أمين عام أوبك: مصطلح الطاقة الخضراء يخفي الحقائق.. ولسنا بحاجة إلى شعارات

كشف أمين عام أوبك هيثم الغيص العديد من المغالطات التي ينطوي عليها مصطلح الطاقة الخضراء؛ موضحًا أن هذا المصطلح أو الشعار قد يُخفي حقائق الطاقة.
وفي مقال بعنوان “ما معنى الخضراء حقًا؟”، قال الغيص، إن بناء مستقبل طاقة يوفّر أمن الطاقة، ويجعلها في متناول الجميع، ويعالج فقر الطاقة، ويُقلل الانبعاثات، يتطلب فهمًا واقعيًا لجميع أنواع الطاقة، والمنتجات المُشتقة منها، وما يُمكن أن تُقدّمه.
وتساءل أمين عام أوبك، في مقاله الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن): “هل يُركّز مصطلح “الخضراء” بشكل ضيق على طاقات محددة، ويسمح لبعضهم بتجاهل فوائد طاقات أخرى؟ أم ربما علينا أن نتخلى عنه تمامًا؟ المستقبل يتعلق بجميع الطاقات، بغضّ النظر عن لونها.. نحن بحاجة إلى حلول، لا شعارات”.
مغالطات مصطلح الطاقة الخضراء
فنّد أمين عام أوبك هيثم الغيص، في مقاله، مغالطات مصطلح “الطاقة الخضراء”، وقال في البداية، إنه إذا كان مصطلح “الخضراء” يعني عدم وجود انبعاثات لغازات الدفيئة، فيجب مراعاة البصمة الكربونية الكاملة لمصدر الطاقة، بما في ذلك عمليات الإنتاج والنقل.
وضرب الغيص مثلًا بأن تصنيع توربينات الرياح والألواح الشمسية وتركيبها وتشغيلها وإيقاف تشغيلها، يُنتج انبعاثات غازات الدفيئة.
ويُعدّ الفولاذ والأسمنت والبلاستيك مواد أساسية لهذه التقنيات، إلّا أن عمليات إنتاج هذه المواد كثيفة الانبعاثات؛ إذ إن نحو 70% من الفولاذ العالمي من خام الحديد يُنتج باستعمال عمليات تعتمد على الفحم، كما يُطلق استخراج السيليكون وتحويله إلى خلايا شمسية انبعاثات.
ويتطلب استخراج المعادن الأساسية -مثل النحاس والليثيوم والنيكل والكوبالت الضرورية لتوربينات الرياح والألواح الشمسية وبطاريات الليثيوم أيون- تعدينًا مكثفًا، وهي عملية تُسبِّب انبعاثات كبيرة من غازات الدفيئة.
كما قال الغيص، إنه غالبًا ما تُوصف “كهربة كل شيء” بأنها وسيلة للتحول إلى الطاقة الخضراء، ومع ذلك، شهد عام 2024 وصول توليد الكهرباء من الفحم إلى مستوى قياسي غير مسبوق في تاريخ البشرية.
ونتيجةً لذلك، وصلت انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية من محطات الكهرباء التي تعمل بالفحم إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق في عام 2024، ومن المتوقع أن تكون أعلى في عام 2025.
وتابع أمين عام أوبك هيثم الغيص، أنه إذا كان مصطلح “الخضراء” يعني الانسجام مع الطبيعة، فيجب مراعاة الأثر البيئي الكامل لمصدر الطاقة.
وغالبًا ما تتضمن الخطوة الأولى في بناء توربينات الرياح البرية أو مزارع الطاقة الشمسية تطهير الأرض، وقد يشمل ذلك إزالة الأشجار أو الصخور أو غيرها من عناصر المناظر الطبيعية.
وتُستعمل المتفجرات الصناعية -أحيانًا- في هذه العملية، ويُمكن أن تُسبِّب توربينات الرياح والأسوار المحيطة بمواقع مزارع الطاقة الشمسية اضطرابًا في موائل الحيوانات ومسارات الهجرة، بحسب ما جاء في المقال.
كما قال أمين عام أوبك هيثم الغيص، إنه إذا كان مصطلح “الخضراء” يُشير إلى سلاسة عملية إعادة التدوير، فيجب الأخذ في الحسبان أن دورة حياة توربينات الرياح تتراوح بين 20 و25 عامًا تقريبًا، بينما تبلغ دورة حياة الألواح الشمسية نحو 30 عامًا.
وذكر الغيص أن المهندسين توقّعوا أن أكثر من 43 مليون طن من نفايات المكبّات ستُنتجها شفرات التوربينات عالميًا بحلول عام 2050، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز (New York Times).
كما قدّرت الوكالة الدولية للطاقة المتجددة أن نفايات الألواح الشمسية، عند نهاية عمرها الافتراضي، ستزداد إلى 60-78 مليون طن متري تراكميًا بحلول 2050.
وشدد الغيص على أن الألواح الشمسية تحتوي على معادن ثقيلة سامّة، تُصنّفها بعض الحكومات بوصفها نفايات خطرة، ويجب التخلص منها وفقًا لإرشادات وجداول زمنية صارمة للغاية.
وأوضح أن الابتكار التقني يساعد في تحسين قابلية إعادة تدوير التوربينات والألواح، وقد أُحرِز تقدُّم ملحوظ في هذا المجال.
وقال الغيص: “لكن -كما أشار برنامج الأمم المتحدة للبيئة- يواجه العالم حاليًا أزمة في التخلص من النفايات.. فمجرد أن يكون شيء ما قابلًا لإعادة التدوير لا يعني بالضرورة أنه سيُعاد تدويره فعليًا، أو أنه لن ينتهي به المطاف في مكب النفايات”.
حلول أزمة المناخ
قال أمين عام أوبك هيثم الغيص، إن هذا الأمر يطرح السؤال التالي: “لماذا تُصنَّف بعض أنواع الطاقة على أنها خضراء؟ إنها كلمة بسيطة، لكنها تُمكّن من عَدِّ الطاقة حلًا سحريًا لتحدّي المناخ”.
وتابع: “لا حاجة إلى مزيد من الأسئلة.. إنها توحي بأن مصدر الطاقة مثالي، خالٍ من العيوب، ولكن لا يُمكن تعريف أيّ مصدر طاقة بهذه الطريقة”.

وأشار الغيص إلى أن هذا الشعار قد يفقد دلالاته الدقيقة وراء المفاضلات الصعبة التي يواجهها صانعو السياسات عند موازنة أولويات التنمية المتنافسة.
فهو يوحي بوجود جانب أخلاقي لمصادر الطاقة؛ ما يُغفل بعض الفوائد المهمة التي يمكن أن تُقدّمها مصادر لا تُعدّ خضراء في العادة، بحسب ما أكده الغيص في مقاله الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ولكنه ذكر أنه من المهم تأكيد أن الألواح الشمسية وتوربينات الرياح تقنيات استثنائية؛ إذ تُعدّ عنصرًا أساسيًا في مزيج الطاقة، لا سيما مع توقُّع نمو الطلب على الطاقة في العقود المقبلة.
ومع ذلك، استشهد الغيص بمقولة مؤرخ الطاقة جان بابتيست فريسوز: “من غير المعقول توقُّع أكثر مما تستطيع الألواح الشمسية وتوربينات الرياح تقديمه”.
موضوعات متعلقة..
- أمين عام أوبك يكتب لـ”الطاقة” عن اجتماعات قمة المناخ.. ويُطلق تحذيرات مهمة
- أمين عام أوبك: النفط أساسي في حياتنا اليومية.. ومتمسكون بدورنا في تلبية الطلب
- أمين عام أوبك: قطاع النفط والغاز شريك مهم في مواجهة أزمة تغير المناخ
اقرأ أيضًا..
- حقل نفط وغاز ضخم يشهد تطوّرات بعد موجة انسحابات أجنبية
- أمين عام المنظمة العربية للطاقة: صناعة الغاز المسال تترقب تغيرًا مهمًا.. وطفرة تحققها قطر
- شركة فرنسية: اكتشفنا مواقع الهيدروجين الطبيعي.. وهذا موقفنا من الدول العربية (حوار)
- المغرب يوقّع اتفاقية شراء حافلات كهربائية استعدادًا لكأس العالم 2030
المصدر:
- مقال أمين عام أوبك هيثم الغيص عن مصطلح الطاقة الخضراء من الموقع الرسمي لمنظمة الدول المُصدّرة للنفط