عاجل

تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر ليست عائقًا أمام انتشاره (تقرير)

يجادل الكثيرون بأن ارتفاع تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر تقف عائقًا أمام نشر هذا النوع من الوقود النظيف، بوصفه بديلًا موثوقًا به لمصادر الوقود الأحفوري.

ودحضت مسؤولة أوروبية هذه الفكرة، مؤكدةً أن النقاش يتجاوز تكلفة الهيدروجين الأخضر نفسه، ليشمل تأثيره في إزالة الكربون من المنتجات النهائية، مثل الفولاذ والأسمدة.

ووفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، قالت مديرة المركز الأوروبي لتسريع الهيدروجين الأخضر (EGHAC) كارينا كراستل، إنه يتعين التوقف عن الحديث عن فجوة التكلفة بين الوقود الأحفوري والهيدروجين الأخضر أو منخفض الكربون طوال الوقت.

وبدلًا من ذلك، رأت كراستل بأنه ينبغي التركيز على القيمة الخضراء للمنتجات النهائية؛ لأن الهيدروجين هو في النهاية وسيلة لإزالة الكربون منها.

دور الهيدروجين الأخضر في إزالة الكربون

اتخذت مديرة المركز الأوروبي لتسريع الهيدروجين الأخضر كارينا كراستل الفولاذ مثالًا؛ إذ يمكن للهيدروجين الأخضر خفض الانبعاثات الناتجة عن صناعة الفولاذ بنسبة تصل إلى 90%، مع زيادة في التكلفة تتراوح بين 200 و500 يورو (222.12 و555.30 دولارًا) للطن.

(اليورو= 1.11 دولارًا أميركيًا).

وأضافت: “لكن عندما أنظر إلى طن الفولاذ في السيارة، أجد أن الأمر ليس كذلك.. يمكنني إزالة الكربون من ثلث البصمة الكربونية لإنتاج سيارة باستعمال الفولاذ الأخضر، ودفع 200 أو 500 يورو إضافية ((222.12 و555.30 دولارًا).. إذا كنت تشتري سيارة مقابل 60 ألف يورو (66.64 ألف دولار)، فلن تلحظ ذلك أصلًا”.

كما قالت: “مع ظهور أسواق السيارات الرائدة، فإن تحفيز إزالة الكربون من المنتج النهائي يمكن أن يُسهم بشكل كبير في تسريع سلسلة قيمة الهيدروجين بأكملها في تلك الأسواق الرائدة”.

وترى كراستل أن صفقة الصناعة النظيفة للاتحاد الأوروبي، التي أُعلنَت في وقت سابق من العام الجاري (2025)، تُعدّ إشارة قوية؛ قائلة: “لقد جددنا التزامنا بأهدافنا في مجال إزالة الكربون، وهو أمر بالغ الأهمية، لا سيما بالنظر إلى ما وراء المحيط الأطلسي”.

وأضافت: “الإستراتيجية العامة واضحة: سنحتاج إلى تقنيات نظيفة وإزالة الكربون الصناعي لتعزيز قدرتنا التنافسية، ويمكننا القول، إن الهيدروجين جزء من هذه الإستراتيجية الشاملة”.

مديرة المركز الأوروبي لتسريع الهيدروجين الأخضر
مديرة المركز الأوروبي لتسريع الهيدروجين الأخضر، كارينا كراستل – الصورة من الموقع الرسمي للمركز

وتابعت كراستل أنه ستكون هناك حوافز للطلب وأسواق رائدة، ومن المرجّح أن يصبح الصلب سوقًا رائدة، بحسب التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.

كما أشارت إلى تعريفات أوضح للهيدروجين منخفض الكربون، ودعم غير مباشر لمشروعات الهيدروجين، من خلال حوافز الكهرباء التي ستأتي مع صفقة الصناعة النظيفة، وهي عامل رئيس في تكلفة الهيدروجين.

وفيما يتعلق بالتمويل، يخطط الاتحاد الأوروبي لإنشاء بنك لإزالة الكربون الصناعي بقيمة 100 مليار يورو (111.06 مليار دولار)، بالإضافة إلى دعوة ثالثة لبنك الهيدروجين، وهو “التزام كبير من حيث الميزانية لدعم القطاع”.

خفض تكلفة إنتاج الهيدروجين

سلّطت مديرة المركز الأوروبي لتسريع الهيدروجين الأخضر، كارينا كراستل، الضوء على 3 مجالات رئيسة يُمكن أن تُساعد في خفض تكلفة إنتاج الهيدروجين وتسريع استعماله.

  • أولًا، توسيع نطاق التقنية؛ إذ أشارت كراستل إلى أن “سعة إنتاج أجهزة التحليل الكهربائي لم تُوسَّع بعدُ إلى حدٍّ كبير”.

    ولكن مع المشروعات واسعة النطاق، التي يتطلب كل منها ما بين 500 و800 ميغاواط من سعة أجهزة التحليل الكهربائي، ستبدأ وفورات الحجم في الظهور، ما يُساعد في تقليل النفقات الرأسمالية والتكاليف الأخرى.
  • ثانيًا، ما تزال التصاريح والوصول إلى الشبكة يُشكّلان عائقين أمام تطوير المشروعات؛ إذ قالت كراستل: “يجب أن يصبح إصدار التصاريح أكثر فاعلية وكفاءة، وأن يسير بوتيرة أسرع”.

    في الوقت نفسه، تتطلب مشروعات الهيدروجين سعةً كبيرةً من الشبكة الكهربائية -غالبًا ما تزيد على 200 ميغاواط- وهي سعة غير متوفرة بسهولة في جميع أنحاء أوروبا.
  • ثالثًا، يأتي التمويل؛ إذ يرى المركز الأوروبي لتسريع الهيدروجين الأخضر، الذي يتبنّى نهج رأس المال الاستثماري، تحديًا في المراحل المبكرة التي تغطيها.

    وقالت كراستل: “نلحظ نقصًا في الأدوات المالية في المراحل المبكرة من تطوير المشروعات، لمساعدة مطوريها على تجاوز المراحل الأولية، وجذب شركاء مستعدين لتحمُّل المخاطر المبكرة”.

ما هي أسواق الهيدروجين؟

بالنظر إلى الهيدروجين بوصفه أداة لإزالة الكربون، يتعين التفكير في حالات الاستعمال التي يكون فيها الهيدروجين مفيدًا، كما تقول مديرة المركز الأوروبي لتسريع الهيدروجين الأخضر، كارينا كراستل.

وقسمت كراستل الأسواق الرائدة إلى فئتين: إلزامية وطوعية، بحسب ما جاء في حوارها مع منصة “رينيوبلز ناو” (Renewables Now).

وتُعدّ الأسواق الإلزامية مدفوعة بالتزامات الاتحاد الأوروبي، مثل استعمال الوقود الاصطناعي، وهو منفذ للهيدروجين.

على سبيل المثال: يستهدف الاتحاد الأوروبي حصة 1.2% من وقود الطيران الاصطناعي بحلول عام 2030، لتصل إلى 35% بحلول عام 2050، ما يوفر تطورًا كبيرًا في السوق.

وأشارت كراستل إلى ضرورة توقُّع أوقات التطوير الطويلة لهذه المشروعات: “علينا أن نبدأ اليوم، أو بالأمس تحديدًا، لضمان امتلاكنا القدرة الكافية للمشروعات في عام 2030”.

إنتاج الهيدروجين

وأضافت أن العديد من هذه المشروعات قيد التنفيذ، لا سيما في فرنسا ودول الشمال الأوروبي وإيبيريا، وأن مفتاح نجاحها يكمن في الحصول على تمويل مُلزم للوصول إلى القدرة على التمويل.

كما قالت كراستل، إن هناك حاليًا سوقين طوعيتين بحاجة إلى الهيدروجين والمنتجات الخالية من الكربون: الصلب والأسمدة.

في قطاع الصلب، يوجد مشروع ضخم، الأول من نوعه، مُوِّلَ بالكامل، وقد اتُّخِذ قرار الاستثمار النهائي، بعد جمع 6.5 مليار يورو (7.22 مليار دولار) من الديون والأسهم، وهو مشروع ستيغرا في شمال السويد، الذي سيبني مصنعًا جديدًا للصلب ويستعمل الهيدروجين لإزالة الكربون من سلسلة القيمة بأكملها.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى