رصد تحليل حديث من داخل صناعة الرياح البحرية في أوروبا استحواذًا لافتًا لشركات التصنيع المحلية بفارق كبير عن نظيرتها من الخارج.
وبحسب بيان صحفي، حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه، من المقرر أن يلبي المورّدون المحليّون ما يصل إلى 92% من احتياجات المشروعات الجاري تطويرها خلال عشر سنوات تمتدّ بين عامي 2025 و2035.
وبالنسبة للمشروعات خارج القارة العجوز، تستحوذ الشركات الأوروبية على نسبة تتجاوز 50%، على الأقل.
يشمل ذلك توريد توربينات الرياح وقواعدها وخطوط نقل الكهرباء ومحطات تحويل الجهد الكهربائي الفرعية.
صناعة الرياح البحرية في أوروبا
أجرت شركة استشارات سوق الرياح البحرية الأوروبية “تي جي إس فور سي أوفشور” (TGS 4C Offshore) التحليل الأحدث لصالح رابطة الرياح البحرية النرويجية.
يرصد البحث بيانات عقود المشروعات المتوقع دخولها مرحلة التطوير بين عامي 2025 و2035، لكنه لا يرمز إلى الطلب الإجمالي أو توقعات المعروض، كما لا يشمل كل العقود المُبرَمة، بل المؤكدة والسارية منها خلال المدة المذكورة.
ويوضح الرسم البياني التالي -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- استثمارات الرياح البرية والبحرية في أوروبا حتى عام 2024:
وجاء في النتائج التي رصدتها منصة الطاقة المتخصصة أن الشركات الأوروبية ستلبي 92.7% من توربينات الرياح البحرية في أوروبا، بإجمالي 1.584 من بين 1.798 ألف توربين.
وعالميًا، ستنخفض النسبة إلى قرابة 50% من التوربينات المصنّعة بوساطة شركات يقع مقرّها في أوروبا.
كما ستستحوذ الشركات الأوروبية على 80.7% من عقود قواعد التوربينات البحرية، التي يصل عددها إلى 1.450 ألفًا، في حين تنخفض النسبة إلى 53.2% للمشروعات العالمية.
وبالنسبة للقواعد الأخرى، ستصل النسبة إلى 85.5% في حالة المشروعات الأوروبية، و54.7% للمشروعات العالمية.
أمّا خطوط نقل الكهرباء، فستصل نسبة الشركات المحلية إلى 81.4% في العقود الأوروبية، وعالميًا تنخفض النسبة إلى 55%.
وفي حالة الأجزاء العلوية من محطات تحويل الجهد الكهربائي، من المقرر أن تصنّع الشركات الأوروبية 81% من مكونات المشروعات المحلية، كما ستلبي 73% من الطلب خارج المنطقة.
صناعة الرياح البحرية الأوروبية
مشيدًا بنتائج التقرير، يقول رئيس الرابطة النرويجية إيفار سيلنغسول، إن الرياح البحرية ما زالت صناعة أوروبية مبنيّة على التقنيات المحلية، بالعكس من صناعات أخرى منخفضة الكربون مثل الطاقة الشمسية.
وفي ضوء ذلك، لفت للحاجة إلى ضمان استمرار ذلك المركز المتقدم عالميًا، بما يوفر فرص عمل، فضلًا عن إنتاج الكهرباء النظيفة في القارة.
وتابع: “نريد تأكيد حقيقة أن أوروبا بحاجة حقًا لتدعم صناعة الرياح البحرية داخلها، لأننا نملك حقًا الركائز الأساسية لما قد يُعدّ تجمُّعًا أوروبيًا عملاقًا لمورّدي الرياح البحرية”.
وعلى نحو خاص، أشار إلى نمو قيمة المبيعات في النرويج بنسبة 300% بين عامي 2018 و2023 بفضل زيادة الانخراط في الأسواق الدولية.
وتشير بيانات عن عام 2023 إلى أن 20% فقط من إيراداتهم جاءت من السوق المحلية، في مقابل 80% كانت من نصيب العملاء الأجانب.
وإذ أكد أهمية السوق المحلية، أشار أيضًا إلى تنافسية المصنعين المحليين على الساحة الدولية، وخاصة في قطاعات خطوط الكهرباء.
كما دعا إلى بناء سلاسل توريد أوروبية لبناء قطاع رائد عالميًا عبر الاستفادة من قواعد الاتفاق الجديد بشأن الرياح البحرية في أوروبا والذي اتفق عليه قادة الصناعة في كوبنهاغن عاصمة الدنمارك خلال شهر أبريل/نيسان الجاري (2025).
يشمل ذلك مطالبة صنّاع السياسات ومطوري المشروعات والمسؤولين عن سلاسل التوريد بالتحرك الفوري لوضع منظومة جديدة من أجل التخلص من المخاطر وتقليل التقلبات السياسية وتوفير المزيد من اليقين.
كما طالبوا الحكومات بطرح مناقصات لتطوير مزارع رياح بحرية بقدرة 100 غيغاواط على الأقل خلال 10 سنوات، على أن تقدّم شركات القطاع رأس المال اللازم،
ومن شأن ذلك أن يقلل تكلفة الكهرباء المستوية (تكاليف العُمْر التشغيلي لتقنيات توليد الكهرباء مقسومة على كمية الكهرباء المُوَلَّدة) بنسبة 30% بحلول عام 2040.
يُشار هنا إلى أن قدرات توليد الكهرباء من طاقة الرياح في أوروبا ارتفعت إلى 285 غيغاواط موزعة بين 284 للبرية و37 للبحرية، يشكّل الاتحاد الأوروبي منها 231 غيغاواط.
ومن المتوقع زيادة قدرات الرياح المركبة بالقارة بين عامي 2025 و2030 بمقدار 187 غيغاواط إضافية، بحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة نقلًا عن مؤسسة “ويند يوروب” (Wind Europe).
موضوعات متعلقة..
- استثمارات طاقة الرياح البحرية في أوروبا تهبط 80% خلال 2024
- استثمارات طاقة الرياح البحرية في أوروبا تحقق رقمًا قياسيًا جديدًا (تقرير)
- مسؤولة: طاقة الرياح البحرية في أوروبا طوق نجاة
اقرأ أيضًا..
- هل تلجأ مصر لتخفيف الأحمال في الصيف؟.. الحكومة تعلن أحدث التطورات
- انسحاب شركتين من مشروع نفطي في الأردن.. وقرار اضطراري
- استخراج المعادن الأرضية النادرة من الأقراص الصلبة.. مشروع تجريبي الأول من نوعه
- أول محطة طاقة شمسية مركزة لإنتاج وقود الطائرات المستدام في العالم.. ورهان على المغرب
المصدر:
