عالم الطاقة

انخفاض تكلفة الطاقة الشمسية والبطاريات يدعم التحول الأخضر في أستراليا

اقرأ في هذا المقال

  • ريو تينتو الأسترالية تعلن أكبر عقد لمشروع للطاقة الشمسية والبطاريات في أستراليا
  • كوينبروك أطلقت العديد من مشروعات بطاريات الطاقة الشمسية في الولايات المتحدة
  • ظهور الروبوتات قد يُخفّض تكلفة الطاقة الشمسية إلى حدّ كبير
  • أحد أكبر الآمال في خفض تكلفة الطاقة الشمسية هو التركيب الآلي

يؤدي انخفاض تكلفة الطاقة الشمسية والبطاريات إلى ترسيخ التحول إلى المصادر المتجددة في أستراليا، التي تتمتع بموارد طبيعية واعدة.

وأوضح أحد أكبر المستثمرين العالميين في البنية التحتية للطاقة المتجددة أن انخفاض تكاليف مشروعات الطاقة الشمسية والبطاريات يدفع الانتقال للطاقة الخضراء إلى “نقطة تحول”.

وشدد على أن انخفاض تكلفة الطاقة الشمسية في أستراليا يدعم مستقبل مصاهر ومصافي المعادن المتعطشة للكهرباء، بالإضافة إلى تطوير صناعات معادن خضراء جديدة وضخمة.

وتُعدّ شركة كوينبروك إنفراستركتشر بارتنرز (Quinbrook Infrastructure Investors)، التي تأسست في مدينة بريسبان الأسترالية، شركة رائدة على الصعيد الدولي، بحسب متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) لتحديثات القطاع، إذ استثمرت أكثر من 7 مليارات دولار في أسهم تتجاوز قيمتها 30 مليار دولار في مشروعات حول العالم.

بطاريات شمسية عملاقة

قبل بضعة أسابيع، كشفت شركة كوينبروك إنفراستركتشر بارتنرز خطة لإطلاق 6 بطاريات شمسية عملاقة -كل منها بسعة تخزين 8 ساعات- لتوفير كهرباء موثوقة ومنخفضة التكلفة لدعم الصناعات الجديدة والقائمة كثيفة الاستهلاك للطاقة في جميع أنحاء البلاد.

وطموحها، الذي ربما بدا “مُبالغًا فيه” بعض الشيء -في بلدٍ يزعم خطابه السياسي أن الوقود الأحفوري قادر على توفير كهرباء رخيصة وموثوقة- قد تأكد بعد أسبوع عندما أعلنت شركة التعدين العملاقة ريو تينتو الأسترالية (Rio Tinto) أكبر عقد على الإطلاق لمشروع للطاقة الشمسية والبطاريات في البلاد.

وأوضحت ريو أن الصفقة التي تمتد لـ20 عامًا مع شركة إيديفاي إنرجي الأسترالية (Edify Energy) ستسهم في ضمان مستقبل مصهرها العملاق في جزيرة بوين ومصافيها المرتبطة في غلادستون، التي سيتعين عليها التخلي عن الفحم والغاز بحلول نهاية العقد، أو إغلاقها بسبب ارتفاع التكاليف والتلوث.

نظام تخزين بطاريات في منجم أغنيو للذهب بولاية أستراليا الغربية
نظام تخزين بطاريات في منجم أغنيو للذهب بولاية أستراليا الغربية – المصدر: إنرجي ستوريج نيوز

وقال الشريك المؤسس المدير التنفيذي لشركة كوينبروك، ديفيد سكايزبروك: “إن قول كوينبروك هذا أمرٌ مختلف، ونودّ أن نعتقد أننا اكتسبنا سمعة طيبة في عدم قول ما لا نستطيع تحقيقه”.

وأوضح أن “قول ريو تينتو إننا نستبدل محطات الكهرباء العاملة بالفحم بالطاقة الفعالة، وهو ما يُقارب مصادر الطاقة المتجددة الأساسية، التي تعتمد أساسًا على الطاقة الشمسية وتقنيات تخزين البطاريات في تكوين ثنائي التيار المستمر، أمرٌ مختلف تمامًا”.

وأردف: “بالنسبة لمستعمِل صناعي مثل شركة ريو، يُعدّ هذا الأمر تغييرًا جذريًا، ويساعدهم على تجاوز حاجز التكلفة، خصوصًا عندما تفكر في صهر الألومنيوم بصفته أحد أكثر التطبيقات الصناعية حساسيةً للسعر؛ لذا، أنت مُحقّ، ونحن نشهد نقطة تحول”.

بطاريات الطاقة الشمسية

أطلقت شركة كوينبروك العديد من مشروعات بطاريات الطاقة الشمسية المتصلة بالتيار المستمر لمدة 4 ساعات في الولايات المتحدة، وأبرمت مؤخرًا اتفاقية تمويل لأكبر مشروع بطاريات شمسية في المملكة المتحدة.

ويعني هذا النوع من البطاريات أن البطارية تُشحن من مزرعة الطاقة الشمسية، ما يُمكّن من ثبات الإنتاج وتوقُّعه، واستهداف ذروة المساء التي تُسبّب المشكلات.

وأشار الشريك المؤسس المدير التنفيذي لشركة كوينبروك، ديفيد سكايزبروك، إلى انخفاض التكاليف، لا سيما في مجال تخزين البطاريات، وتحسُّن كثافة الطاقة، ما يعني إمكان وضع المزيد من سعة التخزين في كل حاوية.

وقد مكّن هذان العاملان معًا من الانتقال من سعة تخزين 4 ساعات إلى سعة تخزين تنافسية من حيث التكلفة لمدة 4 ساعات، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وقال سكايزبروك: “نعتقد أن أستراليا تُعدّ المكان الأمثل للطاقة الشمسية والبطاريات واسعة النطاق والمتصلة بالتيار المستمر، ونعتقد أن ذلك سيُحدث نقلة نوعية”.

من جهتها، ألمحت كوينبروك إلى خطط لإنشاء مصنع سيليكون كبير في مدينة تاونزفيل للاستفادة من نظام إمداد الطاقة الكهروضوئية العالمي، إلّا أن فكرة جديدة ظهرت في غلادستون تُعزز موارد خام المغنتيت، وهي مفيدة تحديدًا لتطوير الحديد الأخضر والمعادن الخضراء.

وأضاف سكايزبروك: “تبعد المنطقة 70 كيلومترًا فقط عن ميناء المياه العميقة في غلادستون، وتتميز بخطوط نقل عالية الجهد، وطاقة متجددة منخفضة التكلفة، بالإضافة إلى الخدمات اللوجستية والمياه”.

وتابع “تُجرى حاليًا اختبارات للتأكد من أن مورد المغنتيت يحتوي على التركيز المناسب من الحديد، لكن النتائج تبدو واعدة”، و”لا نعرف ذلك بنسبة 100%، لكننا واثقون تمامًا من أنها ستكون حدثًا مهمًا”.

الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات

يُعدّ الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات قابلة لانقطاع التشغيل، وتُفضّل الاستمرار في العمل، وهذا ممكن، حيث يختلف الأمر تمامًا عن عمليات السحابة التقليدية التي لا تملك القدرة على الانقطاع.

وترى شركة ريو تينتو “أنه يمكن حلّ هذه المعضلة المتعلقة بالتشغيل على مدار الساعة، أو الاقتراب من حلّها فيما يتعلق بالحديد الأخضر”.

وأشارت إلى أن حل المشكلة المتعلقة بالألومنيوم يوفر حلًا بالنسبة لمراكز البيانات، ولأيّ أجهزة أخرى تحتاج إلى كهرباء محايدة كربونيًا على مدار الساعة.

وأضحت أنه “لم نتَوَصَّل إلى هذه المرحلة بعد، لكننا نقترب أكثر من أيّ وقت مضى”.

مشروع الطاقة الشمسية والبطاريات
مشروع الطاقة الشمسية والبطاريات “صن كيبل” في الإقليم الشمالي لأستراليا – المصدر: منصة رينيو إكونومي

مشروع صن كيبل

يُعدّ الإقليم الشمالي في أستراليا إحدى المناطق المستهدفة بصفتها مضيفًا محتملًا لمراكز البيانات، وغيرها من الصناعات الخضراء، حيث تعاونت كوينبروك مع شركة غروك فنتشرز (Grok Ventures) التابعة لمايك كانون بروكس، على الأقل، من أجل التطوير المحلي لمشروع صن كيبل الضخم للطاقة الشمسية والبطاريات.

