صناعة المضخات الحرارية في أوروبا تعاني نقص الدعم

اقرأ في هذا المقال
- المضخات الحرارية تساعد المنازل في التدفئة شتاءً والتبريد صيفًا
- تستعمل المضخات 75% من الطاقة من الهواء
- التكاليف الأولية المقترنة بتركيب المضخات الحرارية في المنازل مرتفعة
تحتاج صناعة المضخات الحرارية في أوروبا إلى المزيد من الدعم في ضوء تراجع مبيعات تلك الوحدات التي تؤدي دورًا حاسمًا في إزالة الانبعاثات من قطاع التدفئة، وصولًا إلى هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
ووفق تقديرات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، هبطت مبيعات المضخات الحرارية في القارة العجوز، وتحديدًا في 14 دولة أوروبية، بنسبة 21% في العام الماضي، مقارنة بعام 2023.
وفي عام 2024 لامست مبيعات المضخات الحرارية 2.2 مليون وحدة في البلدان الـ14 التي تشكّل نحو 90% من السوق الأوروبية، مقارنةً بـ2.8 مليون في عام 2023.
وتضم قائمة البلدان الـ14: فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإسبانيا والسويد والنرويج وهولندا وفنلندا وبولندا وبلجيكا والدنمارك والبرتغال والنمسا والمملكة المتحدة.
والمضخات الحرارية تساعد في تدفئة المنازل خلال الشتاء والتبريد خلال الصيف، عبر نقل الحرارة من مكان لآخر، وهي تشبه الثلاجة من حيث آلية تشغيلها، وتَستعمِل الكهرباء لتحويل درجة الحرارة من البرودة إلى الدفء، والعكس.
دور محوري
لفتت الحكومات وصانعو السياسات في أوروبا الانتباه إلى أهمية دور المضخات الحرارية في خفض استعمال الغاز وأشكال الوقود الأحفوري الأخرى لتدفئة المنازل؛ تحقيقًا لأهداف خفض الانبعاثات الكربونية.
ومع ذلك فإنه على الرغم من حزم الدعم والتحفيزات الأخرى في أوروبا ومناطق أخرى من العالم، ما تزال معدلات استعمال المضخات الحرارية بطيئة، وتركيب الوحدات الجديدة منخفضًا.
وأظهرت بيانات السوق الصادرة عن الجمعية الأوروبية للمضخات الحرارية (European Heat Pump Association) أنه في أعقاب سنوات من النمو القوي، هبطت مبيعات المضخات الحرارية بنسبة 21% في عام 2024، مقارنةً بالعام السابق، لتصل إلى 2.2 مليون وحدة (استنادًا إلى بيانات مجمعة من 14 دولة)؛ ما يرفع إجمالي المخزون من تلك الوحدات إلى نحو 26 مليونًا.
وسجلت مبيعات المضخات الحرارية في أوروبا هبوطًا حادًا في ألمانيا وبلجيكا، لكن المملكة المتحدة برزت بقعةً مضيئةً؛ حيث ارتفعت مبيعات المضخات فيها بنسبة 63%، وفق التقديرات نفسها.
ويوضح الرسم البياني التالي -الذي أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- مبيعات المضخات الحرارية في العالم بين عامي 2019 و2024:
أسباب تراجع المبيعات
أبدى المدير العام لجمعية المضخات الحرارية الأوروبية “إي إتش بي إيه” (EHPA) بول كيني ثقته الكاملة في تعافي وتيرة تركيبات تلك الأجهزة، غير أنه أكد الحاجة إلى مزيد من الدعم لزيادة معدل استعمالها.
وعزا كيني الانخفاض الحاصل بمبيعات المضخات الحرارية في أوروبا العام الماضي إلى 3 عوامل، هي:
- التغيرات في بعض مخططات الدعم الحكومي التي هزّت ثقة المستهلك.
- تباطؤ الظروف الاقتصادية التي قيّدت إنفاق الأسر.
- انخفاض أسعار الغاز المدعم.
غير أن كيني -وهو المستشار السابق للحكومة الأيرلندية بشأن إستراتيجيات الطاقة- يلقي باللائمة -أيضًا- على حملات التضليل التي تنشر معلومات مغلوطة حول المضخات الحرارية في بعض الدول، ضمن إطار المعارضة الداخلية لسياسات الحياد الكربوني.
وقالت المحللة في منظمة إنرجي أند كليميت إنتليجنت يونيت (Energy & Climate Intelligence Unit) البحثية (مقرّها المملكة المتحدة) جيس رالستون، إن الارتباك بشأن إستراتيجية الحكومة والتقنية يؤدي دورًا في انتشار هذه التقنية على نطاق أوسع.
