كيف تلبي مشروعات الغاز المسال العائمة المتطلبات البيئية؟ (تقرير)

تستعمل مشروعات الغاز المسال العائمة العالمية أنظمة إرساء متنوعة تناسب المتطلبات التشغيلية في مختلف الظروف، وتراعي الاعتبارات البيئية.
وركّزت شركة “أوه إل تي أوفشور” الإيطالية (OLT Offshore)، عند تنفيذ إجراءاتها الجديدة لتخصيص قدرة وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة “توسكانا”، في أبريل/نيسان 2025، على التطوير التقني للبنية التحتية العائمة للغاز المسال، وفقًا لما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتُؤكد جولة التخصيص متعددة السنوات، القائمة على سعة إعادة التغويز طويلة الأجل وشفافية الموسم المفتوح، أهمية الاستقرار التشغيلي للمحطة.
وتوفّر وحدة توسكانا خدمة التفريغ المحاذي، وتتميّز بحل هندسي مُصمم للإرساء والحفاظ على المحطة، ما يُتيح عمليات بحرية على مدار العام بالقرب من مدينة ليفورنو الإيطالية، في مياه البحر التيراني المكشوفة.
تقنيات تثبيت الأبراج
من الوحدات المُثبّتة بالأبراج في المناطق الساحلية الأسترالية المُعرّضة للأعاصير، إلى وحدات إعادة التغويز المُرتبطة بالأرصفة في بحر البلطيق، تتفاوت تقنيات تثبيت الأبراج باختلاف الموقع الجغرافي.
وبالنظر إلى المشروعات قيد الإنشاء أو المُخطّط لها في الكونغو ونيجيريا والولايات المتحدة وجنوب شرقي آسيا، تخضع أنظمة الإرساء للتدقيق من حيث الموثوقية، وحد التحمل، والمرونة البيئية وإمكان إعادة التوزيع.
لذلك، وضعت منشأة “بريلود” التابعة لشركة شل (Shell)، أكبر منشأة للغاز المسال العائم، معيارًا جديدًا لإرساء الأبراج الداخلية في الظروف القاسية.
ويتم تثبيت الوحدة، التي يبلغ طولها 488 مترًا، بواسطة 16 حبل إرساء سلسلي مُوزّع على برج داخلي مُتحرّك مُصمّم لتحمل العواصف الإعصارية قبالة الجرف الشمالي الغربي لأستراليا.
تجدر الإشارة إلى أن رافعات الإنتاج المرنة، المُزوّدة بمقوّمات الانحناء ومفاصل الدوران عالية الضغط، تُخفّف من الإجهاد، حيث تندمج 3 دافعات بمؤخرة البرج في أثناء التفريغ، ما يعكس نهجًا مُهجنًا لإرساء الأبراج.
نظام إرساء برجي
تستعمل منصّة “هيلي إبيسيو” التابعة لشركة غولار (Golar)، الراسية قبالة سواحل الكاميرون منذ عام 2018، نظام إرساء برجي من شركة “نوف إيه بي إل”، وهو ذراع مفصلية صلبة متصلة بدعامات في قاع البحر، ويُخفف هذا النظام الحركة ويُقلل من إجهاد الرفع.
وفي الربع الأول من عام 2025، أعلنت شركة غولار أن منصّة “هيلي إبيسيو” تُعدّ محورية لمشروع إنتاج الغاز المسال بقدرة 2.45 مليون طن قبالة سواحل الأرجنتين، الذي سيبدأ في عام 2027.
في هذا الإطار، اتبعت شركة بتروناس الماليزية (Petronas) نهجَيْن؛ ثابت ومتحرك، إذ تستعمل منصّة “بي إف إل إن جي ساتو” نظام إرساء برجي خارجي يسمح بنقلها من حقل كانويت إلى حقل كيبابانغان.
وتستعمل منصّة “بي إف إل إن جي دوا”، الراسية على عمق 1250 مترًا قبالة سواحل صباح، برجًا دائمًا مزودًا بـ8 حبال إرساء من البوليستر ورافعات فولاذية بتصميم موجة كسولة لتخفيف إجهاد الانحناء في المياه العميقة.
وتعتمد منصة “كورال سول” للغاز المسال قبالة سواحل موزمبيق، التابعة لشركة إيني الإيطالية (Eni)، نظام إرساء برجي مشابه لنظام “بريلود”، مع دوارة رياح داخلية و20 حبل إرساء مشدودًا على عمق 2000 متر تحت الماء.
أنظمة الحماية عالية الكفاءة
تحدّ أنظمة الحماية عالية الكفاءة من ارتفاعات الضغط في الرافعات، ما يعكس التركيز على تقليل دورات إجهاد ذروة الحمل.
واستعمل مشروع “كونغو” للغاز المسال التابع لإيني نظام إرساء مبتكرًا، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وتتميز منصة “تانغو” للغاز المسال، التي تعمل جنبًا إلى جنب مع ناقلة الغاز المسال “إكسكاليبور”، بحبل إرساء فردي لكل وحدة، ويعمل بصفته نظام إنتاج وتخزين عائمًا مقترنًا.
وتتحمّل كل سفينة مسؤوليتها البيئية الخاصة، ما يوفّر مرونة في إيقاف التشغيل أو إعادة النشر.

في الولايات المتحدة، تخطط شركة “دلفين ميدستريم” (Delfin Midstream) لأسطول من سفن الغاز المسال العائمة في المياه العميقة يعتمد على نظام إرساء أحادي النقطة قابل للفصل.
وسيسمح نظام ربط البرج المتصل بعوامة مغمورة للسفينة بالإبحار إلى بر الأمان في أثناء الأعاصير.
وستُكمّل خاصية تحديد المواقع الديناميكية (DP) عملية الإرساء في أثناء عملية التفريغ.
وقد سلّط الرئيس التنفيذي لشركة دلفين، دادلي بوستون، الضوء على الدعم الحكومي الكبير للمشروع، الذي مُنح تمديدًا للترخيص في الربع الأول من عام 2025.
من ناحيتها، ترسو منصة الغاز المسال العائمة “غريتر تورتو أحميم” التابعة لشركة بي بي البريطانية (BP)، قبالة سواحل موريتانيا والسنغال، خلف حاجز أمواج اصطناعي.
ويتضمّن نظامها 26 حبل إرساء مصنوعًا من حبال وألياف اصطناعية مشدودة للحفاظ على محاذاة الرصيف ضمن تفاوت قدره 0.3 مترًا.
في المقابل، تساعد القاطرات البحرية في الإرساء والتحكم في الاتجاه، ما يقلّل الاعتماد على الدوافع المدمجة.
موضوعات متعلقة..
- مصير مشروعات الغاز المسال في المكسيك معلق بـ3 تحديات (تحليل)
- مشروعات الغاز المسال في موزمبيق تواجه مصيرًا مجهولًا
- تمويل مشروعات الغاز المسال يصطدم بعقبات البيئة والمناخ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- حقيقة البنزين المغشوش في مصر.. وتحرك عاجل من الحكومة
- أمين عام أوابك لـ”الطاقة”: 5 دول عربية تتحرك لتصدير الهيدروجين والأمونيا
- سيناريوهات استحواذ شل على بي بي.. وشركة عربية تظهر في الصورة
المصدر..