سوق ناقلات النفط تتأثر بالحرب الإسرائيلية الإيرانية.. وتكلفة الشحن والتأمين ترتفع

تشهد سوق ناقلات النفط تغيرات مع تصاعد وتيرة الحرب الإسرائيلية الإيرانية، ما انعكس على أسعار الشحن والتأمين التي تتخذ اتجاهًا صعوديًا كبيرًا.
ويبدو أن السوق الآسيوية ستصبح أبرز المتضررين، بوصفها تقع في قلب دائرة الخطر، سواء فيما يتعلق بالأطراف المتنازعة أو التعاون مع دول الخليج.
وسجلت أسعار الشحن في المنطقة أعلى مستوياتها خلال العام الجاري 2025، وفق التحديثات اليومية للقطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).
وتُظهر أسواق الطاقة تأثرًا تدريجيًا بالأحداث الجيوسياسية، وقفزت أسعار النفط بما يتراوح بين 8 و10% يوم الجمعة الماضية (13 يونيو/حزيران) بعد الهجوم الإسرائيلي على مواقع نووية إيرانية واغتيال علماء بارزين في برنامج طهران لتخصيب اليورانيوم.
ومنذ ذلك الحين، نمت المخاوف من إقدام إيران على إغلاق مضيق هرمز الرئيس لصادرات النفط والغاز المسال، وبالتبعية بدأت أسعار الشحن البحري والتأمين على الناقلات في تسجيل مستويات قياسية.
أسعار الشحن في السوق الآسيوية
سجلت أسعار الشحن في السوق الآسيوية، اليوم (الثلاثاء 17 يونيو/حزيران)، أعلى مستوياتها منذ مطلع العام الجاري.
وتُشير التوقعات إلى مواصلة ارتفاع أسعار الشحن في سوق ناقلات النفط، مع مخاوف امتداد الحرب إلى العمليات التجارية البحرية، بحسب ما نقله إس بي غلوبال عن سمسار في الإمارات.
ودفعت شركة “سي ريفر” -ذراع شركة إكسون موبيل الأميركية لأعمال الشحن- ناقلة من شركة يونانية، لتحميل النافثا الفوري على طريق (الخليج العربي-اليابان) مسجلة 195 (W195) على المعيار العالمي للشحن (WorldScale).

ويعني هذا أن سعر الشحن بلغ 195% (ضعف) السعر المرجعي المتعارَف عليه للرحلات على هذا الطريق.
ويعدّ هذا التسعير أعلى مستويات تكلفة الشحن، إذ فاق سعر W180 (180% من السعر المعتاد)، المسجل للمدة من 17 حتى 14 مارس/آذار الماضي.
ولم يقتصر الأمر على طريق (الخليج العربي-اليابان)، إذ ارتفعت أسعار الشحن في طريق (الخليج العربي-شرق أفريقيا) أيضًا بمعدل W100 فوق المعيار العالمي، منذ نهاية الأسبوع الماضي.
ويعزى ارتفاع أسعار الشحن بسوق ناقلات النفط إلى رغبة المستأجرين في التحميل الفوري، خوفًا من تفاقم تداعيات الحرب الإسرائيلية الإيرانية وتأثُّر حركة الملاحة بمعدل أكبر.
تأمين ناقلات النفط
رفع مالكو ناقلات النفط تكلفة التأمين أيضًا، في ظل صعوبة حماية القطاع من التداعيات، واحتمال استهداف السفن أو عرقلة مرورها في محيط مضيق هرمز.
ويرى المالكون أنهم يعرّضون ناقلاتهم لمخاطر بإرسالها إلى “مناطق حرب”، ما يستدعي طلب رسوم إضافية تحت بند “الحماية من مخاطر والتعويض”.
ورغم ذلك، كانت وتيرة ارتفاع التأمين أبطأ من الشحن، لكن المتعاملين أكّدوا إمكان زيادته لمستويات إضافية وفق مجريات الأحداث.
وينطبق ذلك على أنواع عدّة في سوق ناقلات النفط، من بينها: الناقلات العملاقة للغاية، والأفراماكس، وغيرها.
وكانت التكلفة الإضافية لتأمين مخاطر الحرب (المعروفة باسم إيه دبليو آر بي AWRP) تتراوح بين 0.05 و1% من قيمة الشحنة المارة في الخليج العربي، حتى الهجوم الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو/حزيران الجاري.
ويتوقع محللون زيادة مستوى التأمين إلى الضعف إذا لم تعد حالة الاستقرار للمنطقة.

سوق ناقلات النفط
لا تُعدّ آسيا المتضرر الوحيد، رغم أنها الأبرز، إذ حذّر تنفيذيون من استعداد سوق ناقلات النفط العالمية لمواجهة ارتفاعات جديدة في أسعار الشحن والتأمين.
وأبدى مالكو الناقلات استعدادهم للتحميل من مواني الخليج العربي، شريطة دفع كلفة أعلى مقارنة بالمستويات السابقة.
وأكد مسؤول منخرط في السوق أن الشركات لم تفرض قيودًا والتزامات معينة على التحميل في الخليج العربي، لكن يبدو أن الآونة المقبلة ستشهد تقلبات عدّة، سواء في الحصول على موافقات مرور كل ناقلة، أو الأسعار.
وشدد متعاملون على ضرورة تحديد علاوة مخاطر تلائم مستوى الحدث، خاصة مع انفتاح شركات الشحن على التحميل من مواني المنطقة، ما دامت الأحداث بعيدة عن قطاع الشحن التجاري، أو لم تتعرض الممرات والمضائق للإغلاق.
وتباين موقف الشركات العالمية الرائدة في القطاع، إذ تركّز شركة “ميتسوي أو إس كيه لاينز” اليابانية على اعتبارات سلامة شحنات ناقلاتها وطاقمها، طبقًا لموقع إس بي غلوبال.
ومقابل ذلك، ترفض شركة “فرونتلاين” تأجير ناقلاتها لتحميل يتطلب المرور في مضيق هرمز، بعد تضرُّر ناقلة تابعة لها إثر هجوم في المنطقة عام 2019.
وينقل المضيق ما يقرب من:
- 20 مليون برميل نفط خام ومكثفات ووقود مكرر يوميًا.
- 11 مليار قدم مكعبة من الغاز المسال يوميًا.
موضوعات متعلقة..
- الحرب ترفع تكلفة تأجير ناقلات النفط من الشرق الأوسط إلى آسيا 20%
- إغلاق أكبر مصفاة نفط في إسرائيل بعد قصف إيراني.. والصادرات تتضرر
- إغلاق إيران مضيق هرمز.. هل يهدد مصير تدفقات النفط بالأسواق العالمية؟ (مقال)
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعات نمو الطلب على النفط في 2025 و2026
- أزمة الغاز تشتعل.. الأردن يطالب مصر بـ350 مليون قدم مكعبة يوميًا
- حقل ساموتلور.. أكبر اكتشاف نفطي في روسيا عمره 60 عامًا
المصادر..
- مستويات قياسية لأسعار الشحن البحري وارتفاع تكلفة التأمين، من إس بي غلوبال
- تباين موقف الشركات من استمرار رحلات الناقلات مع تفاقم الأحداث، من إس بي غلوبال