أول ناقلة غاز مسال روسية الصنع تواجه تأخيرات في التشغيل.. ما القصة؟

تواجه أول ناقلة غاز مسال روسية الصنع حالة عدم يقين بشأن الموعد المحدد لدخولها حيز التشغيل، وذلك على خلفية إرجاء التجارب البحرية التي من المقرر خضوعها لها، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وبُنيت ناقلة الغاز الطبيعي المسال أليكسي كوسيجين (Alexey Kosygin) في حوض بناء السفن الروسي زفيزدا (Zvezda)، ومن المقرر أن تنضم إلى أسطول السفن الذي يخدم مشروع “أركتيك 2” للغاز الطبيعي المسال في القطب الشمالي في روسيا، والذي تأخّر إطلاقه بسبب العقوبات الأميركية المفروضة على موسكو على خلفية حربها في أوكرانيا.
وفرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على ناقلة الغاز المسال أليكسي كوسيجين، التي كلفت مجموعة ناقلات النفط الروسية سوفكومفلوت (Sovcomflot) ببنائها في زفيزدا، وهي من فئة سفن ذي آرك7 (The Arc7) المخصصة للإبحار في الجليد.
ووفق شركة نوفاتيك (Novatek) المالكة لحصة نسبتها 60% في مشروع “أركتيك 2″، ستُبنى 15 ناقلة من فئة “ذي آرك 7” القادرة على اختراق جليد بسمك مترَيْن (6.5 قدماً) لنقل الغاز الطبيعي المسال من مشروعات القطب الشمالي، في حوض بناء السفن زفيزدا.
تجارب لم تكتمل
لم تُكمل أول ناقلة غاز مسال روسية الصنع أليكسي كوسيجين التي أُطلِقت في العام الماضي، التجارب البحرية وتجارب الإرساء بَعْد، وبقيت متوقفة خارج ساحة زفيزدا الواقعة بالقرب من مدينة وميناء فلاديفوستوك أقصى شرق روسيا طوال فصل الشتاء.
وتؤثر التأخيرات في إطلاق التجارب المذكورة سلبًا في خطط موسكو الرامية إلى تسريع البناء المحلي لناقلات الغاز الطبيعي المسال وناقلات النفط التي تشتد الحاجة إليها لمشروعات الطاقة التي تنفّذها البلاد في القطب الشمالي.
وتخضع ساحة زفيزدا والسفن قيد البناء بها كذلك لعقوبات من قِبل الولايات المتحدة الأميركية، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
واستغرقت الجولة الأولى من التجارب البحرية التي خضعت لها أليكسي كوسيجين 72 ساعة فقط في أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول (2024)؛ إذ كانت الناقلة راسية منذ ذلك الحين في خليج آمور الواقع على بُعْد مسافة قصيرة من حوض بناء السفن زفيزدا.
وشرعت أليكسي كوسيجين، على ما يبدو، في جولة أخرى من التجارب هذا الأسبوع مبحرةً باتجاه خليج ناخودكا شرقًا، وفور دخولها الخدمة فإنه من المتوقع تشغيل أليكسي كوسيجين بوساطة سوفكومفلوت، وهي أكبر شركة شحن في روسيا.

15 سفينة
تبرز أول ناقلة غاز مسال روسية الصنع السفينة الرائدة فيما يُخطط له أن يصبح أسطولاً قويًا يتألّف من 15 سفينة من ناقلات الغاز المسال فئة “ذي آرك 7” القادرة على الإبحار في الجليد والمبنية بالتعاون مع شركة سامسونغ هيفي إنداستريز لتقديم الخدمات إلى مشروع محطة “أركتيك 2” للغاز الطبيعي المسال.
ووفّر حوض بناء السفن الكوري الجنوبي هانوا (Hanwha) جزءًا كبيرًا من الهياكل للناقلة، لكن جرى التجميع النهائي والبناء في حوض زفيزدا.
ولم يُسلم سوى 5 هياكل قبل أن تتسبّب العقوبات الغربية بوقف التعاون وتضطر الشركات الغربية على أثرها إلى مغادرة حوض بناء السفن الروسي.
إلى جانب ذلك حُظِرت سفن إضافية قيد البناء في حوض بناء السفن هانوا، جراء العقوبات التي تفرضها الولايات المتحدة الأميركية، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وما يزال هناك تحدٍ رئيس يتمثّل في بناء غشاء الغاز للسفن المستعمَلة في مستودعات تخزين الغاز الطبيعي المسال، وقد بُنيت بعض الوحدات فقط قبل أن تغادر شركة جي تي تي (GTT) الفرنسية التي جرى التعاقد معها لتقديم الأغشية، روسيا في عام 2023.
وكان من المقرر أن تدخل أليكسي كوسيجين والسفينة التالية المقرر تشغيلها، “بيوتر ستوليبين” (Pyotr Stolypin)، الخدمة خلال العام الماضي (2024).
غير أن التأخيرات تسبّبت في إرجاء الجدول الزمني المحدد لتشغيل ناقلة الغاز المسال الروسية إلى الربع الأول من عام 2025، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
تأخيرات إضافية
في ضوء تباطؤ وتيرة التقدم المحرز في التجارب البحرية وتجارب الإرساء، من المرجح، على ما يبدو، حدوث مزيد من التأخيرات في تشغيل ناقلة الغاز الطبيعي المسال “أليكسي كوسيجين”، حتى النصف الثاني من عام 2025.
ومع ذلك فإن العجلة في إنجاز بناء السفن تبقى محدودة في ظل استمرار العقوبات الغربية المفروضة على مشروع محطة “أركتيك 2” للغاز الطبيعي المسال في القطب الشمالي.
وقد أوقفت شركة نوفاتك المالكة لأغلبية مشروع محطة “أركتيك 2” للغاز الطبيعي المسال، العمل في المشروع في أكتوبر/تشرين الأول (2024) بعد إخفاقها في إيجاد مشترين لـ8 شحنات من البضائع الخاضعة للعقوبات الأميركية، التي حُملت في المصنع في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول (2024).
لكن ستكون هناك حاجة إلى ناقلات غاز مسال من طراز “ذي آرك 7” الجديدة فور رفع العقوبات الغربية، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة.
ووفق تقارير حديثة، سيكون مشروع “آركتيك 2” للغاز الطبيعي المسال أحد مشروعات الطاقة الروسية الرئيسة التي يستهدفها الكرملين لتخفيف آثار العقوبات مع تقدم عملية السلام في أوكرانيا.
موضوعات متعلقة..
- شحنة غاز مسال عالقة في البحر تبحث عن مشترين منذ 4 أشهر
- الغاز القطري يصل سوريا قريبًا.. القصة كاملة (تحديث)
- كيف تستغل أميركا هجمات الحوثيين بالبحر الأحمر لمحاصرة الصين؟ أنس الحجي يجيب
اقرأ أيضًا..
- تآكل إطارات السيارات الكهربائية.. مُعضلة تهدد التحول إلى النقل الأخضر
- أكبر 6 منصات نفطية في العالم من حيث الإنتاج.. أميركا بالمقدمة (إنفوغرافيك)
- اكتشاف نفط وغاز جديد في بحر الشمال.. احتياطياته 75 مليون برميل
المصادر:
1.أول ناقلة غاز مسال روسية الصنع لم تنجز التجارب البحرية من موقع “جي كابتين”.