وأشارت رالستون إلى أن بعض الاستقرار في السياسات الحكومية في المملكة المتحدة، بما في ذلك الإجراء المتّخذ الشهر الماضي لتخفيف قواعد التخطيط بالنسبة للتركيبات الجديدة، والالتزام المستمر بإعطاء مِنَح تصل إلى 7.500 جنيهات إسترلينية (10 آلاف دولار أميركي) لاستبدال الغلايات الموفرة للطاقة بالأخرى القديمة العاملة بالغاز، عوامل ينبغي أن تشجع على زيادة معدلات استعمال المضخات الحرارية.
إخفاق بريطاني
حتى الآن لم تحقق حكومة المملكة المتحدة طموحاتها بشأن تركيب 600 ألف وحدة سنويًا من المضخات الحرارية بحلول عام 2028، علمًا بأن معدل الاستعمال الحالي لتركيبات غلايات الغاز الجديدة يلامس نحو 1.7 مليون وحدة سنويًا.
وقد ساعد الدعم الحكومي القوي لاستعمال المضخات الحرارية في أوروبا دولًا أمثال النرويج والسويد وفنلندا في تحقيق معدلات انتشار تقترب من -أو حتى تزيد- على نصف جميع الأسر في تلك البلدان.
ودعمت التخمة الحاصلة في الكهرباء رخيصة التكلفة -لا سيما المولدة بالطاقة الكهرومائية في النرويج والسويد- الاستعمال المبكر لتلك التقنية النظيفة.
وقال مؤيدو التقنية، إن كفاءة المضخات الحرارية تُعدّ سببًا كافيًا لاستعمالها، لا سيما أن الكهرباء المستعمَلة في الشبكة تأتي أساسًا من مصادر متجددة.
وتستعمل المضخات 75% من الطاقة من الهواء و25% فقط من الكهرباء لتسخين المياه.
غير أن التكاليف الأولية المرتفعة المقترنة بتركيب المضخات الحرارية في المنازل، مقارنةً باستبدال غلايات الغاز القديمة، لا تُقابَل بانخفاض تكاليف التشغيل في العديد من الأسواق الأوروبية.

تكلفة التركيبات
تتفاوت تكاليف تركيب المضخات الحرارية بشكل كبير، غير أنه في المملكة المتحدة، تلامس التكلفة النموذجية قرابة 14 ألف جنيه إسترليني (18 ألف دولار أميركي)، وفق تقديرات هيئة هيئة استشارات المستهلكين إنرجي سيفينج ترست (Energy Saving Trust).
وأظهر بحث أجرته جمعية المضخات الحرارية الأوروبية أنه في النصف الأول من عام 2024، عادلت تكلفة الكهرباء بالنسبة للمستهلكين في المملكة المتحدة باليورو، 27.2 سنتًا/كيلوواط/ساعة، مقارنةً بـ7.9 سنتًا بالنسبة للغاز؛ ما ينهي أيّ وفورات في التكلفة بتشغيل وسائل التدفئة المنزلية.
وأدى أحدث سقف أسعار بالنسبة للمستهلكين إلى توسيع تلك الفجوة؛ إذ تَحدد سعر الكهرباء عند 27 بنسًا لكل كيلوواط/ساعة بدءًا من يوليو/تموز المقبل، والغاز عند أقل من 7 بنسات.
وأوصت “إي إتش بي إيه” أنه لجعل تكاليف تشغيل المضخات الحرارية تنافسية، فإن تكلفة الكهربة ينبغي ألّا تتجاوز أسعار الغاز.
موضوعات متعلقة..
- مبيعات المضخات الحرارية ترتفع 30% منذ 2020.. والصين في الصدارة (رسوم بيانية)
- تراجع مبيعات المضخات الحرارية في أوروبا يهدد أهداف إزالة الكربون
- مبيعات المضخات الحرارية في العالم ترتفع 11% خلال 2022
اقرأ أيضًا..
- وكالة الطاقة الدولية تخفض توقعات نمو الطلب على النفط في 2025 و2026
- أزمة الغاز تشتعل.. الأردن يطالب مصر بـ350 مليون قدم مكعبة يوميًا
- 5 معلومات عن أحدث اكتشاف ذهب ونحاس في المغرب
المصادر:
1.تراجع مبيعات صناعة المضخات الحرارية في أوروبا من موقع الجمعية الأوروبية للمضخات الحرارية
2.مبيعات صناعة المضخات الحرارية في أوروبا تفتقر إلى الدعم من “فايننشال تايمز”