أثر قرارات مجموعة الـ8 في أوبك+.. وشرطان لإعادة الكميات المخفضة (تقرير)

في يوم السبت 3 مايو/أيار الجاري 2025، أعلنت مجموعة الـ8 الأعضاء في تحالف أوبك+ زيادة إنتاج النفط الخام، ضمن خطة إعادة الكميات المخفضة طوعًا، وهو ما يُعدّ تحركًا سريعًا لإعادة هذه الكميات إلى الأسواق، بحسب جدولها المُعلَن سابقًا.
وفي هذا السياق، يوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أنه كان الوحيد الذي قال، إنّ أيّ انخفاض في أسعار النفط بعد هذا القرار سيكون مؤقتًا، وإن أثر هذه الزيادة سيكون قليلًا جدًا.
وأضاف: “وصل الأمر -والتحدي- إلى أن بعضهم أرسلوا رسائل مزعجة جدًا، وكان هناك تحدٍّ في “إكس” وأماكن أخرى، ولكن بالفعل أسعار النفط حاليًا أعلى مما كانت عليه يوم الجمعة، قبل إعلان دول أوبك+ قرارها”.
وعن تكوين التحالف، قال، إن منظمة أوبك -وهي منظمة البلدان العربية المصدرة للنفط- تضم 12 دولة، وفي عام 2016 -بعد الانخفاض المريع لأسعار النفط في 2015- تمّ الاتفاق مع 10 دول أخرى خارجها بالانضمام إلى تحالف، أصبح اسمه “أوبك+”.
جاءت تصريحات الحجي خلال حلقة جديدة من برنامجه الأسبوعي “أنسيات الطاقة”، قدّمها عبر مساحات منصة التواصل الاجتماعي “إكس” (تويتر سابقًا)، بعنوان “آثار قرار السعودية وحلفائها بمجموعة الـ8 في أوبك+ بزيادة إنتاج النفط”.
تخفيضات إنتاج النفط
أشار أنس الحجي إلى تخفيضات إنتاج النفط الكبيرة التي قامت بها دول تحالف أوبك+ خلال إغلاقات كورونا، والتي بلغت نحو 9.7 مليون برميل يوميًا، قبل إعادة زيادة الإنتاج مع انتعاش الاقتصاد العالمي.
وأضاف: “في أواخر عام 2022 بدأت السوق تضعف، وبدأت المخزونات ترتفع، وبدأ الطلب العالمي على النفط ينخفض، فقرر التحالف خفض الإنتاج، وكان ذلك بعد الارتفاع الكبير في الأسعار الذي حدث بعد الغزو الروسي لأوكرانيا”.
ولكن -وفق مستشار تحرير منصة الطاقة- هذا التخفيض لم يكن كافيًا، فقررت دول التحالف الاجتماع ثانيةً لمناقشة تخفيض الإنتاج مرة أخرى، فرفض أغلب الدول، وهو ما تسبَّب في أزمة، لأن قرارات أوبك+ وقبلها “أوبك” لا تتمّ إلّا بالإجماع.
ولأن قادة التحالف -وخاصة السعودية وروسيا- كانوا يرون أن أسواق النفط في مشكلة كبيرة، ويجب خفض الإنتاج، فقد قررت 8 دول أن تعلن الخفض الطوعي لإنتاج النفط، بنحو 1.6 مليون برميل يوميًا.
وبعد مدة، تبيَّن أيضًا أن هذا التخفيض غير كاف، فأعلنوا تخفيضًا آخر قدره 2.2 مليون برميل يوميًا، على أن تعاد هذه الكميات إلى السوق في أسرع وقت ممكن، لذلك -وفق الحجي- فهناك أوبك، وهناك أوبك+، وهناك مجموعة الـ8.
لذلك، وفق أنس الحجي، فإن أول خطأ يرتكبه الإعلام، -خاصة من الصحفيين الغربيين الجاهلين بهذا الأمر- هو أنهم يقولون، إن أوبك خفضت الإنتاج أو زادته، أو يقولون، إن أوبك+ خفض الإنتاج، وهذا الكلام غير صحيح، إذ إن مجموعة الـ8 هي التي خفضت الإنتاج، وتزيده الآن.
فالتخفيض الأول كان من دول تحالف أوبك+، بينما التخفيض الثاني كان طوعيًا من جانب مجموعة الدول الـ8 الأعضاء في التحالف، والتخفيض الثالث كان من مجموعة الـ8، التي أرادت أن تعيد هذا الإنتاج إلى الأسواق بأسرع وقت ممكن، ولكن كلما اجتمعت كانت السوق ضعيفة، ولا تتحمل عودته.
