عاجل

أنس الحجي: الصين صدمت ترمب بشأن النفط والغاز المسال.. وهذا سر المكسيك

مع تولّي الرئيس الأميركي دونالد ترمب مقاليد السلطة، كانت الصين على علم بنواياه وسياساته تجاهها، وكانت تعرف أنه سيعزز الحرب التجارية ضدّها، ويفرض رسومًا جمركية على منتجاتها.

لذلك -وفق مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي- كان لبكين ردّ فعل قوي، وهو فرض رسوم جمركية عالية على البضائع الأميركية.

ولكن هناك أشياء كثيرة تجاهلتها وسائل الإعلام، إذ كانت في يد ترمب ورقتان مهمتان، فالصين أكبر مستورد للنفط والغاز السمال في العالم، وأميركا هي أكبر منتج للنفط والغاز المسال في العالم.

وأضاف: “لذلك يملك ورقتين يستطيع أن يؤثّر بهما في الصين، ورقة النفط وورقة الغاز المسال، لأنه أكبر منتج وهي أكبر مستهلك، ومن ثم تَصرَّف ترمب بقوة عندما أعلن أنه سيفرض عقوبات أو سيفرض ضرائب عالية على بكين”.

جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامجه الأسبوعي “أنسيات الطاقة”، الذي يقدّمه أنس الحجي بمساحات منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، بعنوان: “الصين تسيطر على أسواق الطاقة العالمية.. كيف ولماذا؟”.

واردات الصين من النفط والغاز المسال الأميركيين

قال أنس الحجي، إن ترمب استيقظ ذات صباح قبل 3 أشهر، ليتفاجأ بتوقُّف واردات الصين من النفط والغاز المسال الأميركيين، ليجد نفسه قد خسر كل شيء فجأة، ولا يستطيع التحكم في بكين.

الفكرة نفسها تتكرر دائمًا، إذ عندما بدأ الأميركيون التوسع في فكرة التغير المناخي للسيطرة على التجارة العالمية، سبقتهم بكين، والآن بدؤوا باستعمال الغاز المسال والنفط سلاحًا، فسبقتهم بكين أيضًا.

النفط والغاز في أميركا

وأوضح مستشار تحرير منصة الطاقة أن ما ساعد الصين على تحقيق ذلك هو تباطؤ النمو الاقتصادي، إذ جعلها قادرة للردّ على دونالد ترمب وسياسات الغرب.

لذلك بدأ الغرب يفرض الضرائب، خاصة على السيارات الصينية القادمة إلى أوروبا تحديدًا، بينما لا تستطيع هذه السيارات دخول أميركا بسبب الضرائب العالية جدًا.

وكان ردّ فعل الصين أن خفضت الأسعار بشكل كبير لمجابهة فرق الضرائب، ولكنها فعلت أمورًا أكثر من ذلك، إذ هناك ضرائب عالية من الاتحاد الأوروبي وأميركا عليها، فقررت أن تسبقهم أيضًا.

وعن الطريق التي سبقتهم بها الصين، قال الحجي، إنها -عندما علمت أنه ستُفرَض رسوم ترمب جمركية على صادراتها- نقلت المصانع إلى دول أخرى ليست عليها ضرائب، أو ضرائبها خفيفة، مثل فيتنام، وماليزيا، وبنغلاديش، وأماكن أخرى.

دونالد ترمب
الرئيس الأميركي دونالد ترمب – الصورة من سي إن إن

المفاجأة الصينية للأميركيين

قال أنس الحجي، إن المفاجأة الصينية للأميركيين أن بكين كانت -تاريخيًا- شريكها التجاري، وفجأة أصبحت المكسيك هي أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة.

وأضاف: “ماذا حدث في المكسيك فجأة؟ هل أصبح المكسيكيون مبدعين؟ ما حدث أن بكين نقلت مصانعها إلى المكسيك، ومن ثم ما يصل منها إلى الولايات المتحدة على أنه صناعات مكسيكية، هو صناعة صينية”.

لذلك، وفق أنس الحجي، فالحرب واضحة منذ زمن بعيد، ولكن الأدلة لم تكن بالوضوح الذي نراه اليوم، فهناك حروب تجارية ضخمة بين هذه الدول، ولكن الهدف هو السيطرة على هذه التجارة الدولية.

السيارات الكهربائية الصينية تتكدس في الموانئ في انتظار الشحن للخارج
السيارات الكهربائية الصينية تتكدس في المواني بانتظار الشحن للخارج – الصورة من Rest of world

ومن ثم، جاءت ردة الفعل العنيفة من الغرب، التي تمثلت في الحروب التجارية، وفرض ضرائب عالية، وفي السيطرة على البحر الأحمر، والآن محاولات السيطرة على قناة بنما، والسيطرة على غرينلاند.

وتابع: “السيطرة على غرينلاند تعني السيطرة على الممر الشمالي في حالة ذوبان الجليد في القطب الشمالي، لأن الممر الشمالي يقصِّر المسافة بشكل كبير بين آسيا والدول الأوروبية والولايات المتحدة، ومن ثم يصبح هذا الأمر مهمًا”.

خلاصة الأمر، بالنسبة للحجي، أن الهدف هو السيطرة على التجارة الدولية، فالموضوع الآن أن الانخفاض الكبير في أسعار النفط الذي حدث كان سببه الحروب التجارية والتعرفة الجمركية وتباطؤ النمو الاقتصادي عالميًا.

والسبب الأساس هو تقلبات سياسات ترمب، لأنه لا يمكن التنبؤ بما يمكن أن يفعله بعد ساعة من الآن، وهذا خلقَ جوًا من عدم اليقين، وجعل الشركات تؤخِّر قراراتها بالنسبة للاستثمار أو الشراء.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى