عاجل

انبعاثات الميثان من الوقود الأحفوري تتجاوز 120 مليون طن سنويًا

تُواصل انبعاثات الميثان من الوقود الأحفوري ارتفاعها دون بلوغ ذروتها، رغم الجهود المستمرة لتعزيز جمع البيانات ومراقبة تسربات الميثان.

فقد أظهر تقرير حديث -اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)- أن الإنتاج القياسي للنفط والغاز والفحم في جميع أنحاء العالم، والجهود المحدودة حتى الآن للحدّ من هذه الانبعاثات، قد أبقيا انبعاثات الميثان من قطاع الطاقة فوق 120 مليون طن سنويًا بنهاية عام 2024.

وبالرغم من التحديات، فإن معالجة انبعاثات الميثان تحمل في طياتها فوائد متعددة، أبرزها تعزيز أمن الطاقة العالمي.

والميثان ثاني أهم غازات الدفيئة المسببة لتغيُّر المناخ بعد ثاني أكسيد الكربون، وهو مسؤول عن نحو 30% من ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي منذ عصور ما قبل الثورة الصناعية.

انبعاثات الميثان من الوقود الأحفوري عالميًا

وفقًا لتحديث “مؤشر تتبُّع الميثان العالمي 2025” الصادر عن وكالة الطاقة الدولية، تمثّل انبعاثات الميثان من الوقود الأحفوري نحو ثلث الانبعاثات الناتجة عن الأنشطة البشرية.

ويقدّم التقرير أحدث التقديرات لانبعاثات الميثان على مستوى القطاعات، مستندًا إلى بيانات دقيقة من الأقمار الصناعية وحملات القياس الميداني، ويستعرض خيارات متعددة لخفض هذه الانبعاثات وتكاليفها.

وبحسب التقرير، يمثّل خفض انبعاثات الميثان أحد أسرع الطرق وأرخصها للحدّ من الاحترار العالمي، في وقت سجلت فيه درجات الحرارة العالمية أرقامًا قياسية للعام الثاني على التوالي.

وفيما يتعلق بانبعاثات الميثان من الوقود الأحفوري، أسهمت الآبار والمناجم المهجورة -المُدرَجة لأول مرة في التقرير- في 8 ملايين طن من انبعاثات الميثان خلال العام الماضي، بينما أسهم إنتاج الطاقة الحيوية واستهلاكها بـ20 مليون طن إضافية، لا سيما من حرق الكتلة الحيوية في الاقتصادات النامية.

وعلى الرغم من أن قطاعَي الزراعة والنفايات من المصادر الرئيسة لانبعاثات الميثان، فإن إمدادات الوقود الأحفوري توفر أكبر فرص للتقليص الفوري لهذه الانبعاثات، بتكاليف منخفضة، أو حتى دون تكاليف إضافية.

وسلّط التقرير الضوء على التعهدات الحالية التي تغطي 80% من الإنتاج العالمي للنفط والغاز، لكن التقديرات تشير إلى أن 5% فقط من هذا الإنتاج يفي بمعيار خفض الميثان إلى مستويات شبه معدومة، ما يكشف فجوة ضخمة في الالتزام والتنفيذ.

ويرصد الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أكبر الدول المصدرة لانبعاثات الميثان من مناجم الفحم:

انبعاثات الميثان من مناجم الفحم

انبعاثات الميثان.. تسربات قياسية وحلول متوفرة

أوضح المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية، فاتح بيرول، أن التصدي لتسربات الميثان وحرقه يوفر فرصة مزدوجة يمكن أن تغير قواعد اللعبة، مشيرًا إلى أن هذه الإجراءات تفتح الباب أمام تعزيز أمن الطاقة وخفض الانبعاثات.

وقال، إن البيانات الأخيرة تكشف فجوة بين الطموحات والتنفيذ، مع استمرار تقاعس واضح عن الوفاء بالتعهدات، رغم توفر التقنيات والأدوات اللازمة للحكومات والقطاع.

وتُظهر تقديرات وكالة الطاقة الدولية أن انبعاثات الميثان من قطاع الطاقة أعلى بنسبة 80% مما تُظهره التقارير الرسمية المقدّمة من الدول إلى اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغير المناخي.

ومع ذلك، أوضحت أن هناك تقدمًا مُحرزًا فيما يتعلق بشفافية البيانات، حيث يساعد أكثر من 25 قمرًا صناعيًا في تقديم رؤى حول انبعاثات الميثان، وكشفت تسربات كبيرة من منشآت النفط والغاز، بلغت مستوى قياسيًا في 2024.

والمفارقة أن 70% من انبعاثات الميثان من الوقود الأحفوري يمكن تفاديها سنويًا من خلال الاعتماد على التقنيات المتوفرة والفاعلة من حيث التكلفة، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وكان بالإمكان تجنُّب 35 مليون طن من انبعاثات النفط والغاز والفحم دون أيّ تكلفة صافية بناءً على متوسط أسعار الطاقة لعام 2024، وتوفير 100 مليار متر مكعب إضافية من الغاز للأسواق العالمية في 2024، أي ما يعادل صادرات النرويج بأكملها.

والأسوأ أن أكثر من 150 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي يُحرَق سنويًا، معظمها لأسباب تشغيلية اعتيادية، ويمكن تجنُّبها.

جانب من عمليات حرق الغاز تزيد انبعاثات الميثان من الوقود الأحفوري
جانب من عمليات حرق الغاز – الصورة من إيه بي سي

بالإضافة إلى ذلك، كشف التقرير تفاوتًا هائلًا في كثافة انبعاثات الميثان بين الدول والشركات، حيث يتفوق أداء بعض المشغّلين بفارق يصل إلى 100 مرة على غيرهم، ويعتمد سدّ هذا الفارق على زيادة الوعي وتعميم أفضل الممارسات المتاحة.

وتؤكد الوكالة أن تنفيذ إجراءات دقيقة لخفض انبعاثات الميثان من الوقود الأحفوري يمكنه منع ارتفاع درجات الحرارة بنحو 0.1 درجة مئوية بحلول عام 2050، وهي مكاسب مناخية تعادل إزالة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون كافة من الصناعات الثقيلة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

  1. انبعاثات الميثان من الوقود الأحفوري من وكالة الطاقة الدولية
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى