 3 شحنات، في حين تُحمّل شركة فار إنرجي الشحنة الرابعة.
ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، فإن 3 شحنات من شحنات أبريل/نيسان لم تُبَع بعد، وتخطط شركة إكوينور لطرحها في مناقصات منفصلة.
ولم يتضح بعد السعر الذي حققته الشحنة الأولى، ولكن صرّحت مصادر -سابقًا- بأنه قد يُسعّر هذا الخام بعلاوة على الخامات النرويجية الغنية بنواتج تقطير متوسطة مثل ترول أو ألفهايم، بحسب ما نقلته منصة “آرغوس ميديا” (Argus Media).
وسيكون خام يوهان كاستبرغ غنيًا بنواتج تقطير متوسطة، وستكون كثافته 34.7 درجة على مقياس معهد النفط الأميركي، ومحتوى الكبريت فيه 0.16% فقط عند بدء إنتاج الحقل، وفقًا لتحليل.
ومن المتوقع أن ينتج الحقل 220 ألف برميل يوميًا عند مستوى الإنتاج الحالي، وتُقدَّر احتياطياته القابلة للاستخراج بما يتراوح بين 450 مليون و650 مليون برميل.
انسحاب أكبر المستثمرين من شركة إكوينور
في سياقٍ آخر، صرّحت إحدى شركات إدارة الأصول التي تشارك في قيادة محادثات المناخ مع إكوينور، نيابةً عن أكثر من 600 مستثمر، بأنها باعت أسهمها؛ لأن مجلس إدارة شركة النفط النرويجية لم يُوفَّق في مواءمة إستراتيجيته مع الهدف العالمي المتمثل في الحدّ من الاحتباس الحراري.
وبعد استثمارها الأول في إكوينور عام 2021، أسهمت شركة ساراسين وشركاه البريطانية (Sarasin & Partners) في قيادة المحادثات مع الشركة جزءًا من مبادرة “العمل المناخي 100+”، التي يحثّ أعضاؤها أكبر الشركات المُدرَجة في العالم والمُسبّبة للتلوث على خفض الانبعاثات.
وعلى الرغم من أن إكوينور كانت في البداية “رائدة محتملة في مجال تحول الطاقة” من شأنها أن “تُرسي معيارًا للقطاع”، فإن رسالةً موجهةً إلى الشركة بتاريخ 14 مارس/آذار 2025، ذكرت أنها لم تُوفَّق في مواءمة إستراتيجيتها مع اتفاقية باريس، وفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
ورغم التصريحات الداعمة لهذا المسار، فإن “إكوينور لم تُعدّل إستراتيجيتها لتحقيق ذلك”، وفقًا للرسالة الموجهة إلى رئيس مجلس إدارة إكوينور، جون إريك راينهاردسن.
وأضافت الرسالة: “بدلًا من قيادة عملية التحول، سارت إكوينور على خطى شركات النفط والغاز الكبرى الأخرى في التراجع عن جهودها”، بما في ذلك الضغط لتوسيع إنتاج النفط والغاز، وخفض هدفها المتعلق بالطاقة المتجددة في فبراير/شباط المنصرم.
وبلغت حصة ساراسين ذروتها عند نحو 9.5 مليون سهم في مارس/آذار 2024؛ ما جعلها من بين أكبر 20 مستثمرًا في الشركة، قبل أن تبدأ بتخفيض حصتها في مايو/أيار، وكان لديها نحو 3 ملايين سهم، عندما باعت كامل حصتها في يناير/كانون الثاني 2025، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.
من جانبها، أكّدت إكوينور أن إستراتيجيتها ما تزال ثابتة، ولكن مع تباطؤ وتيرة تحول الطاقة عمّا كان متوقعًا، اضطرت إلى تكييف سرعة انتقالها مع الأسواق والفرص المتاحة.
وقال متحدث باسم إكوينور: “طموحنا هو أن نكون شركة رائدة في مجال انتقال الطاقة، ومثال على هذه القيادة، نستعد الآن لاستقبال أول شحنة من ثاني أكسيد الكربون في منشأة النقل والتخزين نورثرن لايتس”.
وأضاف: “نخفض الانبعاثات من عملياتنا بما يتماشى مع المسارات العلمية، ونستثمر ونتخذ إجراءات لتعزيز إزالة الكربون والتحول”.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج النفط والغاز في النرويج يترقب دفعة من نصف مليار برميل
- إكوينور النرويجية تتقدم بمشروع كهربة منصات النفط والغاز البحرية
- اكتشاف نفط في النرويج يمهد لاحتياطيات بـ100 مليون برميل
اقرأ أيضًا..
- مصادر: الجزائر تهدّد فرنسا بعقود النفط والغاز.. وسيناريو المغرب قد يتكرر
- واردات تركيا من الغاز المسال تسجّل أعلى مستوى في تاريخها
- إنتاج الهيدروجين من نفايات البلاستيك.. ابتكار جديد
- استخراج الليثيوم بتقنية قد تغير معادلة السيارات الكهربائية
المصادر:
- بيع أول شحنة نفط من حقل يوهان كاستبرغ من منصة “آرغوس ميديا”
- انسحاب أحد أكبر المستثمرين في شركة إكوينور من وكالة رويترز
