عاجل

الطلب على الغاز في جنوب شرق آسيا قد يتجاوز النفط والفحم

تشير التوقعات إلى ارتفاع الطلب على الغاز في جنوب شرق آسيا، مدفوعًا بسعي محموم لتعزيز أمن الطاقة وتقليص الاعتماد على النفط والفحم.

وحسب تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، فإن الغاز الطبيعي مرشح ليصبح الركيزة الأساسية لتحول الطاقة في المنطقة، وقد يشكّل 30% في مزيج الطاقة بحلول عام 2050.

وتوقع التقرير أن يتجاوز الطلب على الغاز في جنوب شرق آسيا الفحم والنفط معًا، مع تسجيل نمو بمعدل سنوي مركب يبلغ 3.1% حتى عام 2035.

يأتي ذلك في وقت ما يزال فيه الوقود الأحفوري المستورد يهيمن على معادلة الطاقة في المنطقة، حيث شكلت المصادر التقليدية -وعلى رأسها الفحم- قرابة 80% من الزيادة في الطلب على الطاقة منذ عام 2010، بحسب بيانات سابقة لوكالة الطاقة الدولية.

وحتى اليوم، يشكّل الفحم والنفط ما يربو على ربع الطلب على الطاقة في المنطقة، في حين يغطي الغاز الطبيعي نحو 20% من الطلب.

من يقود الطلب على الغاز في جنوب شرق آسيا؟

أظهر التقرير الصادر عن شركة الأبحاث وود ماكنزي أن الطلب على الغاز في جنوب شرق آسيا ستقوده دول، مثل ماليزيا وتايلاند والفلبين وفيتنام؛ إذ يُعد هذا الوقود خيارًا محوريًا لدعم النمو الاقتصادي وتحقيق أمن الطاقة، إلى جانب التخلص التدريجي من أنواع الوقود كثيفة الكربون.

وكشف التقرير عن مسار تصاعدي واضح في الطلب، بالتوازي مع ارتفاع سعة توليد الكهرباء بالغاز، مع توقع ارتفاع الاستهلاك بنحو 89.5% بين عامي 2025 و2050.

ويرجع ذلك إلى مجموعة من العوامل، أبرزها:

  • تسارع النمو الاقتصادي.
  • توسع مراكز البيانات.
  • الطبيعة المتقطعة لمصادر الطاقة المتجددة.
  • التحول من الفحم إلى الغاز.

ومع أن الآفاق تبدو واعدة، فإن التحديات تتراكم، إذ حذّر التقرير من فجوة محتملة بين الطلب والإنتاج المحلي، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

منصة بحرية تستهدف تلبية الطلب على الغاز في جنوب شرق آسيا
منصة بحرية – الصورة من هيبيسكوس بتروليوم

سباق جنوب شرق آسيا لتأمين الإمدادات

أشار تقرير وود ماكنزي إلى أن منطقة جنوب شرق آسيا قد تتحول إلى مستورد صاف للغاز المسال بحلول عام 2032، وسط توقعات بقفزة هائلة في الطلب بنسبة تُقدّر بـ182% خلال العقد المقبل.

ويرى التقرير أن هذا التحول سيفتح الباب على مصراعيه أمام موردي الغاز المسال لدخول واحدة من أسرع الأسواق نموًا في العالم بحلول عام 2050.

كما سلّط التقرير الضوء على الجهود التي تبذلها دول مثل إندونيسيا وماليزيا؛ لتعزيز الإنتاج المحلي والحفاظ على الإنتاج من الحقول الجديدة والاكتشافات الحديثة.

ومع ذلك، حذّر التقرير من أن المنطقة ستواجه تراجعًا طبيعيًا في الإمدادات بعد منتصف الثلاثينيات، وسيكون من الضروري التركيز على استكشافات جديدة قائمة على البنية التحتية ومشروعات التنقيب في المناطق الحدودية لتعزيز صادرات الغاز المسال أو لتلبية الطلب المحلي.

وبحسب تقرير “مستجدات أسواق الغاز المسال العربية والعالمية في الربع الأول من 2025″، الصادر عن وحدة أبحاث الطاقة، تُعدّ ماليزيا وإندونيسيا من أكبر الدول المصدرة للغاز المسال، إذ تحتفظ الأولى بالمركز الخامس، في حين تحتل الأخيرة المركز الثامن عالميًا.

وكشف التقرير عن أن ماليزيا عزّزت الصادرات لتصل إلى 7.93 مليون طن، مقارنة بـ7.68 مليونًا في المدة نفسها من العام الماضي، في حين زادت صادرات إندونيسيا من الغاز المسال إلى نحو 2.97 مليون طن في الربع الأول من 2025، كما يوضح الرسم الآتي:

أكبر مصدري الغاز المسال في العالم

عقبات تواجه الغاز المسال

أوضح التقرير أن تحول المنطقة نحو مزيج طاقة يعتمد على الغاز المسال سيواجه عقبات تتعلّق بالتكلفة والبنية التحتية اللازمة.

وبيّن التقرير أن ارتفاع أسعار الغاز المسال يشكّل عائقًا أمام نمو الطلب، مشددًا على أن نجاح مشروعات تحويل الغاز المسال إلى كهرباء مرهون بدعم حكومي يشمل الدعم المالي والحوافز الضريبية والسياسات المواتية على امتداد سلاسل القيمة في قطاعي الغاز والكهرباء.

وأشار إلى أن ضمان توقيع اتفاقيات شراء الكهرباء يُعدّ عنصرًا جوهريًا في استدامة هذه المشروعات، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفي السياق ذاته، لفتت “وود ماكنزي” إلى الحاجة الماسة إلى تطوير عدة وحدات عائمة للتخزين وإعادة التغويز حتى عام 2030، لكنها حذّرت من أن عدم اليقين حول توافر هذه الوحدات قد يعطّل خطط النمو.

وبحسب التقرير، فإن تحديد شركاء إستراتيجيين وتجاوز تحديات تمويل البنية التحتية للغاز المسال يمثّلان مفتاحًا رئيسًا؛ لضمان تلبية ارتفاع الطلب على الغاز في جنوب شرق آسيا خلال السنوات المقبلة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. الطلب على الغاز في جنوب شرق آسيا من وود ماكنزي.
  2. الطلب على الطاقة في جنوب شرق آسيا من وكالة الطاقة الدولية.
  3. أكبر مصدري الغاز المسال خلال الربع الأول من وحدة أبحاث الطاقة.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى