حقل غاز عربي احتياطياته 60 تريليون قدم مكعبة يترقب قرارًا مهمًا

يترقب حقل غاز عربي ضخم قرارَا مهمًا خلال الأشهر المقبلة، ما من شأنه الاستفادة من موارده الضخمة لدعم قطاع الطاقة العالمي.
ويعدّ حقل غاز بير الله الموريتاني، الذي يحتوي -وفق قاعدة بيانات قطاع الغاز في موريتانيا لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- على احتياطيات تُقدَّر بـ60 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي، على رأس المقاطع البحرية الغنية بالمحروقات، التي تبحث عن مطورين.
ويقع الحقل الغازي الضخم على بُعد 60 كيلومترًا شمال حقل السلحفاة آحميم “جي تي إيه”، وعلى بُعد 100 كيلومتر من الساحل في المياه الإقليمية لموريتانيا.
في هذا السياق، شارك وزير الطاقة والنفط الموريتاني محمد ولد خالد، اليوم الثلاثاء 13 مايو/أيار (2025)، في مؤتمر “استثمر في الطاقة بأفريقيا” المنعقد في العاصمة الفرنسية باريس، ملقيًا الضوء على إمكانات بلاده من الطاقة والغاز.
حقل غاز بير الله
وقّعت موريتانيا في أكتوبر/تشرين الأول (2022) عقدًا مع شركتي “بي بي” و”كوزموس”، للبدء في استكشاف إنتاج حقل غاز بير الله وتقاسُمه، في إطار تطوير القدرات النفطية والغازية الوطنية وتثمينها.
وبموجب عقد استكشاف إنتاج حقل بير الله وتقاسُمه، تطمح موريتانيا وشركة النفط البريطانية بي بي إلى تطوير موارد الحقل، من خلال اعتماد مخطط فنّي تنموي، يزيد المحتوى المحلّي للمشروع إلى أقصى حدّ.
وكان من المقرر اكتمال الدراسات الهندسية خلال 30 شهرًا، تمهيدًا لاتخاذ قرار الاستثمار النهائي في النصف الأول من عام 2025، إلّا أن المهلة الممنوحة لشركات النفط العالمية انتهت دون إحراز تقدُّم.
وفي ضوء ذلك قررت موريتانيا عدم تجديد عقد شركة “بي بي” لاستغلال حقل غاز بير الله، والبحث عن شريك للاستثمار في المشروع، بالرغم من إبداء عملاقة النفط البريطانية اهتمامها بتمديد العقد لإجراء المزيد من دراسات الجدوى.

يتمتع حقل بير الله بخصائص عديدة تجعل منه فرصة استثمارية استثنائية، إذ يتميز الخزان المكتشف بخصائص عالية الجودة، وغاز من الدرجة الأولى، فضلًا عن أن الحقل يتّسم بإمكان تحقيق معدلات إنتاج كبيرة ومستمرة، إذ تشير التقديرات إلى أن عمر الإنتاج الافتراضي للحقل سيستمر لأكثر من 50 عامًا، على الأقل.
ومن المتوقع تصدير إنتاج حقل غاز بير الله عبر منطقة ميناء “أنجاغو” على ساحل المحيط الأطلسي، وهي منطقة تتميز بالبُنية التحتية اللازمة، بما في ذلك ميناء في المياه العميقة، والوصول إلى الكهرباء والمياه، والقرب من خطوط الشحن الرئيسة، لدعم بناء محطة الغاز.
موارد الطاقة في موريتانيا
تهدف وزارة الطاقة والنفط، من خلال مشاركتها في مؤتمر باريس، إلى تقديم وإبراز مقدّرات موريتانيا في مجال الطاقة، خاصة موارد الحوض الساحلي والمربعات التي تبيّن المعطيات الجيولوجية أهميتها من حيث عمليات التنقيب والاستخراج وآفاق الاستثمار.
ويستمر المؤتمر، الذي يُعقَد ضمن شعار “زيادة العائدات وريادة الطاقة في أفريقيا“، لمدة يومين، ويتناول استغلال الغاز المسال بوصفه رافعة النمو الاقتصادي لإنتاج الكهرباء وتحقيق التحول الطاقي.
كما يناقش المؤتمر- الذي تشارك فيه موريتانيا بوفد يرأسه وزير الطاقة والنفط، محمد ولد خالد، وعدد من المستشارين والمسؤولين في القطاع، ومدير عام للشركة الموريتانية للمحروقات- آليات تطوير المحتوى المحلي وآفاق إنتاج البتروكيماويات وصناعتها.
ومن المقرر أن يعقد وزير الطاقة والنفط العديد من اللقاءات الثنائية مع فاعلين ومستثمرين في قطاع الطاقة، بهدف عرض فرص الاستثمار واستغلال الغاز في موريتانيا.

كما يشارك الوزير عبر تقنية الاتصال المرئي غدًا في “قمة الطاقة بأفريقيا” التي ستحضنها لندن، إذ سيقدّم عروضًا عن إمكانات موريتانيا، وسيُجري لقاءات ثنائية مع شركات مهتمة بالاستثمار في البلاد.
تأتي المشاركة في المؤتمرين لإبراز قدرات البلاد بمجال المشروعات الكبرى ودورها في تسريع النمو الاقتصادي، بالتزامن مع نجاح موريتانيا في إنتاج الغاز من حقل السلحفاة آحميم الكبير، ما يعزز مكانتها الطاقية بعد انضمامها لمنتدى الدول المصدرة للغاز.
وبدأت موريتانيا إنتاج أول شحنة غاز مسال من مشروع السلحفاة أحميم الكبير يوم 10 فبراير/شباط الماضي، إذ يعتمد المشروع على حقلَي غاز بحريين، هما “تورتو” المكتشَف عام 2015، و”أحميم” المكتشَف في 2016، على الترتيب.
وتخطط بي بي البريطانية لتطوير الحقل على 3 مراحل، ليصل إنتاج المرحلة الأولى إلى 2.5 مليون طن سنويًا، قبل أن ترتفع إلى 5 ملايين بالمرحلة الثانية، و10 ملايين بالمرحلة الثالثة.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج حقل غاز عربي يفوق التوقعات.. احتياطياته 15 تريليون قدم مكعبة
- حقل غاز عربي عملاق يواجه أزمة في تصدير أول شحنة.. ماذا يحدث هناك؟
اقرأ أيضًا..
- 3 اكتشافات نفط وغاز جديدة في مصر
- توقعات سهم أرامكو 2025.. 6 خبراء يتحدثون لـ “الطاقة”
- سعة الطاقة المتجددة في الدول العربية تشهد طفرة.. وهؤلاء الـ10 الكبار (رسوم بيانية)