توقعات واردات الصين من النفط الإيراني في ضوء الحرب مع إسرائيل (تقرير)

توقّع تقرير حديث أن تواجه واردات الصين من النفط الإيراني أزمة إمدادات في حالة تصاعد حدّة الحرب الإيرانية الإسرائيلية.
وخلال فجر اليوم الأحد (22 يونيو/حزيران)، قصفت الولايات المتحدة 3 مواقع نووية إيرانية، هي فوردو ونطنز وأصفهان، ليردّ البرلمان الإيراني بالموافقة على إغلاق مضيق هرمز الذي تمرّ منه ربع إمدادات النفط العالمية.
والصين هي أكبر مستورد للنفط في العالم وأكبر مستورد للنفط الإيراني على نحو خاص، وتعتمد على الواردات من الخارج لتلبية 70% من احتياجاتها، بحسب آخر تطورات الأزمة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وإلى الآن، لم تستهدف إسرائيل مواقع إنتاج النفط الإيراني، لكنها تقصف منشآت لتخزين الوقود ومنشأة تابعة لحقل بارس الجنوبي (أكبر حقل غاز في العالم) أدّت لإغلاقه جزئيًا.
واردات الصين من النفط الإيراني
لتحديد حجم تأثُّر واردات الصين من النفط الإيراني بالحرب مع إسرائيل، يجب أولًا معرفة مدى اعتمادها على إيران ودول الشرق الأوسط.
إذ إن الصين (أكبر مستوردي النفط في العالم) تعتمد كثيرًا على منطقة الشرق الأوسط في استيراد النفط الذي يمرّ معظمه بمضيق هرمز.
وعلى نحو خاص، يمرّ نحو 45% من واردات الصين من النفط عبر المضيق الذي يربط الخليج العربي وخليج عمان وبحر العرب.

ورغم أن الصين دولة منتجة للنفط بواقع 4.3 مليون برميل يوميًا، فإن وارداتها تفوق بكثير حجم الإنتاج المحلي، وخلال عام 2024 الماضي استوردت 11.1 مليون برميل يوميًا، شكّلت إيران 15% منها.
واستوردت الصين 4.9 مليون برميل يوميًا من دول الشرق الأوسط، ومنها السعودية والعراق وسلطنة عمان والإمارات والكويت وقطر.
وبحسب بيانات شركة تحليلات الطاقة “كبلر”، أكبر مصدّري النفط إلى الصين هم كالتالي:
- روسيا في المركز الأول بـ2.1 مليون برميل يوميًا.
- السعودية 1.5 مليون برميل يوميًا.
- ماليزيا 1.4 مليون برميل يوميًا.
وبحسب محللين، يُصدَّر النفط الإيراني إلى الصين عبر ماليزيا، بعد أن يحمل شعار الأخيرة، تجنبًا للعقوبات.
مزايا خاصة لشحنات النفط الإيرانية
تُصدّر إيران 90% من نفطها إلى الصين، ومن بين 4.8 مليون برميل يوميًا هو حجم إنتاجها، تستورد 2.5 مليون برميل يوميًا أخرى.
وتقول وكالة الطاقة الدولية، إن الواردات منذ مطلع هذا العام (2025) توزعت بين 1.7 مليون برميل يوميًا من النفط الخام و800 ألف برميل يوميًا من المنتجات المكررة.
وبسبب العقوبات المفروضة على إيران، على خلفية برنامجها النووي، ثمة عدد محدود من المستوردين الرسميين للنفط الإيراني الخاضع للعقوبات، مثل الصين وسوريا وفنزويلا وأفغانستان.

وبحسب التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن وكالة الأناضول للأنباء، يُعتقد أن بعض صادرات النفط الإيرانية يُصدَّر إلى الإمارات لأغراض المعالجة.
وللتهرب من العقوبات، تستعمل إيران أسطول الظل، وهي مجموعة من ناقلات النفط التي تفتقر للصيانة والتفتيش والتأمين وتحوم حولها الشبهات بسبب تهرُّبها من الرقابة وملكيتها الحقيقية، وتُستعمل في نقل النفط الخاضع للعقوبات مثل الروسي والفنزويلي والإيراني.
وعلى نحو خاص، تستورد مصافي النفط الصينية المستقلة المعروفة بأباريق الشاي، وتتركز في مقاطعة شاندونغ النفط الإيراني، بسبب فارق الأسعار المغري.
إذ ينخفض سعر برميل الخام الإيراني عن أسعار النفط بالسوق بسبب العقوبات، لكنه انخفض من 11 دولارًا للبرميل في عام 2023 إلى دولارين فقط في 2025.
وعلاوة على ذلك، تشير تقارير إلى بيع النفط الإيراني باليوان الصيني بدلًا من الدولار الأميركي.
أمن الطاقة في الصين
تثير الحرب الإيرانية الإسرائيلية المخاوف بشأن أمن واستقلال الطاقة في الصين (صاحبة ثاني أكبر اقتصاد بالعالم)، وتحديدًا سبل الوصول إلى مصدر نفطي مهم، مثل طهران.
وهنا، يشير مدير قسم الأبحاث الصينية في معهد أوكسفورد لدراسات الطاقة، ميشال ميدان، إلى أن مخزونات الطاقة الصينية كافية لتلبية احتياجات ما يتراوح بين 90 و100 يومًا في حالة تقييد وصول التدفقات إلى البلاد.
يتّسق ذلك مع مقال صحفي طالعته منصة الطاقة المتخصصة للكاتب كلايد راسل، الذي قال، إن الصين لجأت إلى زيادة مخزوناتها النفطية قبل ارتفاع أسعار النفط وعرقلة طرق الشحن.
كما سيستمر تدفُّق الشحنات المتفق عليها قبل التوترات خلال يونيو/حزيران ويوليو/تموز المقبل، ولكن لا يظهر تراجع الواردات إلّا بحلول أغسطس/آب التالي.
وعلى صعيد الطاقة المتجددة، ارتفعت قدرات إنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتصل إلى 56% في العام الماضي.
وبحسب جمعية “رينيوابل يو كيه” (RenewableUK)، تتصدر الصين قائمة أكبر الدول صاحبة قدرات طاقة الرياح البحرية قيد التشغيل بـ42.9%، مقابل 15.6 غيغاواط لصاحبة المركز الثاني، المملكة المتحدة.
موضوعات متعلقة..
- سعر برميل النفط الإيراني إلى آسيا يرتفع.. وخصم لأوروبا وأفريقيا
- سعر النفط الإيراني إلى آسيا ينخفض 2.3 دولارًا للبرميل
- 3 مفاتيح لطفرة إنتاج النفط الإيراني.. الموارد وحدها لا تكفي (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- الطاقة النووية في إيران.. حقيقة نجاة “يورانيوم” منشأة فوردو من هجمات أميركا
- سلطنة عمان توقع صفقة طاقة مهمة مع اليابان
- أكبر شبكة كهرباء معزولة في العالم تستعد لإغلاق آخر محطة فحم
- بريطانيا تحاصر انبعاثات النفط والغاز في بحر الشمال بقيود جديدة
المصادر:
- تقرير الصين ستواجه أزمة معروض نفطي إذا تصاعد الصراع، من وكالة الأناضول
- علاقة استقلال الطاقة في الصين بالحرب في إيران، من صحيفة فايننشال تايمز