عالم الطاقة

شركة أسترالية تفضل مواقد الغاز على “الكهربائية”.. مخاطرها الصحية غير مؤكدة

أصدرت شركة أسترالية منشورًا يدعم التوسع في الاعتماد على مواقد الغاز بكونها أفضل نظيراتها الكهربائية من حيث الكفاءة والتكلفة، متجاهلة الأضرار الصحية لانبعاثات الميثان.

وقضت هيئة تنظيم الإعلانات الأسترالية بأن مجموعة البنية التحتية للغاز الأسترالية إيه جي آي جي (AGIG)، انتهكت قانون التضليل البيئي بنشرها منشورًا في مواقع التواصل الاجتماعي يزعم أن مواقد الطهي الكهربائية أغلى بكثير وأكثر كثافة في الانبعاثات من نظيراتها العاملة بالغاز.

ولم يتضمن منشور مجموعة البنية التحتية للغاز الأسترالية تصريحات مباشرة بشأن مواقد الطهي بحرارة التحريض، حسب تقرير طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأجرى المنشور مقارنات متكررة بين مواقد الغاز ومنتجات منافسة أخرى مثل مواقد الغاز والتحريض الحراري المختلطة، ومواقد الطهي الكهربائية القديمة ذات الملف واللوح.

تساؤلات بشأن المنشور

أفادت منصة “رينيو إيكونومي” في يناير/كانون الثاني الماضي أن مجموعة البنية التحتية للغاز الأسترالية المالكة لشبكتين من شبكات الغاز الـ3 في ولاية فيكتوريا والعديد منها في ولايات أخرى، قد نشرت المنشور في موقع التواصل المهني “لينكد إن”، ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان “مضللًا”.

محطة أوتواي لمعالجة الغاز بالقرب من ميناء كامبل في جنوب غرب ولاية فيكتوريا
محطة أوتواي لمعالجة الغاز بالقرب من ميناء كامبل في جنوب غرب ولاية فيكتوريا – المصدر: بيتش إنرجي

في قرارٍ صادرٍ في 5 مارس/آذار الجاري، ونُشر بالإنترنت هذا الأسبوع، وجدت لجنة معايير الإعلانات أن الإعلان خالف 3 بنود من قانون المطالبات البيئية، قائلةً، إن الإعلان مُضلِّل أو مُخادع، ومبالغٌ في ادّعاءاته، ولا يُمكن للمشاهد العادي التحقق منها أو إثباتها.

وجاء في القرار: “رأت اللجنة أن المطالبات البيئية في الإعلان غير مُثبتة وقابلة للتحقق، ولم تتضمن تفاصيل كافية تسمح بتقييم الادّعاء”.

إغفال الطاقة المتجددة

يأتي القرار عقب شكوى مفصّلة قدّمها مكتب المدافعين عن البيئة نيابةً عن مجموعة كومز ديكلير (CommsDeclare) المدافعة عن المناخ، زاعمةً أن مجموعة البنية التحتية للغاز الأسترالية أغفلت الطاقة المتجددة في حساباتها، وتجاهلت انبعاثات الميثان.

وأشارت الشكوى إلى أن المجموعة لم تكشف العلاقة بين حرق الغاز والمخاوف الصحية.

وبصفته أحد غازات الدفيئة، فإن الميثان أقوى بـ 86 مرة من ثاني أكسيد الكربون عند حساب متوسطه على مدى 20 عامًا.

من ناحيتها، وصفت مؤسِّسة مجموعة كومز ديكلير، بليندا نوبل، الإعلان نفسه بأنه “ليس محتوىً مقنعًا”، وقالت، إن الحكم مهم، لأنه “من المأمول أن يضع حدًا للادّعاءات الخادعة التي تستعمل معلومات مُضللة”.

وأوضحت نوبل: “ما وجدته هيئة تنظيم الإعلانات الأسترالية هو أن مجموعة البنية التحتية للغاز الأسترالية لم تستطع دعم الادّعاء بأن الغاز أقل تلوثًا للمناخ من مواقد الكهرباء بشكل كافٍ. كما أقرّت بأن الشخص العادي لن يملك معلومات كافية للتحقق من صحة الادّعاءات”.

وأضافت: “هذا يُظهر أن على المُعلنين أن يكونوا أكثر وضوحًا، وأن يتجنبوا استعمال المصطلحات التقنية، وأن يتجنّبوا استعمال أساليب حساب الانبعاثات الإبداعية”.

وأكدت نوبل أنه ينبغي فهم الإعلان في سياق حملة أوسع نطاقًا في قطاع الطاقة لوقف جهود حكومة فيكتوريا للتخلص التدريجي من الغاز في المنازل.

وأردفت: “الأمر كلّه يتعلق بالحفاظ على الغاز في المنازل وإعطاء السكان ذريعة للاحتفاظ به، رغم الأدلة الدامغة على ضرره بالمناخ”.

محطة لتوزيع الغاز في أستراليا
محطة لتوزيع الغاز في أستراليا – المصدر: مجلة بي في ماغازين

شبكات الغاز الأسترالية

قدّمت شركة شبكات الغاز الأسترالية (AGN)، المملوكة لمجموعة البنية التحتية للغاز الأسترالية، ردًا مفصلًا مماثلًا على الشكوى، إذ عرضت عدّة حسابات لتبرير أرقامها، لكنها لم تُظهر أيّ تطابق مع تلك الواردة في الإعلان.

ونفت الشركة وجود أيّ علاقة بين حرق الغاز في المنزل والتأثير السلبي بالصحة، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

وأضافت أن الدراسات التي أشارت إليها مجموعة كومز ديكلير أُجريت في الولايات المتحدة، إذ تُطبّق لوائح تنظيمية مختلفة، ما يعني أن “المخاطر الصحية المحتملة لمواقد الغاز في أستراليا غير مؤكدة، ولم يكن من الضروري أو المناسب الإشارة إلى مثل هذه الادّعاءات”.

وقالت الشركة: “لا نعتقد أن هناك أدلة مثبتة على وجود مثل هذه المخاطر الصحية في أستراليا، وليس من المناسب أو الملائم الإشارة إلى هذه المخاطر المحتملة في ظل هذه الظروف”.

وعقب القرار، أكدت شركة شبكات الغاز الأسترالية تمسُّكها بإعلانها، لكنها وافقت على حذف المنشور.

وأضافت: “حسبما هو موضّح في ردّنا على الشكوى، لا نرى المنشور مضللًا أو مخادعًا، ونؤكد دقة المعلومات المقدّمة”.

وتابعت: “نحن نلاحظ أن الأرقام المتعلقة بالأجهزة والانبعاثات والتكاليف تحتاج إلى أن تأخذ في الحسبان مجموعة متنوعة من العوامل التي لا تتوفر في مصدر واحد، وغالبًا ما تتطلب التحليل لتزويد العملاء بمعلومات يمكن فهمها بسهولة”.

موضوعات متعلقة..

  • مواقد الغاز الأميركية تُسهم في وفاة 19 ألف شخص سنويًا
  • الغاز في أستراليا يواجه عجزًا بحلول 2027.. مفاجأة قد تقلب الموازين
  • الغاز في أستراليا.. إجراءات لمنع مشغلي الشبكات من استغلال العملاء الحاليين (تقرير)

اقرأ أيضًا..

  • أولى محطات الطاقة الشمسية في ليبيا تقترب من إنجاز مهم
  • كيفية توليد الكهرباء في سوريا.. 3 مصادر رئيسة (تقرير)
  • صادرات أفريقيا من الغاز المسال قد تقفز إلى 118 مليون طن بقيادة دولتَيْن

المصادر..

  • تورط مجموعة تعمل في مجال الوقود الأحفوري في التضليل دفاعًا عن مواقد الغاز من رينيو إكونومي
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى