المعادن النادرة في الدول العربية .. هل يحقق القطاع نموًا سنويًا بـ 7,2% حتى 2030؟

في السنوات الأخيرة بدأ استغلال المعادن النادرة في الدول العربية بشكل فعلي، ويتوقع الخبراء أن يحقق هذا القطاع معدل نمو سنوي قدره 7.2% خلال الفترة من 2025 إلى 2030، وقد سجل سوق العناصر الأرضية النادرة إيرادات بلغت 12.2 مليون دولار في عام 2024.
و من المتوقع أن يصل سوق العناصر الأرضية النادرة في الشرق الأوسط و أفريقيا إلى 18 مليون دولار بحلول عام 2030 بمعدل نمو سنوي 7.2% من عام 2025 إلى عام 2030، وفقا لمنصة “غراند فيو ريسيرتش”.
و رغم اكتشاف المعادن النادرة في عدد من الدول العربية، فإنه لم يتم بعد استغلال هذه العناصر الأرضية بكميات تجارية نظرا لحاجتها إلى تكنولوجيا متقدمة للاستخراج و التكرير، و بالتالي استثمارات أجنبية من دول لها خبرتها في هذا المجال.
ومن المتوقع أن يصل سوق العناصر الأرضية النادرة في الشرق الأوسط وأفريقيا إلى 18 مليون دولار بحلول عام 2030، بمعدل نمو سنوي 7.2% من عام 2025 إلى 2030، وفقًا لمنصة “غراند فيو ريسيرتش”.
ورغم اكتشاف المعادن النادرة في الدول العربية في عدة مواقع، فإنه لم يتم بعد استغلال هذه العناصر الأرضية بكميات تجارية، نظرًا لحاجتها إلى تكنولوجيا متقدمة للاستخراج والتكرير، مما يستلزم استثمارات أجنبية من دول ذات خبرة في هذا المجال.
المعادن النادرة في الدول العربية .. ثروات غير مستغلة
من أبرز الدول العربية التي تحتوي أراضيها على المعادن النادرة:
1. الجزائر: تمتلك دولة الجزائر نحو 20% من الاحتياطات العالمية للأتربة النادرة، وفق تقديرات مكتب البحوث الجيولوجية والمعدنية التابع للوكالة الأفريقية للإعلام الاقتصادي والمالي، إلا أن سوق المعادن النادرة في الجزائر تواجه تحديات متعددة، أبرزها نقص قدرات الاستخراج والمعالجة المحلية، مما يستلزم الاعتماد على الواردات لتلبية الطلب الصناعي.
2. مصر: تتوفر العناصر الأرضية النادرة في صخور الكربوناتيت والصخور النارية القلوية بمنطقة الدرع العربي النوبي، خصوصًا في الصحراء الشرقية وساحل البحر الأحمر وجنوب سيناء، بالإضافة إلى منطقة العوينات في أقصى جنوب غرب مصر، وتشمل المواقع الرئيسية: العطوي، أبو رشيد، وجبل أبرق.
كما توجد هذه العناصر في خام الفوسفات بمحافظة الوادي الجديد، البحر الأحمر، ووادي النيل، إضافة إلى الرمال السوداء الممتدة على سواحل البحر الأبيض المتوسط من مدينة رشيد غربًا إلى رفح شرقًا، وفقًا للمنصة العربية لمعادن المستقبل.
3. السعودية: تم اكتشاف 4 عناصر من المعادن النادرة في السعودية في منطقتي حزم الجلاميد وجبل أم وعال (شمال البلاد)، بالقرب من مثلث الحدود مع الأردن والعراق. كما يتميز “الدرع العربي الغربي” باحتياطيات معدنية هامة، تشمل التنتالوم، الذي يستخدم في الصناعات عالية التقنية مثل الإلكترونيات، والنيوبيوم، الذي يدخل في صناعة المحركات النفاثة والصواريخ، وفقًا لمعهد الشرق الأوسط وهيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
4. الأردن: يسعى الأردن لاستغلال المعادن النادرة ليصبح موردًا عالميًا رئيسيًا للمكونات الحيوية لأنظمة الطاقة المتجددة مثل الألواح الشمسية وطواحين الهواء، ويمتلك الأردن رواسب مهمة من الفوسفات والعناصر الأرضية النادرة، لكن التحدي يكمن في الحاجة إلى استثمارات أجنبية وخبرات متقدمة لتطوير هذا القطاع بشكل مستدام، وفقًا لمعهد الشرق الأوسط.

