مؤشر ” الفقد ” يعاود الإرتفاع مرة أخري بكهرباء جنوب القاهرة ..بنسبة 31 % مقارنة ب 28 العام الماضى

مخلص عبد الحي
في أروقة شركة جنوب القاهرة لتوزيع الكهرباء، يدور حديث صامت لكنه ثقيل الوطأة، حديث عن أرقام تتزايد، وخسائر تتعاظم، ونسبة فقد تعود لترتفع من جديد، وكأن الجهود التي تبذل تتلاشى أمام واقع يفرض نفسه بقوة.
عادت مرة اخري نسبة الفقد ترتفع من جديد ، فوفقا لاخر تقرير صادر من الشركة عن أداء شهر فبراير ٢٠٢٥ فإن نسبة الفقد زادت اكثر من ٢ ٪ عن نظيرها في نفس الشهر من العام الماضي ، وشركة كبيرة بحجم جنوب القاهرة فإن نسبة ١ ٪ للفقد تساوي حوالي من ٣٠٠ مليون الي ٣٣٠ مليون جنيه خسائر سنويا ، فعندما تكون النسبة ٢ ٪ فإن الفقد يكبد الشركة تقريبا ٦٦٠ مليون جنيه وان زادت النسبة زادت القيمة ..
ونسبة الفقد السنوية الحالية زادت عن نظيرتها من العام الماضي حيث ارتفعت نسبة الفقد الي 31.24% خلال الفترة خلال الفترة من ١ مارس٢٠٢٤ حتي ٢٨ فبراير٢٠٢٥
ونسبة الفقد المناظرة في العام الماضي خلال الفترة من ١ مارس ٢٠٢٣ حتي ٢٨ فبراير ٢٠٢٤ كانت 28.98 %
كما زادت نسبة الفقد الشهري عن شهر فبراير حلال الفترة من ١ الي ٢٨ فبراير ٢٠٢٥ وصلت الي 25.36 % وكانت العام الماضي في نفس الشهر 24.44%
جميع مؤشرات الفقد سواء التراكمي ٧ شهور او ٨ شهور او السنوي او حتي الشهر تشير الي عودة ارتفاع مؤشر الفقد مرة اخري بالشركة مقارنة بنظيراتها العام الماضي ..
وبلغت نسبة الفقد من كمية الطاقة المشتراه خلال الفترة من ١ يوليو ٢٠٢٤ حتي ٢٨ فبراير ٢٠٢٥ حوالي ٦ مليار و٨٢٥ مليون كيلو وات ساعة من اجمالي كمية الطاقة المشتراه للشركة التي تجاوزت ٢٣ مليار و٤٨٣ مليون كيلو وات ساعة
لم يكن ارتفاع نسبة الفقد مجرد رقم عابر في تقارير الشركة، بل هو انعكاس مباشر لحالة من التراخي والتقاعس عن أداء الواجبات.. وبدا واضحاً أن هناك حلقة مفقودة جعلت المشكلة تتفاقم، لتتجاوز نسبة الفقد في بعض المناطق اكثر من ٥٠ % ( في وسط وريف الجيزة وغيرها ) وهي نسبة تنذر بخطر اقتصادي قد يثقل كاهل الشركة اكثر واكثر ..
شركة جنوب القاهرة بها حوالي ٧ مليون عداد منهم تقريبا ٣ نلايين عداد مسبق الدفع والباقي فواتير ..وللاسف الشديد نسبة المقروء منه لا يتجاوز ٧٠ ٪ ويتم طباعة الصادر وفقاً لهذه النسبة ويتم إلقاء الباقي علي الفقد ، لذلك نسمع ان كل قطاع قد حقق الصادر المطلوب منه بنسبة ١١٠ ٪ او ١٢٠ ٪ ومن يسمع هذه النسب يقول ان الجميع قد قام بدوره علي اكمل وجه ، وان كل شخص حقق المطلوب منه وزياردة ( طبعا علي الورق ) فقط ، لكن الواقع نلمسه علي الطبيعة ولا يترجم حتي حسابيا في الدفاتر بخفض نسبة الفقد ، ويظل مؤشر الفقد في الصعود ..
اين الجهود الجبارة التي نتحدث عنها والجولات المكوكية أمام مؤشر ” طالع ” ولا يريد الهبوط ، فالزلزال الذي اجتاح جنوب القاهرة في السابق كان بسبب زياد نسبة الفقد ، تغيرت الوجوه وتم إعادة هيكلة ” أساسيات ” الشركة ، ورغم ذلك ارقام الفقد تأبي النزول وكأن شركة جنوب القاهرة ” معمول لها عمل ” ان تصبح ” نمبر وان ” في نسبة الفقد وأن تتربع علي عرش شركات التوزيع في اعلي نسبة فقد ..
أين يكمن الخلل؟
المراقب للمشهد لا يحتاج إلى كثير من التأمل ليكتشف أن التقاعس في تنفيذ الخطط الإصلاحية هو المتهم الأول وغياب المتابعة الدقيقة، والبطء في تركيب العدادات الكودية مسبقة الدفع، كلها عوامل فتحت الباب أمام استمرار النزيف الكهربائي..
في النهاية لا نملك إلا ان نقول إن أزمة ارتفاع نسبة الفقد الكهربائي ليست مجرد خطأ إداري عابر، بل هي مؤشر على خلل أعمق يستوجب مواجهة جذرية.