متى تتحسن الكهرباء في سوريا.. وكم عدد ساعات توصيل التيار يوميًا؟ (تقرير)

مع انخفاض عدد ساعات توصيل التيار الكهربائي، يتساءل كثير من المواطنين: متى تتحسّن الكهرباء في سوريا؟ في وقت تشهد فيه البلاد أزمة حادة نتيجة تضرّر البنية التحتية للطاقة، خلال السنوات الماضية، التي شهدت حربًا مع نظام الأسد.
وبحسب بيانات قطاع الكهرباء السوري لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فقد أدى تدهور البنية التحتية إلى انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة، وأثر سلبًا في حياة المواطنين والاقتصاد الوطني على حد سواء.
وبينما تسعى الحكومة إلى معالجة هذه الأزمة، يتساءل المواطنون: متى تتحسّن الكهرباء في سوريا، في وقت تبرز فيه الحاجة الملحة إلى استثمارات ضخمة لإصلاح المحطات المتضررة وبناء محطات جديدة تلبي احتياجات البلاد المتزايدة؟
وتوفر الحكومة السورية ما يصل إلى 4 ساعات من تغطية الكهرباء وتوصيل التيار إلى المواطنين، في حين من المنتظر أن يزداد عدد هذه الساعات، وفق اتفاق عقدته وزارة الكهرباء السورية مع دولة قطر، وكذلك مع اتباع الوزارة لإجراءات أخرى.
عدد ساعات الكهرباء في سوريا
قال المدير العام لمؤسسة النقل والتوزیع في وزارة الكهرباء السورية المهندس خالد أبودي، إن عدد ساعات الكهرباء في سوريا في الوقت الحالي لا يتجاوز 4 ساعات، في حين من المتوقع أن تزداد هذه التغطية إلى 8 ساعات، بعد اتفاق عقدته الحكومة مع دولة قطر.
وأضاف -في حوار خاص أجرته معه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- أن وزارة الكهرباء السورية تعمل في الوقت نفسه على تأمين إمدادات الكهرباء من مصادر أخرى، من بينها الطاقة الشمسية، وكذلك توفير الوقود لمحطات الكهرباء.
وردًا على سؤال حول: متى تتحسّن الكهرباء في سوريا؟ قال أبودي، إن مؤسسة نقل وتوزیع الطاقة الکهربائیة تعمل على إجراء جمیع التجهیزات لجمیع الحلول المقترحة، وتعمل على تجهیز خطوط النقل الرئیسة وطرق ربطها بشبکة الکهرباء.

وحتى الآن، وفق المهندس خالد أبودي، لا يوجد أي اتفاق بشأن سفن الكهرباء التركية والقطرية، لذلك تعمل الوزارة على تجهیز متطلبات الحلول الأخرى المقترحة.
الربط الكهربائي مع تركيا والأردن
كشف المهندس خالد أبودي عن أن مشروعَي الربط الکهربائي مع الأردن وتركيا ما يزالان قائمَيْن، موضحًا أن الربط مع الأردن يواجه عقبة تتمثّل في أن خط الربط الرئیس 400 كيلو فولت یعاني أعطالًا کبیرة، ويحتاج إلى إعادة تأهیل، وهذا ما ستعمل عليه المؤسسة قريبًا، لتکون جاهزة للربط.
وحول إمكان تحقيق الربط الكهربائي مع تركيا، قال إن المشروع يمثّل أهمیة إستراتیجیة لتعزیز التعاون الإقلیمي في قطاع الطاقة، إذ هناك جهود سابقة لدراسته، ووُقِّعَت اتفاقیات مبدئیة في تسعینیات القرن الماضي لتقویة شبکة النقل السوریة وربطها بالشبکة الترکیة.
ورغم ذلك، وفق أبودي، فإن تنفیذ الربط الكهربائي بين سوريا وتركيا تأثر بالأزمات السیاسیة والأمنیة التي مرّت بها البلاد خلال السنوات الماضیة، ويحتاج الخط حاليًا إلى إعادة تأهیل لنحو 6 أشهر، ويحتاج -كذلك- إلی توفر المواد اللازمة لإعادة التأهیل.
بالإضافة إلى الربط الكهربائي، قدّم أبودي إجابة لسؤال متى تتحسّن الكهرباء في سوريا؟ بالقول إن هناك حاجة إلى الاستثمار لإعادة تأهيل قطاع الكهرباء بنحو 40 مليار دولار، وذلك لإنجاز الآتي:
- إعادة تأهيل المحطات المتضررة من المعارك خلال السنوات الماضية.
- بناء 4 محطات جديدة، بقدرة إجمالية تصل إلى 5 آلاف ميغاواط.
- تطوير شبكات النقل والتوزيع وإصلاحها وتحديثها.
- الاستثمار في الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.
- إعادة تأهيل الربط الكهربائي الإقليمي.

وحسب المدير العام لمؤسسة النقل والتوزیع في وزارة الكهرباء السورية، فإن هذه الخطوات تتطلّب تعاونًا وثيقًا بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع الدولي، لضمان توفير التمويل والتقنيات اللازمة لإعادة بناء قطاع الكهرباء في سوريا.
محطات الكهرباء في سوريا
تعرّضت العديد من محطات الكهرباء في سوريا إلى أضرار جسيمة خلال الصراع الذي شهدته البلاد عبر سنوات طويلة، مما أدى إلى خروج بعضها عن الخدمة أو عملها بكفاءة منخفضة، ومن أبرز المحطات التي تحتاج إلى صيانة:
- محطة جندر (ريف حمص): وتُعد من أكبر المحطات الحرارية في سوريا، لكنها تعرّضت لأضرار كبيرة بسبب القصف والتخريب.
- محطة دير علي (ريف دمشق): تُعد من المحطات الرئيسة في البلاد، وتعرضت لأضرار جسيمة أدت إلى خروجها عن الخدمة.
- محطة تشرين (ريف دمشق): تعمل بتقنيات قديمة وتحتاج إلى صيانة شاملة لتحسين كفاءتها.
- محطة الزارة (حمص): تعمل بتقنيات قديمة وتحتاج إلى صيانة شاملة لتحسين كفاءتها.
في الوقت نفسه، هناك عدد من محطات الكهرباء في سوريا، التي خرجت تمامًا من الخدمة بسبب حجم الدمار الذي لحق بها جراء معارك استمرت لما يزيد على 13 عامًا، ومن بين هذه المحطات:
- محطة زيزون (إدلب): وتبلغ قدرتها الإنتاجية 500 ميغاواط، لكنها تعرّضت لأضرار كبيرة أدت إلى خروجها عن الخدمة.
- محطة حلب الحرارية: كانت من أكبر المحطات في البلاد، وتعرّضت لأضرار جسيمة جعلتها خارج الخدمة.
موضوعات متعلقة..
- سفن الكهرباء القطرية والتركية لن تصل سوريا قريبًا (خاص)
- شبكة الكهرباء في سوريا.. حلول عاجلة لحل الأزمة (مقال)
- أكبر 5 محطات كهرباء في سوريا.. تفاصيل القدرات وتحديات التطوير
اقرأ أيضًا..
- صفقة غاز مسال جزائرية في الطريق إلى العراق لأول مرة
- حصري – الغاز القطري إلى سوريا “ليس قطريًا”.. وهذا هو المصدر
- أكبر مصدري الغاز عبر الأنابيب إلى الاتحاد الأوروبي.. ما ترتيب الجزائر وليبيا؟
المصادر:
- تقييم شامل لقطاع الكهرباء في سوريا بعد الحرب.. من موقع الاتحاد الأوروبي
- جانب من حوار المهندس خالد أبودي مع منصة الطاقة