آفاق واعدة لاستثمار المعادن النادرة في الدول العربية
يمثل استغلال المعادن النادرة في الدول العربية فرصة استراتيجية لتعزيز التنمية الاقتصادية وتحقيق الاستقلال الصناعي، خاصة في ظل تزايد الطلب العالمي على هذه العناصر في الصناعات التكنولوجية المتقدمة مثل الإلكترونيات، والطاقة المتجددة، والسيارات الكهربائية.
ورغم أن بعض الدول العربية تمتلك احتياطيات كبيرة من هذه المعادن، إلا أن تطوير قطاع التعدين يتطلب استثمارات ضخمة في البنية التحتية والتكنولوجيا، إلى جانب تعزيز التعاون مع الشركات العالمية المتخصصة في الاستخراج والتكرير.
كما أن تبني سياسات مستدامة في التعدين يمكن أن يسهم في تحويل الدول العربية إلى مراكز إقليمية لتصدير المعادن النادرة، مما يعزز مكانتها في السوق العالمي ويدعم نمو الاقتصاد القائم على المعرفة والتكنولوجيا المتقدمة.
مستقبل المعادن النادرة في الدول العربية
تمتلك المعادن النادرة في الدول العربية إمكانات هائلة يمكن أن تسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية ودعم الصناعات المتقدمة. ولتحقيق أقصى استفادة من هذه الموارد، يجب اتخاذ مجموعة من الخطوات الاستراتيجية، أبرزها:
- تعزيز البحث العلمي والتطوير التقني: الاستثمار في الأبحاث الجيولوجية والتقنيات الحديثة لاستخراج المعادن النادرة بكفاءة عالية.
- تطوير تقنيات الاستخراج والتكرير: إنشاء منشآت متخصصة لتكرير المعادن محليًا بدلاً من تصديرها كمادة خام.
- جذب الاستثمارات المحلية والدولية: توفير بيئة استثمارية مشجعة من خلال التسهيلات القانونية والحوافز المالية للشركات المهتمة بالقطاع.
- تعزيز التعاون الإقليمي والدولي: إقامة شراكات مع الدول والشركات الرائدة في مجال التعدين لتبادل الخبرات ونقل التكنولوجيا.
- تبني سياسات تعدين مستدامة: وضع لوائح تضمن استخراج المعادن بطريقة مسؤولة بيئيًا واجتماعيًا لتحقيق تنمية مستدامة.
من خلال هذه الاستراتيجيات، يمكن للدول العربية أن تصبح لاعبة رئيسية في سوق المعادن النادرة عالميًا، مما يفتح آفاقًا جديدة للنمو الاقتصادي والصناعي في المستقبل.
ختامًا، تمثل المعادن النادرة في الدول العربية فرصة كبيرة للتنمية الاقتصادية، حيث تمتلك بعض الدول العربية احتياطيات ضخمة من معادن استراتيجية مثل الليثيوم والتنتالوم والكوبالت، التي تُستخدم في صناعات متقدمة مثل البطاريات الكهربائية والهواتف الذكية، وعلى الرغم من أن الطلب على هذه المعادن لا يزال في بداياته في بعض الدول العربية، إلا أن هناك اهتمامًا متزايدًا بهذا المجال.
فيديو .. أكبر الدول الغنية بالمعادن النادرة.. بينها دول عربية
المراجع
- المنظمة العربية للتنمية الصناعية و التعدين
- أي الدول تمتلك أكبر احتياطات المعادن النادرة روسيا اليوم RT
اقرأ أيضاً
- استخدامات المعادن النادرة .. 7 مجالات حيوية تُغير مستقبل التكنولوجيا
- أسواق المعادن النادرة .. نمو متوقع إلى 37 مليار دولار بحلول 2030
- مليار دولار.. تجارة المعادن النادرة و مستقبل التكنولوجيا و الصناعة
- 3 طرق .. لماذا يعتبر استخراج المعادن النادرة عملية صعبة؟
- احتياطي المعادن النادرة .. 10 دول تمتلك كنوز المستقبل التكنولوجي
- 3 تطبيقات هامة.. تعرف على أهمية المعادن النادرة في التكنولوجيا الحديثة
- أنواع المعادن النادرة .. 17 عنصراً أساسياً في الصناعات التكنولوجية
- أسعار المعادن النادرة .. 225 ألف طن من الإنتاج الصيني يعيد تشكيل السوق