وأُدرِج مشروع بطارية” صن كيبل” بقدرة 100 ميغاواط في مدينة داروين مؤخرًا ضمن قائمة المشروعات ذات الأولوية التي حددتها حكومات الولايات والحكومة الفيدرالية.

وقد يتبين أن هذه البطارية تدوم 16 ساعة، لكن الشريك المؤسس المدير التنفيذي لشركة كوينبروك، ديفيد سكايزبروك، قال، إن البطارية التي تدوم 8 ساعات على الأقل ستكون قادرة على توفير “كهرباء منخفضة التكلفة للغاية” لمنطقة داروين.

وأوضح: “تدعم بطارية الـ8 ساعات لدينا اقتصادات المشروع، كما هو الحال في ولاية كوينزلاند، حيث نقترب كثيرًا من تكاليف الكهرباء المستهدفة لدينا التي يرغبها أيّ منتج للوقود الأخضر أو ​​أيّ عميل صناعي كبير آخر يريد إنشاء منشأة داخل منطقة ميدل آرم في الوصول إليها.”

و”نظرًا لهشاشة نظام الشبكة هناك، فإن بطارية الـ8 ساعات ستكون حلًا رائعًا لذلك الموقع، ولكن هذا جزء صغير من قصة أكبر بكثير بشأن مشرون صن كيبل”، حسبما قال سكايزبروك.

وأضاف: “إذا حققنا هدفنا المتمثل في توفير كهرباء منخفضة التكلفة إلى داروين ومنطقة أولوية التوزيع الكبرى”، وبالطبع، هذه كهرباء منخفضة التكلفة يمكن للجزء الآخر من المشروع تصديرها إلى سنغافورة.

وقال سكايزبروك، إن ظهور الروبوتات قد يُخفّض تكلفة الطاقة الشمسية إلى حدّ كبير.

وأردف: “عندما نرى تفاوتًا في تكاليف التركيب، يكون التفاوت دائمًا في تكلفة العمالة، والآن، ما يلوح في الأفق هو الروبوتات”.

وأشار إلى أن أحد أكبر الآمال في خفض تكلفة الطاقة الشمسية هو التركيب الآلي، لأنه سيوفر المال، ليس فقط في استعمال الروبوتات لوضع الألواح على أنظمة الرفوف وما إلى ذلك، بل يمكن القيام بذلك بمعدل تركيب أعلى بـ3 إلى 4 أضعاف المعدل الحالي.

وتابع: “هذا يقلل من وقت البناء، وهذا التخفيض في الوقت وكفاءة التركيب يُحدثان فرقًا كبيرًا في تكلفة التركيب”.

وأكد أن “الطاقة الشمسية تنخفض أسعارها ويزداد إنتاجها، وإذا استطعنا الابتكار في استعمال تقنيات تركيب أقل تكلفة وتقليص الأطر الزمنية للبناء، يمكننا خفض تكلفة تركيب الطاقة الشمسية بشكل كبير”.

موضوعات متعلقة..

  • أستراليا تجمع تربية الأغنام والطاقة الشمسية وتخزين البطاريات في مشروع واحد
  • رفض مشروعات تخزين البطاريات العالمية الجديدة يمتد من كاليفورنيا إلى أستراليا (تقرير)
  • أستراليا تشهد جدلًا سياسيًا حول البطاريات.. سكنية أم مجتمعية (تقرير)

اقرأ أيضًا..

  • الطلب العالمي على الطاقة يرتفع 2.2% في 2024.. وهذه حصة النفط
  • أمين عام أوبك: مصطلح الطاقة الخضراء يخفي الحقائق.. ولسنا بحاجة إلى شعارات
  • صادرات أفريقيا من الغاز المسال قد تقفز إلى 118 مليون طن بقيادة دولتَيْن

المصادر..

  • لماذا تُعدّ الطاقة الشمسية والبطاريات محرك تحول الطاقة حاليًا؟” من منصة رينيو إكونومي
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى