سعة توليد الكهرباء المتجددة قد تقفز 84%.. وتراجع هيكلي للانبعاثات عالميًا

تشير التوقعات إلى نمو غير مسبوق في سعة توليد الكهرباء المتجددة بحلول عام 2030، في إطار التحول العالمي نحو نظام منخفض الكربون، وانخفاض تكلفة التقنيات النظيفة.
ووفقًا لتقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، قد ترتفع قدرة توليد الكهرباء من الطاقة المتجددة بنسبة 84% في غضون 5 أعوام، ومن المتوقع أن تتضاعف مرة أخرى بحلول 2050.
كما سلّط التقرير الضوء على دور مراكز البيانات في ارتفاع الطلب على الكهرباء خلال العقود المقبلة، متوقعًا أن تمثّل 4.5% من إجمالي الطلب العالمي، لترتفع حصتها إلى 8.7% بحلول عام 2050.
ولتلبية هذا الطلب، تشير التقديرات إلى أن العالم سيحتاج إلى إضافة 362 غيغاواط من قدرة توليد الكهرباء بحلول عام 2035.
الطلب على الكهرباء
سيشهد الطلب على الكهرباء زيادة ضخمة تصل إلى 75% بحلول عام 2050، نتيجة لعدة عوامل، أبرزها:
- النمو الاقتصادي.
- انتشار المركبات الكهربائية.
- الطلب على التبريد.
- النمو الكبير في مراكز البيانات.
ويعكس هذا التحول في الطلب الفرص المتاحة أمام الأسواق العالمية، خصوصًا في آسيا والشرق الأوسط وأفريقيا، حيث يُتوقع أن تنمو مراكز البيانات في هذه المناطق بما يتراوح بين 6 و16 مرة بحلول 2035، ليصل إلى 260 تيراواط/ساعة، بحسب التقرير الصادر عن شركة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس.
وفي الوقت نفسه، ستصبح الولايات المتحدة السوق الأبرز في هذا الاتجاه، إذ يُتوقع أن ترتفع حصة استهلاك الكهرباء في مراكز البيانات من 3.5% في 2024 إلى 8.6% في 2035، متجاوزًا بذلك أي فئة استهلاكية أخرى.
سعة توليد الكهرباء المتجددة خلال السنوات المقبلة
أشار التقرير إلى ارتفاع سعة توليد الكهرباء المتجددة بحلول منتصف القرن الجاري، إذ ستواصل المصادر المتجددة والمركبات الكهربائية تعزيز دورها، وستشهد تطورًا هائلًا بفضل تحسّن قدرتها التنافسية من حيث التكلفة وانتشارها السريع.
وستؤدي الطاقة الشمسية وطاقة الرياح دورًا محوريًا في تلبية الطلب العالمي على الكهرباء، مع توقع أن تُسهم بنسبة 67% من إجمالي الطلب بحلول عام 2050، مقارنة بـ33% فقط في عام 2024.
كما توقع ارتفاع مبيعات سيارات الركاب الكهربائية لتصل إلى 42 مليون سيارة بحلول عام 2030، مقابل 17.2 مليون سيارة في 2024.
وفي خطوة طموحة، يُتوقع أن يتضاعف هذا الرقم -تقريبًا- بحلول عام 2050، ليصل إلى 80 مليون سيارة كهربائية، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

نمو استثمارات الطاقة المتجددة
توقع التقرير أن تصل استثمارات الطاقة المتجددة إلى 6 تريليونات دولار بين عامي 2025 و2035، وإلى 10.55 تريليون دولار بحلول 2050، ضمن سيناريو التحول الاقتصادي الوارد في التقرير.
وتستهدف هذه الاستثمارات تعزيز انتشار الحلول المتاحة، مثل الطاقة الشمسية، والتخزين، والمركبات الكهربائية.
وسيُسهم التحول نحو الكهربة في خفض استهلاك النفط بقطاع النقل بنسبة 40% بحلول 2050، لكن الغاز الطبيعي سيحتفظ بدور أكبر، وذلك نتيجة التوقعات بانخفاض أسعار الوقود على المدى الطويل، وارتفاع الطلب على الكهرباء، خاصة من مراكز البيانات.
ومن المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على الغاز الطبيعي بنسبة 25% بين عامي 2024 و2050، ليصل إلى 5.449 تريليون متر مكعب، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وبحسب التقرير، سيصل الطلب على النفط إلى ذروته في عام 2032 عند 104 ملايين برميل يوميًا، مع بلوغ الطلب على وقود النقل البري ذروته قبل ذلك بعدة سنوات.
وبحلول عام 2050، من المتوقع أن ينخفض الطلب على النفط إلى 88 مليون برميل يوميًا، ما يمثّل تراجعًا كبيرًا مقارنةً بالوضع الحالي، لكنه لا يكفي للوصول إلى الحياد الكربوني.
وخارج قطاع النقل البري، ما يزال الطلب على النفط قويًا، إذ يتضاعف استهلاك قطاع الطيران، واستمرار نمو الطلب على البتروكيماويات حتى عام 2050.

توقعات بانخفاض الانبعاثات
تاريخيًا، ارتفعت الانبعاثات الكربونية المرتبطة بقطاع الطاقة على مستوى العالم في معظم السنوات منذ خمسينيات القرن الماضي، لكن بدأت إضافات الطاقة النظيفة مواكبة نمو الطلب على الطاقة.
وأظهر التقرير أن عام 2024 قد يمثّل ذروة الانبعاثات الكربونية العالمية، مع ترجيحات بأن يشهد عام 2025 أول تراجع هيكلي لهذه الانبعاثات، بعدما كانت في ارتفاع شبه مستمر، باستثناء عامَي 2020 و2009.
ووفقًا لسيناريو التحول الاقتصادي، فإن التوسع في الطاقة النظيفة واعتماد المركبات الكهربائية سيُسهمان في خفض الانبعاثات بنسبة 22% بحلول 2050، لتعود إلى مستويات عام 2005.
ويتماشى هذا المسار مع توقعات بارتفاع درجة حرارة الأرض بمقدار 2.6 درجة مئوية بحلول عام 2100، مع احتمال بنسبة 67%.
موضوعات متعلقة..
- سعة توليد الكهرباء المتجددة تكسر حاجز 4.4 تيراواط في 2024
- سعة توليد الكهرباء المتجددة في أفريقيا تقفز إلى 67 غيغاواط بقيادة دولة عربية
- سعة الكهرباء المتجددة في دول البحر المتوسط قد تتضاعف.. هل تلبي أهداف 2030؟
اقرأ أيضًا..
- أكبر 10 دول مستوردة للغاز المسال عالميًا.. وافد جديد ينضم إلى القائمة
- ارتفاع واردات مصر من الغاز المسال.. ودولة أفريقية ضمن الموردين
- واردات الكويت من الغاز المسال توفرها دولة واحدة في 3 أشهر
المصادر: