عالم الطاقة

المخلفات الزراعية في باكستان قد تجعلها منتجًا رئيسًا لوقود الطيران المستدام (تقرير)

اقرأ في هذا المقال

  • إنتاج وقود الطيران المستدام في باكستان يحد من نفايات المحاصيل وتلوث الهواء
  • يمكن لباكستان ترسيخ مكانتها لاعبًا رئيسًا في إنتاج وقود الطيران المستدام
  • الدول في مختلف القطاعات الصناعية تسعى جاهدةً للحد من الانبعاثات عالميًا
  • الطلب العالمي على وقود الطيران يتجاوز 250 مليون طن متري سنويًا

تتوجه الأنظار إلى المخلفات الزراعية في باكستان، لدورها الكبير في إنتاج وقود الطيران المستدام؛ ما من شأنه أن يعود بفوائد اقتصادية وبيئية عديدة.

أكد ذلك عدد من خبراء الاقتصاد والطاقة والناشطين البيئيين، مضيفين أن إنتاج وقود الطيران المستدام يُمكن أن يُساعد باكستان في تعزيز أمن الطاقة الوطني، والنشاط الاقتصادي، والاستثمار الأجنبي المباشر، مع الحد من نفايات المحاصيل وتلوث الهواء، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)

وأوضحوا أن باكستان تتمتع بموقع فريد يُمكّنها من تسخير مواردها الزراعية الوفيرة وترسيخ مكانتها لاعبًا رئيسًا في إنتاج وقود الطيران المستدام.

ومن خلال الاستفادة من قاعدتها الزراعية الواسعة، يُمكن للبلاد مُعالجة 4 تحديات كبيرة في آن واحد: تعزيز أمن الطاقة الوطني، وتحفيز النشاط الاقتصادي واسع النطاق، وجذب الاستثمار الأجنبي المباشر، والحد من نفايات المحاصيل وتلوث الهواء الناجم عن حرقها.

خفض انبعاثات قطاع الطيران

في حديثهم مع صحيفة “ذا إكسبريس تريبيون”، صرّح خبراء الاقتصاد والطاقة والناشطون البيئيون بأن الدول في مختلف القطاعات الصناعية تسعى جاهدةً للحد من الانبعاثات عالميًا، وأن قطاع الطيران ليس استثناءً. ومع تزايد زخم الجهود المبذولة للتخفيف من الأثر البيئي للسفر الجوي، يبرز وقود الطيران المستدام حلًّا تحويليًا.

وأوضحوا أنه بفضل القوانين الصادرة عن الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة، إلى جانب المبادرات الإستراتيجية للولايات المتحدة التي تدفع باتجاه اعتماد وقود الطيران المستدام، يُمكن لباكستان الاستفادة من إنتاج وقود الطيران المستدام مع إعادة استعمال مخلفات محاصيلها.

ونظرًا إلى تجاوز الطلب العالمي على وقود الطيران 250 مليون طن متري سنويًا، يُمثّل التحوّل إلى وقود الطيران المستدام تحديًا هائلًا وفرصة تحويليةً في آنٍ واحد، وفق ما تابعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

شاحنة للتزويد بوقود الطيران المستدام
شاحنة للتزوّد بوقود الطيران المستدام – الصورة من آسيان أفييشين

مصادر وقود الطيران المستدام

يُعدّ وقود الطيران المستدام بديلًا متجددًا ومنخفض الكربون لوقود الطائرات التقليدي، ويُنتَج من مواد خام مستدامة مثل زيوت النفايات والمخلفات الزراعية والكتلة الحيوية غير الغذائية.

وتجاريًا، تُهيمن تقنيتان رئيستان على إنتاج وقود الطيران المستدام: الإسترات والأحماض الدهنية المُعالَجة بالهيدروجين (HEFA)، وتقنية تحويل الكحول إلى وقود نفاث (ATJ).

ويعتمد اختيار التقنية على نوع الكتلة الحيوية المتاحة لإنتاج وقود الطيران المستدام.

وتُستعمل تقنية الإسترات والأحماض الدهنية المُعالَجة بالهيدروجين HEFA مع المواد الخام الدهنية، مثل زيت الطهي المستعمل، والدهون الحيوانية، والزيوت النباتية غير الصالحة للأكل.

وتُعدّ تقنية تحويل الكحول إلى وقود نفاث ATJ الأنسب للمواد الخام السكرية، مثل قش القمح، وقشور الأرز، ونفايات قصب السكر.

في المقابل، يوفّر وقود الطائرات المستدام المُنتَج عبر هاتيْن التقنيتيْن وقودًا “سريعًا” متوافقًا تمامًا مع محركات الطائرات النفاثة والبنية التحتية الحالية.

وتتضمّن تقنية ثالثة ناشئة وواعدة للغاية استهلاك ثاني أكسيد الكربون مادة خامًا، على الرغم من أنه غير متوفر تجاريًا بعد.

واقع المخلفات الزراعية في باكستان

قال عالم الطاقة البارز الخبير في الاقتصاد الدائري، الدكتور عادل غيور، إن تقنيات وقود الطائرات المستدام التجارية توفّر قدرات إنتاجية تتراوح من 100 ألف طن إلى مليون طن سنويًا.

وأوضح أن مصافي التكرير في الطرف الأعلى من هذا الطيف تتطلّب استثمارات بمليارات الدولارات، ولكنها تتمتع بالقدرة على توليد آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، ما يعزّز النشاط الاقتصادي في مناطقها.

وأشار إلى أن سعر وقود الطائرات المستدام يبلغ حاليًا نحو 2500 دولار أميركي للطن المتري، وهو أعلى بكثير من سعر وقود الطائرات التقليدي، الذي يكلّف نحو 700 دولار أميركي للطن المتري.

ونتيجة لتشديد المجتمع الدولي لأطره التنظيمية للطيران المستدام، تُتاح لباكستان فرصة فريدة تمثّل ضرورة بيئية وآفاقًا اقتصادية هائلة.

حرق المخلفات الزراعية في باكستان
جانب من حرق المخلفات الزراعية في باكستان – الصورة من theigc.org

من ناحية ثانية، تمثّل مخلفات المحاصيل المحروقة خلال الشتاء والصيف في باكستان موردًا غير مستغل بالكامل مع إمكانات هائلة لإنتاج وقود الطائرات المستدام.

وفي إقليم البنجاب وحده، تشير التقديرات إلى أن ملايين الأطنان من مخلفات الأرز تُحرق كل شتاء لإعداد الحقول لموسم الزراعة التالي.

بالإضافة إلى ذلك، تتوفر مخلفات محاصيل إضافية خلال موسم حصاد القمح، وتمتلك موارد الكتلة الحيوية هذه مجتمعةً القدرة على دعم إنشاء العديد من مصافي الوقود الحيوي المستدام، ما يُحوّل تحديًا بيئيًا كبيرًا إلى فرصة اقتصادية وبيئية.

وقال الدكتور عادل غيور: “تكمن نقطة البداية في تحوّل وقود الطيران المستدام في باكستان عبر وضع إستراتيجية شاملة ومتعددة الجوانب تُركز على جذب الاستثمار الأجنبي، وتزويد الصناعات المحلية بالمعرفة والبنية التحتية والمهارات اللازمة، وتعزيز تطوير قدرات بحث وتطوير محلية قوية”.

وُعدّ تعزيز البحث والتطوير أمرًا أساسيًا لباكستان، للحفاظ على قدرتها التنافسية في سوق وقود الطيران المستدام العالمية، وترسيخ مكانتها مركزًا للابتكار، والحفاظ على ريادتها في ظلّ تزايد اعتماد الوقود الحيوي المستدام في جميع أنحاء آسيا.

وختم غيور حديثه بالقول إن الخطة التفصيلية الشاملة هذه ستكون بمثابة مخطط عمل وحافز لدفع باكستان إلى صدَارة الثورة العالمية في هذا المجال”.

موضوعات متعلقة..

  • توقيع أكبر اتفاقية لوقود الطيران المستدام لمدّة 10 سنوات
  • قفزة مرتقبة لقدرة إنتاج وقود الطيران المستدام في أميركا
  • أول مشروع لإنتاج وقود الطيران المستدام في مصر بمشاركة 6 وزارات

اقرأ أيضًا..

  • اكتشاف معادن أرضية نادرة ضخمة.. باحتياطيات تتجاوز 20 مليون طن
  • أنس الحجي: سياسات ترمب تجاه كندا متناقضة.. وهذا أثرها في أسواق النفط
  • 3 دول عربية تقترب من تدشين مشروعات هيدروجين ضخمة

المصادر:

“تحويل مخلفات المحاصيل إلى وقود طيران مستدام”، من صحيفة ذي إكسبرس تريبيون الباكستانية.

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى