إنتاج النفط والغاز في بحر الشمال فرصة واعدة لتحول الطاقة.. كيف ذلك؟

سلّط مسؤول كبير بقطاع إنتاج النفط والغاز في بحر الشمال لدى المملكة المتحدة الضوء على التحديات والفرص التي تجلبها مسيرة تحول الطاقة هناك.
وأشار رئيس هيئة انتقال بحر الشمال (NSTA) ستيوارت بين، إلى أن إنتاج النفط والغاز جزء لا يتجزّأ من مستقبل مزيج الطاقة في العقود المقبلة باعتراف الحكومة، إذ ما زال الوقود الأحفوري يلبّي 3 أرباع الطلب.
ورغم إحراز تقدم في خفض الانبعاثات فإن ثمة حاجة للذهاب إلى ما هو أبعد بكثير لتحقيق أهداف الحياد الكربوني بحلول عام 2050، وما يتضمّنه ذلك من خطط خفض الانبعاثات بنسبة 81% بحلول عام 2035.
وسجّلت المملكة المتحدة تطورات على صعيد مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه ودمج الطاقة المتجددة مثل إقامة مزارع الرياح وسط حقول النفط والغاز البحرية مع تدريب العاملين على المهارات الجديدة.
ويتمثّل الهدف الرئيس حاليًا في تسريع الانتقال الأخضر في بحر الشمال وإنتاج الطاقة التي تحتاج إليها المملكة المتحدة وضمان تقليل الانبعاثات إلى أقصى قدر ممكن، حسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
إنتاج النفط والغاز في بحر الشمال بالمملكة المتحدة
يقول رئيس هيئة انتقال بحر الشمال (NSTA) ستيوارت بين، إن إنتاج النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني كان المسيطر خلال العقود الماضية.
وساعد القطاع في تزويد المملكة المتحدة بالكهرباء والغاز الطبيعي والحرارة ودفع الاقتصاد إلى الأمام.
جاء ذلك في كلمة بعنوان “تحويل الطموح إلى واقع في بحر الشمال” التي ألقاها رئيس الهيئة بين أمام مؤتمر الابتكار في الحياد الكربوني أمس الثلاثاء (29 أبريل/نيسان).
كما لفت المسؤول عن الجهة المخوّلة بمنح تراخيص المشروعات إلى أن مصادر الوقود الأحفوري -مثل الفحم والنفط والغاز– ما زالت تلبّي ثلاثة أرباع الطلب على الطاقة في المملكة المتحدة.

وعلى الرغم من الانخفاض المتوقع للطلب في ضوء التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة ومنخفضة الانبعاثات، لفت ستيوارت بين إلى تأكيد الحكومة أن المصادر الأحفورية ستظلّ جزءًا من مزيج الطاقة خلال العقود المقبلة.
وأوضح قائلًا: “إذا كنا ما زلنا بحاجة إلى إنتاج النفط والغاز في بحر الشمال، نعتقد أنه يتعيّن على الصناعة تأدية دورها في خفض انبعاثاتها”.
ويشمل ذلك الحد من حرق الغاز وتسريبه واتخاذ إجراءات مستدامة لخفض انبعاثات الإنتاج كافّة.
وتحقّق شركات النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني تقدمًا، إلا أنه ينبغي أن تذهب إلى ما هو أبعد من ذلك لتحقيق مستهدفات تحول الطاقة.
تحول الطاقة في بحر الشمال
سلّط رئيس هيئة انتقال بحر الشمال الضوء على ما وصفه بـ”تطورات مثيرة” لمسيرة تحول الطاقة داخل مشروعات إنتاج النفط والغاز في بحر الشمال البريطاني.
وشهدت الأشهر الخمسة الماضية منح الهيئة ترخيصَيْن لمشروعَيْن لاحتجاز الكربون وتخزينه، إذ من المتوقع أن تُسفر عن دفن أكثر من 200 مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في قاع البحر، ما يعادل إبعاد 110 ملايين سيارة عن الطريق سنويًا.
ورصدت منصة الطاقة المتخصصة في أبريل/نيسان الجاري (2025) اتخاذ شركة إيني الإيطالية قرار الاستثمار النهائي في مشروع لاحتجاز الكربون وتخزينه في خليج ليفربول بشمال غربي إنجلترا.
وبحسب بيان صحفي، جاء القرار المهم بعد الحصول على ترخيص من هيئة انتقال بحر الشمال، وسبقه حصول مشروع تقوده شركة النفط متعددة الجنسيات “بي بي” في شمال شرقي إنجلترا على ترخيص آخر في ديسمبر/كانون الأول الماضي (2024).
وحسب الكلمة التي طالعتها منصة الطاقة المتخصصة، فإن مستقبل بحر الشمال مرتبط بما هو أكبر من النفط والغاز؛ إذ إن الرياح البحرية وتخزين الكربون وطاقة الأمواج والمد والجزر تحمل إمكانات مدهشة لإنتاج الكهرباء النظيفة وإزالة الكربون من الاقتصاد.

وتُجري الحكومة حاليًا مشاورات بشأن الرؤية المستقبلية لإنتاج النفط والغاز في بحر الشمال، علاوة على تطوير المصادر الأخرى مثل الهيدروجين والرياح البحرية والمد والجزر.
وحسب بين، فإن جوهر المشاورات في هذا الصدد هو “الاعتراف بأهمية إدارة التحول عن النفط والغاز”، وهي خطوة قادرة على توفير مستقبل مزدهر يوفّر فرص عمل، ويحمي بقاءها ويجذب استثمارات بمليارات الجنيهات في مشروعات الطاقة البحرية بأسرها.
لكن إذا فشلت في تحقيق ذلك، فـ”إننا نخاطر بخسارة دعم الشعب والمستثمرين، علاوة على خطر تفويت فرص النمو والعمل وأمن الطاقة”، على حد وصفه.
فرص وتحديات تحول الطاقة في بحر الشمال
يقول رئيس هيئة انتقال بحر الشمال ستيوارت بين إن تحول الطاقة في بحر الشمال تحدٍ كبير؛ لكنه تحدٍّ تتمناه دول أخرى؛ إذ سيُصبح بحر الشمال مكتظًا بالمشروعات، ورغم أنه يحتوي على الكثير منها حاليًا، فإن هناك مساحة لا محدودة للمزيد.
ويحمل الواقع والمستقبل فرصًا لتحقيق “تآزر حقيقي” عبر ربط أنظمة الطاقة المختلفة -مثل طاقة الرياح البحرية والهيدروجين والنفط والغاز- في بحر الشمال.
واستشهد بشأن ذلك بمزارع الرياح البحرية في شرق أيرلندا وجنوب بحر الشمال حيث تعمل التوربينات فوق حقول النفط والغاز.
كما أن مزرعة الرياح البحرية “غرين فولت” ستزوّد المواطنين ومحطات النفط والغاز بالكهرباء النظيفة.
ومن خلال “التنوع والدمج”، يقول المسؤول البارز إنهما السبيل الأكثر منطقية لتحقيق “فرصة” تحول الطاقة من المنظور التجاري رغم صعوبتهما.
ولذلك، تحتاج تلك المساعي إلى انخراط الجميع وتحفيز الجيل الجديد من المواهب والتعاون لاستغلال الفرص الهائلة التي يفتحها باب تحول الطاقة.
وعلى نحو خاص، لفت إلى الفرص التي جلبتها مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه، ومنها مشروع شركة إيني “هاي نت” (HyNet) الذي سيخزّن أكثر من 100 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في 3 خزانات ناضبة من النفط والغاز قبالة سواحل ليفربول.
وعلاوة على المكاسب البيئية التي يحققها، فإنه يوفّر 2000 فرصة عمل للسكان، علاوة على استغلال خطوط أنابيب الغاز بما يقلل التكاليف.
موضوعات متعلقة..
- التنقيب عن النفط والغاز في بحر الشمال.. استطلاع يصدم حكومة إسكتلندا
- تقنية تعزز إنتاج النفط والغاز في بحر الشمال.. قد تنقذ 20 مليون برميل
- النفط والغاز في بحر الشمال.. مطالب بإلغاء سياسات وقف الإنتاج (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- فاتورة الكهرباء في سلطنة عمان تحظى بتخفيضات صيفية.. ما التفاصيل؟
- صفقة لتطوير احتياطيات نفطية في العراق بـ15 مليار برميل
- قطر للطاقة توقع صفقة لمدة 25 عامًا لتزويد شل بالمكثفات
- أسعار الوقود في قطر لشهر مايو 2025 تنخفض تأكيدًا لـ”الطاقة”
المصدر: