تشهد صناعة البتروكيماويات في 2025 تطوّرات جذرية تُعيد تشكيل القطاع، مدفوعة بالابتكار والاستدامة والمرونة التشغيلية.
يأتي هذا في ظل تغييرات بيئية واقتصادية كبرى، ما يفرض على الشركات إعادة النظر في إستراتيجياتها لضمان النمو المستدام والتنافسية طويلة الأمد.
وفي هذا السياق، أصدرت المنظمة العربية للطاقة (أوابك سابقًا) تقريرًا حديثًا، حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يُسلّط الضوء على التوجهات الرئيسة التي ستحدّد مسار الصناعة خلال السنوات المقبلة.
وأعلن الأمين العام للمنظمة المهندس جمال اللوغاني، إصدار التقرير الذي يستعرض العوامل الرئيسة المؤثرة في الصناعة، مشيرًا إلى أن الطلب العالمي على المنتجات البتروكيماوية سيشهد نموًا ملحوظًا في عدة قطاعات، بما في ذلك السيارات الكهربائية، والرقائق الإلكترونية، والطاقة المتجددة، والصناعات المتقدمة.
وأكد اللوغاني أهمية الابتكار والاستدامة في دعم قدرة الشركات على مواجهة التحديات المستقبلية.
وفقًا للتقرير، من المتوقع أن ينمو قطاع البتروكيماويات عالميًا بنسبة 3.4% خلال عام 2025، ما يعكس تزايد الطلب على المنتجات المتخصصة.
كما تشير البيانات إلى ارتفاع استثمارات البحث والتطوير بنسبة 3.5% خلال العام ذاته، في ظل سعي الشركات لتحسين كفاءة الإنتاج وخفض الانبعاثات الكربونية، بما يتماشى مع المعايير البيئية المتزايدة الصارمة.
الاستدامة والابتكار لدى صناعة البتروكيماويات في 2025
أكد التقرير أن صناعة البتروكيماويات في 2025 ستواجه ضغوطًا تنظيمية متزايدة تتعلّق بالاستدامة، إذ يُتوقع ارتفاع نسبة الشركات التي تقدّم تقارير مفصلة عن انبعاثاتها الكربونية بنسبة 50% بحلول عام 2026.
ويعكس هذا التوجه تزايد الالتزام العالمي بمكافحة التغير المناخي، وتعزيز استعمال المواد المستدامة، حسبما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
من جهة أخرى، يمثّل عام 2025 نقطة تحول رئيسة للشركات العاملة في القطاع، إذ ستحتاج إلى الاستثمار في تقنيات الإنتاج الصديقة للبيئة والتوسع في تطوير مواد جديدة تعزّز كفاءة استهلاك الطاقة.
كما سيدفع التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون الشركات إلى تبني إستراتيجيات مبتكرة لضمان استمرارها في المنافسة.
فرص النمو في قطاعي الطاقة والنقل
أشار التقرير إلى أن قطاع الطاقة سيظل أحد المحركات الرئيسة لنمو صناعة البتروكيماويات في 2025، إذ ستؤدي المواد البتروكيماوية دورًا أساسيًا في تطوير مشروعات الهيدروجين الأخضر، وتخزين الكهرباء، والبطاريات المُستعملة في تقنيات الطاقة المتجددة.
وفي ضوء ذلك، سيفتح هذا التوسع آفاقًا جديدة أمام الشركات الراغبة في الاستثمار بالحلول المستدامة.
أما في قطاع النقل فيُتوقع ارتفاع الطلب على البلاستيك عالي الأداء والمواد خفيفة الوزن المُستعملة في صناعة السيارات الكهربائية بنسبة 7% سنويًا حتى عام 2030، مما يعزّز فرص شركات البتروكيماويات للاستفادة من هذا التوجه العالمي المتسارع نحو التنقل الكهربائي.
تأثير التكنولوجيا في الطلب العالمي
مع تزايد الاعتماد على التقنيات المتقدمة، يشير التقرير إلى أن صناعة البتروكيماويات في 2025 ستشهد تحولًا كبيرًا في طبيعة الطلب العالمي، إذ يتزايد استعمال البوليمرات والمواد الكيميائية المتطورة في صناعة الرقائق الإلكترونية والإلكترونيات المتقدمة.
وتعكس هذه التطورات أهمية الابتكار في تلبية احتياجات الأسواق الحديثة وتعزيز القدرة التنافسية للشركات.
مستقبل صناعة البتروكيماويات
رغم التحديات التي تواجهها صناعة البتروكيماويات في 2025، بما في ذلك التباطؤ الاقتصادي في بعض الأسواق والتقلبات الجيوسياسية، فإن الفرص تظلّ متاحة أمام الشركات القادرة على التكيّف مع هذه التحولات.
وعلى ذلك، فإن الاستثمار في البحث والتطوير، وتبني تقنيات الإنتاج المستدام، وتعزيز الكفاءة التشغيلية؛ ستكون عوامل حاسمة في تحديد الشركات الرائدة في المرحلة المقبلة.
الخلاصة..
تكشف التوجهات الجديدة في صناعة البتروكيماويات في 2025 عن قطاع يتطوّر بسرعة لمواكبة المتغيرات العالمية.
ومع تزايد التركيز على الاستدامة والتكنولوجيا، ستكون الشركات التي تتبنّى نماذج أعمال مرنة وإستراتيجيات مبتكرة الأكثر قدرة على تحقيق النمو والازدهار في السنوات المقبلة.
موضوعات متعلقة..
- صناعة البتروكيماويات في أوروبا على شفا الانهيار.. ما الأسباب؟
- صناعة البتروكيماويات في الخليج.. هل تتأثر بقيود “البلاستيك” المرتقبة عالميًا؟
اقرأ أيضًا..
- تحفيز رواسب الهيدروجين الطبيعي بالحديد.. ابتكار أميركي
- أسطول الظل الروسي يواصل الانتشار.. ودولة عربية تحصد أحدث الشحنات
- تفاقم ظاهرة ازدحام شبكات الكهرباء في هولندا وألمانيا.. ومبادرات تجريبية لحلّها (تقرير)
- إلغاء هدف الطاقة المتجددة في الإقليم الشمالي الأسترالي.. و”قنبلة كربونية” على وشك الانفجار
المصادر:
- تقرير المنظمة العربية للطاقة (أوابك سابقًا) حول توجهات صناعة البتروكيماويات لعام 2025 من موقعها الرسمي.
