تقرير يخفض توقعات مبيعات السيارات الكهربائية لأول مرة

اقرأ في هذا المقال
- مبيعات السيارات الكهربائية في 2025 قد ترتفع إلى 22 مليون سيارة
- الصين تستحوذ على ثلثي المبيعات العالمية للسيارات الكهربائية
- خفض توقعات مبيعات السيارات الكهربائية لأول مرة بسبب تغير السياسات الأميركية
- توقعات الطلب على البطاريات من 2025 إلى 2035 انخفضت بنسبة 8%
بعد سنوات من النمو السريع والتقديرات المتفائلة، تشهد توقعات مبيعات السيارات الكهربائية منعطفًا حرجًا، وسط تغيرات سياسية وتنظيمية تهدد الزخم.
وأظهر تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، تراجعًا في النظرة المستقبلية لتبنّي السيارات الكهربائية للركّاب عالميًا للمرة الأولى، وكانت السوق الأميركية العامل الرئيس وراء هذا التراجع.
فعلى الرغم من توقعات ارتفاع مبيعات السيارات الكهربائية في أميركا من 1.6 مليون وحدة في عام 2025 إلى 4.1 مليونًا بحلول عام 2030، فإنها لن تمثّل سوى 27% من إجمالي المبيعات، وهي نسبة أقل بكثير من التوقعات السابقة (48%).
ووفقًا لذلك، خفض التقرير توقعات مبيعات السيارات الكهربائية الإجمالية عالميًا بمقدار 14 مليون وحدة حتى نهاية العقد الحالي، لتصل إلى 39 مليون وحدة.
أمّا خلال العام الجاري، فقد تصل مبيعات السيارات الكهربائية (العاملة بالبطارية والهجينة القابلة للشحن) إلى 22 مليون مركبة، بزيادة 25% عن 2024.
أسباب خفض توقعات مبيعات السيارات الكهربائية
يمثّل عام 2025 نقطة تحول في مسار توقعات مبيعات السيارات الكهربائية على المديين القصير والطويل بالنسبة لشركة أبحاث بلومبرغ نيو إنرجي فايننس، وأرجعت ذلك إلى مجموعة من الأسباب، أبرزها:
- السياسات الأميركية؛ بسبب تراجع معايير كفاءة استهلاك الوقود، وإنهاء الإعفاءات الضريبية على السيارات الكهربائية، فضلًا عن احتمال إلغاء قدرة كاليفورنيا على وضع معايير خاصة بجودة الهواء.
- تأجيل الأهداف قصيرة المدى لخفض انبعاثات المركبات في أوروبا.
- تصاعد التوترات التجارية وفرض رسوم جمركية جديدة، ما يزيد من صعوبة توفير سيارات بأسعار معقولة.
- صنّاع القرار يواجهون صعوبة في التوفيق بين الأهداف البيئية وأولويات أخرى، وأدى ذلك إلى تقليص العديد من شركات السيارات أو إلغاء أهدافها المعلَنة سابقًا لتوسيع إنتاج السيارات الكهربائية.
- تأثُّر سلاسل توريد البطاريات، مع تأخير أو إلغاء تطوير مصانع بطاريات جديدة للموازنة بين العرض والطلب.
وإلى جانب تراجع توقعات مبيعات السيارات الكهربائية، خفضت بلومبرغ نيو إنرجي فايننس توقعات الطلب على بطاريات المركبات مقارنة بالعام الماضي، حيث انخفضت التقديرات للمدة 2025-2035 بنسبة 8%، أي ما يعادل 3.4 تيراواط/ساعة، منها 2.8 تيراواط/ساعة تُعزى إلى انخفاض متوقع في مبيعات سيارات الركاب الكهربائية في السوق الأميركية.
ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- توقعات مبيعات السيارات الكهربائية حتى 2030:
توقعات مبيعات السيارات الكهربائية في 2025
أشار التقرير إلى أنّ تراجع أسعار بطاريات الليثيوم أيون وزيادة الإنتاج من الطرازات منخفضة التكلفة سيؤدي إلى نمو مبيعات السيارات الكهربائية للركّاب خلال العام الجاري.
وستستحوذ بكين وحدها على ما يقارب ثلثي المبيعات العالمية، واللافت أن 69% من السيارات الكهربائية المبيعة عالميًا في 2024 صُنعت في الصين.
وتمثّل أوروبا 17% من المبيعات العالمية، في حين لا تتجاوز حصة الولايات المتحدة 7% فقط، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وسلّط التقرير الضوء على التقدم المُحرَز في الأسواق الناشئة نتيجة توسُّع شركات السيارات الصينية؛ ما أطاح بالفكرة التقليدية بأن المركبات الكهربائية ستنتشر أولًا في الدول الغنية.
وحاليًا، تسجل تايلاند معدلات اعتماد للسيارات الكهربائية أعلى من الولايات المتحدة، بينما تقدمت البرازيل على اليابان.
وبحلول 2030، تشير التوقعات إلى قفزة في المبيعات العالمية من 17.6 مليون مركبة في 2024 إلى نحو 39 مليونًا، لتصل حصة السيارات الكهربائية إلى 42% من إجمالي مبيعات المركبات الجديدة عالميًا، مقابل 26% في 2025.
ومن المتوقع أن تصل حصة المركبات الكهربائية إلى 56% من إجمالي السيارات المبيعة عالميًا بحلول 2035، وترتفع النسبة إلى 70% بحلول 2040، ويمثّل ذلك تراجعًا عن التوقعات السابقة البالغة 73%، وفقًا لسيناريو التحول الاقتصادي الخاص بمؤسسة بلومبرغ نيو إنرجي فايننس.
ورغم تسارُع اعتماد السيارات الكهربائية، من المتوقع أن تشكّل 40% من إجمالي أسطول سيارات الركّاب عالميًا بحلول عام 2040.

تحدي ارتفاع تكاليف الشحن
على صعيد آخر، أثّر ارتفاع تكاليف الشحن العام في توقعات مبيعات السيارات الكهربائية، فرغم أن الشحن المنزلي يظل أوفر بنسبة 25-60% مقارنة بالبنزين، فإن أسعار الشحن السريع ارتفعت منذ عام 2022، خصوصًا في الولايات المتحدة وأوروبا.
ومن المتوقع أن يؤثّر ذلك في مستقبل اعتماد هذه المركبات وتحقيق التكافؤ السعري مع السيارات العاملة بمحركات الاحتراق الداخلي.
أمّا فيما يتعلق بتأثير السيارات الكهربائية في الطلب على النفط، فقد توقَّع التقرير أن تزيح هذه المركبات نحو مليون برميل نفط يوميًا بحلول عام 2026، مقارنة بمستويات 2024.
ومع ذلك، ما يزال التأثير الفعلي للسيارات الكهربائية في الطلب العالمي على النفط محدودًا، لا سيما أن انخفاض الطلب يعود إلى التباطؤ الاقتصادي، وخاصة في الصين، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وتشير التوقعات إلى أن أسطول السيارات الكهربائية سيتفوق على أسطول السيارات ذات محركات الاحتراق الداخلي في عدّة مناطق خلال العقود المقبلة:
- النرويج بحلول عام 2030.
- الصين بحلول عام 2033.
- كاليفورنيا بحلول عام 2037.
- ألمانيا بحلول عام 2039.
ووفقًا لذلك، ستقفز إيرادات الشحن العام من 10 مليارات دولار في 2025، إلى 220 مليارًا خلال 2040، داخل أوروبا وأميركا الشمالية.
موضوعات متعلقة..
- نقص إنتاج الليثيوم.. هل يكتب نهاية صناعة السيارات الكهربائية؟
- خبير يكشف دور بطاريات الحالة الصلبة في رفع كفاءة السيارات الكهربائية
اقرأ أيضًا..
- أغلى أسعار خامات النفط العربية في مايو.. السعودية تتصدر وتغير لافت للجزائر
- إغلاق مضيق هرمز لن يمنع تصدير النفط السعودي والإماراتي.. من المتضرر؟ (تحليل)
- توقعات أسعار النفط في ظل الحرب الإسرائيلية الإيرانية
المصدر: