بعد الجزائر.. 10 مشروعات للتنقيب عن النفط والغاز تنفذها قطر في أفريقيا

تُواصل دولة قطر -عبر ذراعها الاستثمارية في الطاقة- تنفيذ مشروعات للتنقيب عن النفط والغاز في عدد من الدول الأفريقية، ضمن إستراتيجية توسعية تهدف إلى ترسيخ حضورها في واحدة من أكثر الأسواق الواعدة بالثروات الهيدروكربونية.
ويعكس تنوّع محفظة قطر للطاقة في القارة السمراء، ما بين المياه العميقة والحقول البرية، إيمان الشركة بالإمكانات الجيولوجية لأفريقيا، وسعيها إلى الاستفادة من الفرص المتاحة في بيئات تنظيمية متغيرة.
ووفقًا لمسح أجرته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، فإن مشروعات قطر للطاقة في أفريقيا امتدّت خلال السنوات الأخيرة لتشمل 5 دول، هي: ناميبيا، ومصر، وموريتانيا، وجنوب أفريقيا، والجزائر، عبر شراكات نوعية مع شركات عالمية كبرى، مثل توتال إنرجي، وشل، وإكسون موبيل.
وتملك الشركة القطرية حصصًا في 10 امتيازات نفطية تتوزع بين مشروعات قيد التنقيب وأخرى شهدت اكتشافات.
وتأتي الخطوات في إطار التوسع العالمي الذي تنفّذه الشركة، وسط اهتمام متزايد من كبرى الشركات الدولية بالقارة الأفريقية، لما تتمتع به من احتياطيات واعدة، وتسهيلات تنظيمية نسبيًا، بالإضافة إلى الحاجة الماسّة في العديد من البلدان الأفريقية للاستثمار الأجنبي المباشر في البنى التحتية للطاقة.
مشروعات قطر للطاقة في أفريقيا
تُشكّل مشروعات قطر للطاقة في أفريقيا نقطة ارتكاز رئيسة في سياسة الدوحة لتعزيز حضورها العالمي في مجال التنقيب عن النفط والغاز، من خلال استثمارات مدروسة في البيئات البحرية والبرية، تتوزع على مناطق ذات إمكانات مؤكدة وأخرى استكشافية.
وتتنوع هذه المشروعات بين حصص استحواذ في مناطق امتياز واسعة في المياه العميقة، وصفقات مشاركة في العقود الإنتاجية مع الحكومات، بالإضافة إلى تحالفات طويلة الأمد مع شركاء دوليين ذوي خبرة فنية وتقنية.
وقد شهد العام الحالي دخول الشركة لأول مرة إلى قطاع التنقيب والاستكشاف في الجزائر، ما يمنح تحركها في أفريقيا بعدًا إستراتيجيًا جديدًا، ولا سيما في منطقة شمال القارة، التي تُعدّ من بين أهم أحواض النفط التقليدية.
مشروعات قطر للطاقة في ناميبيا
تُعدّ ناميبيا مركزًا محوريًا لعمليات التنقيب القطرية في أفريقيا، مع تركيز خاص على حوض أورانج البحري، إذ نجحت قطر للطاقة في تحقيق 3 اكتشافات نفطية بحرية مهمة حتى الآن، بالتعاون مع شركتي شل وتوتال إنرجي.
ومن أبرز هذه الاكتشافات: بئر “غراف-1″، وبئر “فينوس-1 إكس”، وأحدثها “جونكر-1 إكس” في مارس/آذار 2023، الذي حُفِرَ بعمق 6168 مترًا، في مياه عمقها 2210 أمتار، وعلى بعد 270 كيلومترًا من الشاطئ.
وتملك الشركة القطرية حصصًا في 4 مناطق استكشاف بحرية في ناميبيا، هي: PEL-39، 2913 بي، 2912، و2813 بي.

مشروعات قطر للطاقة في مصر
دخلت قطر للطاقة مجال التنقيب عن النفط والغاز في مصر منذ ديسمبر/كانون الأول 2021، باستحواذها على حصة 17% في امتيازين بالبحر الأحمر (مربع 3 ومربع 4) تديرهما شركة شل.
وفي مارس/آذار 2022، تَوسّع الحضور القطري باتفاقية مع إكسون موبيل للاستحواذ على حصة 40% في منطقة شمال مراقيا البحرية، تلتها صفقة جديدة في مايو/أيار 2024 استحوذت فيها على 40% من منطقتي “القاهرة” و”مصري” الاستكشافيتين.
وتغطي هذه المناطق مساحة تقارب 11 ألفًا و400 كيلومتر مربع، في أعماق مياه تتراوح بين 2000 و3000 متر، وتُعدّ من أبرز المناطق الواعدة على امتداد البحر المتوسط والبحر الأحمر.
مشروعات قطر للطاقة في موريتانيا
أعلنت موريتانيا رسميًا في أبريل/نيسان 2023 موافقتها على دخول قطر للطاقة إلى قطاع التنقيب عن النفط والغاز، بعد توقيع اتفاقية مع شل، للاستثمار في المربع البحري “سي 10” بالحوض الساحلي الموريتاني.
وتمتلك الشركة القطرية بموجب الاتفاقية نسبة 40% من عقد الاستكشاف والإنتاج، في حين تُشارك الدولة الموريتانية بحصّة 10% خالصة التكاليف.
وينص قانون “مدونة المحروقات” في موريتانيا على مشاركة حكومية تصل إلى 25% من العائدات في بعض المناطق، ما يعكس التوازن بين جذب الاستثمارات وحماية الموارد الوطنية، ويمنح المشروع أهمية سياسية واقتصادية مزدوجة.
مشروعات قطر للطاقة في جنوب أفريقيا
ضمن مشروعات قطر للطاقة في جنوب أفريقيا، يبرز استحواذها، في مارس/آذار 2024، على حصة 24% في منطقة الاستكشاف البحرية “3 بي/4 بي” (3B/4B)، الواقعة ضمن حوض أورانج، بالشراكة مع توتال إنرجي.
وتغطي هذه المنطقة أكثر من 17 ألفًا و500 كيلومتر مربع، في مياه تتراوح أعماقها بين 300 و2000 متر، وتُعدّ امتدادًا طبيعيًا لمشروعات الشركة في ناميبيا، ما يوفّر مزايا تكاملية في سلسلة الاستكشاف الإقليمي.
مشروعات قطر للطاقة في الجزائر
مثّلَ شهر يونيو/حزيران الجاري 2025، نقطة تحوّل، مع إعلان فوز قطر للطاقة، بالشراكة مع توتال إنرجي وسوناطراك، برخصة الاستكشاف في منطقة “أهارا” البرية شرق الجزائر، ضمن جولة مناقصات 2024.
وتُعدّ هذه هي أول عملية دخول رسمي للشركة القطرية إلى قطاع التنقيب في الجزائر، بحصّة تبلغ 24.5%، في منطقة تغطي نحو 14.9 ألف كيلومتر مربع، تقع عند تقاطع حوضي بركين وإليزي المعروفَين بغزارة إنتاجهما.
ويعكس المشروع بداية مرحلة جديدة من التعاون الاقتصادي بين الدوحة والجزائر في مجال المحروقات، وسط تطلعات لتوسيع النشاط مستقبلًا نحو الإنتاج التجاري.

أبرز مشروعات للتنقيب عن النفط والغاز
تُجسّد أبرز مشروعات للتنقيب عن النفط والغاز تنفذها قطر للطاقة في أفريقيا ملامح توجُّه إستراتيجي بعيد المدى، لا يقتصر على التنقيب فحسب، بل يشمل أيضًا بناء شراكات دائمة مع الحكومات الوطنية، والاستثمار في تقنيات الاستكشاف الحديثة.
وتُظهر المؤشرات الحالية أن الشركة القطرية ستواصل تعزيز وجودها في القارة، لا سيما في الحوض الأطلسي والبحر الأحمر، مع احتمالات دخول أسواق جديدة مثل ليبيا أو نيجيريا.
وفي ظل المنافسة العالمية على الموارد، فإن الخبرات التراكمية التي طوّرتها قطر للطاقة في المياه العميقة، تمنحها أفضلية في التعامل مع تحديات الجيولوجيا الأفريقية، ما يجعل حضورها عامل استقرار وفاعلية في مشهد الطاقة الإقليمي.
موضوعات متعلقة..
- قطر للطاقة تقتنص رخصة تنقيب عن النفط والغاز في الجزائر.. لأول مرة
- قطر للطاقة تعزّز برنامج ناقلات الغاز المسال بصفقة جديدة
- خطة غامبيا للتنقيب وإنتاج النفط.. والتعاون مع قطر للطاقة (حوار)
اقرأ أيضًا..
- بطاريات تخزين الكهرباء تحقق طفرة في السعودية والإمارات
- الطلب على النفط في أفريقيا حتى 2030.. توقعات بنمو قوي بقيادة مصر والجزائر
- حقل فاكا مويرتا قد يحوّل الأرجنتين لتصدير الغاز المسال بحلول 2028 (تقرير)