تطورات في أسواق النفط
قال أنس الحجي، إن التأجيل من جانب مجموعة الـ8 لإعادة الكميات المخفضة طوعًا، تخلّلته تطورات في أسواق النفط، من ضمنها أن هناك مشروعات بدأت منذ نحو 10 أو 15 عامًا في قازاخستان، أو منذ 8 سنوات في العراق، وهذه المشروعات شارفت على الانتهاء، وستبدأ في إنتاج النفط.
وتابع: “بينما يجري تخفيض الإنتاج، هناك شركات تريد زيادة الإنتاج، لذلك بدأت بعض المشكلات في الظهور على السطح، وكان من الواضح أنه يجب إعادة الإنتاج المخفض إلى الأسواق، ولكنهم يحتاجون إلى وقت مناسب”.
ولفت خبير اقتصادات الطاقة إلى 3 أمور مهمة، الأول أنه منذ 2016 هناك قرار داخلي بألّا يتكلم مسؤولو أوبك عن أسعار النفط إطلاقًا لأسباب قانونية تتعلق بأميركا، وهي نصيحة من المحامين، لذلك دائمًا يتكلم الوزراء والمسؤولون عن توازن السوق والطلب والمخزون، دون حديث عن الأسعار.
وتابع: “الأمر الثاني، أن هذه المجموعات، سواء أوبك أو أوبك+ أو مجموعة الـ8، لا تهتم بالتغيرات اليومية لأسعار النفط، أو التغيرات الساعية أو اللحظية، أمّا الأمر الثالث، فهو ضرورة أن يعلم الجميع أن السعر الذي تستلمه أرامكو هو متوسط شهري، ومن ثم لا تهم التغيرات اليومية، هم يهتمون بالمتوسط الشهري”.
شرطان لإعادة الكميات المخفضة
قال أنس الحجي، إن مجموعة الـ8 الأعضاء في أوبك+ وضعت شرطين لإعادة الكميات المخفضة إلى السوق، الأول هو الانخفاض الكبير في المخزونات العالمية، والثاني هو وجود طلب قوي على النفط.
وأضاف: “لقد قررت مجموعة الـ8 إعادة كميات الخفض الطوعي لإنتاج النفط في أكتوبر/تشرين الأول 2024، أي منذ نحو 6 أشهر، ولكن عند الوصول إلى هذا الشهر كانت هناك انتخابات أميركية في نوفمبر/تشرين الثاني، فكان من المنطقي أن يتأخر القرار ليروا نتيجة الانتخابات”.
وأردف: “هنا أريد أن أنبّه -بما أننا نتحدث عن مؤسسات حكومية ومسؤولين حكوميين ووزراء- أنهم سيلتزمون بالخط الرسمي، بغضّ النظر عن أيّ شيء، فنحن محللون نتحدث عن الأسواق بكامل حرّيتنا، ونقول أشياء لن تجد المسؤولين يتحدثون عنها، لأن جزءًا منها سياسي”.
لذلك، وفق أنس الحجي، كانت الانتخابات الأميركية في نوفمبر/تشرين الثاني، فأخّرت مجموعة الـ8 الأعضاء في أوبك+ القرار إلى ديسمبر/كانون الأول 2024، الذي قرروا فيه التخلص من هذه التخفيضات تدريجيًا، والبدء بزيادة الإنتاج من الربع الثاني، من أول أبريل/نيسان 2025.
وأوضح أن هذه الزيادة التدريجية كانت موزعة على 18 شهرًا، أي ستزيد -مثلًا- بمقدار 140 ألف برميل شهريًا لمدة 18 شهرًا، لافتًا إلى أهمية هذه المعلومة، لأن إعلام “بلومبرغ” وغيرها يروّج لأن هذا التصرف سببه زيارة ترمب للسعودية، فيجب توضيح أن القرار متَّخَذ منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي.
موضوعات متعلقة..
- تسريع إنتاج دول أوبك+ النفطي يحقق استقرار السوق.. رغم التقلبات (مقال)
- السعودية و7 دول في أوبك+ تضيف 411 ألف برميل يوميًا خلال يونيو
- وزير الطاقة العماني: إذا خرجنا من أوبك+ سنرفع الإنتاج.. وهذه تكلفة برميل النفط
اقرأ أيضًا..
- تركيبات الطاقة الشمسية العالمية تقفز 33%.. وطفرة غير مسبوقة في الهند
- تقرير أميركي يخفض توقعات أسعار النفط للمرة الثانية على التوالي
- حرائق ضخمة بمستودعات الوقود في السودان لليوم الثاني (صور)
المصدر..