إغلاق مضيق هرمز يهدد واردات الهند من النفط والغاز.. 3 طرق بديلة

اقرأ في هذا المقال
- واردات الهند من النفط والغاز المسال تواجه خطرًا محتملًا حال إغلاق مضيق هرمز
- واردات الهند من النفط والغاز المسال تشهد مرونة في مواجهة الاضطرابات
- 3 طرق بديلة تمكّن الهند من تجاوز أزمة إغلاق مضيق هرمز
- واردات الهند من النفط في مايو/أيار 2025 ترتفع إلى مستوى قياسي
- واردات الهند من النفط الروسي في يونيو/حزيران 2025 تسجل أعلى مستوى في العامين الماضيين
تواجه واردات الهند من النفط والغاز المسال خطرًا محتملًا، إذا نفّذت إيران تهديدها بإغلاق مضيق هرمز، بعد موافقة البرلمان ردًا على القصف الأميركي للمنشآت النووية في البلاد.
وتُثير هذه الخطوة مخاطر على سلسلة التوريد لأحد أهم طرق تجارة النفط والغاز في العالم، الذي يمرّ عبره يوميًا نحو 20 مليون برميل يوميًا من النفط العالمي، ونحو 290 مليون متر مكعب يوميًا من الغاز المسال، وفقًا لتقرير صادر عن شركة “واي إي إس سيكيوريتيز” (YES Securities).
ووفق قاعدة البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، استوردت الهند 23.4 مليون طن متري (نحو 5.4 مليون برميل يوميًا) من النفط الخام في مايو/أيار 2025، ومن هذه الكمية، يمرّ عبر المضيق أكثر من مليوني برميل يوميًا، أي ما يزيد على 35%.
بالإضافة إلى ذلك، تحصل الهند على نحو 42% (11.4 مليون طن متري) من غازها المسال من قطر، التي تعتمد صادراتها كليًا على هذا المضيق.
واردات الهند من النفط والغاز
وفق قاعدة البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة، تفوقت واردات الهند من النفط الروسي، التي بلغت 2.2 مليون برميل يوميًا في يونيو/حزيران 2025، على إجمالي التدفقات الواردة من دول الشرق الأوسط.
وتتجاوز واردات الهند النفطية من الولايات المتحدة، وغرب أفريقيا، والبرازيل، وأميركا اللاتينية، مضيق هرمز تمامًا؛ ما يوفر طرقًا بديلة للتوريد عبر قناة السويس، أو رأس الرجاء الصالح، أو المحيط الهادئ.
ومن ثم، تتيح الإستراتيجية المتطورة لواردات الهند من النفط والغاز المسال بعض المرونة؛ إذ تعتمد شركات تكرير النفط -مثل ريلاينس (Reliance) ونايارا (Nayara)، اللتان تصدران أكثر من 1.3 مليون برميل يوميًا من المنتجات النفطية- على خامات روسية مخفضة، وخدمات لوجستية متنوعة.
في غضون ذلك، وسّعت شركات حكومية مثل إنديان أويل (IOCL) وبهارات بتروليوم (BPCL) وهندوستان بتروليوم (HPCL) تدريجيًا قاعدة مصادرها للنفط الخام.
وقد يؤدي الإغلاق المؤقت لمضيق هرمز، الذي يربط الخليج العربي بخليج عُمان، إلى ارتفاعات قصيرة الأجل في أسعار الشحن وتقلبات في أسعار النفط، وسط توقعات بأن سعر خام برنت قد يرتفع إلى ما يزيد على 80-85 دولارًا للبرميل حال استمرار الاضطرابات، بحسب شركة “واي إي إس سيكيوريتيز”.

ومع ذلك، ما يزال الإغلاق الكامل مستبعدًا، نظرًا للتأثيرات المحتملة على صادرات إيران نفسها، وعلاقاتها الدبلوماسية مع كبار المشترين، مثل الصين، وفق ما جاء في التقرير الذي اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ويتوقع المشاركون في السوق ألّا تفرض إيران حصارًا كاملًا، بل تختار بدلًا من ذلك انقطاعات محدودة تستمر من 24 إلى 72 ساعة؛ ما قد يُؤثّر سلبًا في توافر ناقلات النفط، ويرفع من قيمة التأمين الجيوسياسي.
بالنسبة للهند، تُوفر قدرة المملكة العربية السعودية على إعادة توجيه النفط عبر ممر بترولاين-ينبع على البحر الأحمر استمرارصا؛ إذ تستورد الهند ما بين 18 و20% من نفطها الخام من المملكة، وما يزال من الممكن الوصول إلى جزء منه حتى في حال إغلاق المضيق.
وفي قطاع الغاز، تُعدّ إمدادات الغاز المسال الهندية أقل عرضة للتأثر هيكليًا، حيث تأتي الواردات أيضًا من أستراليا وروسيا (من محطتي يامال وأركتيك إل إن جي)، والولايات المتحدة.
إلّا أن الاعتماد الكبير على الغاز المسال القطري عبر شركة بترونت إل إن جي (Petronet LNG) -نحو 7.5 مليون طن سنويًا متعاقَد عليها- يُعرّضها للتأخير، وعمليات الشراء الفورية، وارتفاع الأسعار، بحسب تقرير “ذا إيكونوميك تايمز” (The Economic Times).
وقد ارتفعت أسعار الغاز المسال الفورية في آسيا بنسبة 11% تقريبًا على أساس أسبوعي، لتصل إلى 14 دولارًا لكل مليون وحدة حرارية بريطانية.
موقف الهند حال إغلاق مضيق هرمز
ردًا على خطة إيران لإغلاق مضيق هرمز، أكد وزير النفط الهندي، هارديب سينغ بوري، أن الحكومة ستتخذ “جميع الإجراءات اللازمة” لضمان القدرة على تحمُّل تكاليف و”استقرار إمدادات الوقود”.
وقال بوري: “لقد حرصت حكومة مودي، على مدى السنوات القليلة الماضية، ليس فقط على ضمان استقرار الإمدادات، بل أيضًا على القدرة على تحمُّل تكاليفها.. سنتخذ جميع الإجراءات اللازمة لضمان ذلك”.
وأكد الوزير أن عواقب إغلاق مضيق هرمز ستؤخذ في الحسبان بعد فتح الأسواق يوم الإثنين (23 يونيو/حزيران 2025)، إلّا أنه شدد على أن هناك ما يكفي من النفط في الأسواق العالمية، بحسب التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
قال بوري: “من الصعب جدًا التكهن بعامل السعر.. تراوح سعر النفط لمدة طويلة بين 65 و70 دولارًا للبرميل.. ثم تراوح بين 70 و75 دولارًا.. عندما تفتح الأسواق (يوم الإثنين)، ستؤخذ عواقب إغلاق مضيق هرمز في الحسبان.. لكن كما قلتُ منذ مدة طويلة، يتوفر ما يكفي من النفط في الأسواق العالمية”.
وأضاف: “يتدفق المزيد والمزيد من النفط إلى الأسواق العالمية، وخاصةً من نصف الكرة الغربي.. حتى المورّدون التقليديون سيهتمّون بالاحتفاظ بالإمدادات، لأنهم يحتاجون أيضًا إلى الإيرادات.. لذا نأمل أن تأخذ السوق ذلك في الحسبان”.
كما نشر بوري على منصة “إكس” أن الحكومة ستتخذ “جميع الخطوات اللازمة لضمان استقرار إمدادات الوقود” للمواطنين.
قال بوري: “نراقب عن كثب تطورات الوضع الجيوسياسي في الشرق الأوسط منذ الأسبوعين الماضيين.. بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي، نوّعنا مصادر إمداداتنا خلال السنوات القليلة الماضية، ولا يمرّ جزء كبير من إمداداتنا عبر مضيق هرمز حاليًا”.
وأضاف: “شركات تسويق النفط عندنا لديها إمدادات تكفي لعدّة أسابيع، وتستمر في تلقّي إمدادات الطاقة من عدّة طرق.. سنتخذ جميع الخطوات اللازمة لضمان استقرار إمدادات الوقود لمواطنينا”.
هل تغلق إيران مضيق هرمز؟
خلال مساحته الأسبوعية “أنسيات الطاقة”، ردَّ مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي على سؤال: هل تغلق إيران مضيق هرمز؟.
وقال الحجي إن الإجابة هي لا، لن تغلق إيران المضيق ولا تستطيع، لأنه مصلحتها تتعارض مع ذلك، ولكن يجب الانتباه للتعابير، فهناك حديث عن إغلاق المضيق، وحديث عن عرقلة الملاحة فيه، وهذان أمران مختلفان.
وأوضح أن الحديث حاليًا عن إغلاق المضيق، وإيران لا تستطيع إغلاقه لأنه واسع وكبير، وهناك ممرات للسفن، كما أنه -بسبب طبيعة المضيق- المياه سطحية بالجانب الإيراني وعميقة بالجانب العُماني.
ومن ثم، وفق أنس الحجي، فإن ممرات السفن في مضيق هرمز في الجانب العُماني، وليست في الجانب الإيراني، وما يعني أن إغلاقه يتطلب احتلال المياه العُمانية، وهذا لن يحدث.
الأمر الأخر، أن المضيق محمي، في ظل وجود قوة بحرية أميركية وبريطانية وفرنسية، وهندية، وهناك أيضًا القوة الخليجية، بينما الدراسات العسكرية التي صدرت خلال 55 عامًا الماضية، تتفق في شيء واحد، وهو أنه يمكن للبحرية الإيرانية أن تسيطر على مضيق هرمز لبضع ساعات فقط، وبعدها سيُفتَح.
ارتفاع واردات الهند من النفط في مايو 2025
وفق قاعدة البيانات لدى منصة الطاقة المتخصصة، ارتفعت واردات الهند من النفط في مايو/أيار 2025 إلى مستوى قياسي، سجّل نحو 23.32 مليون طن متري (5.34 مليون برميل يوميًا)، بزيادة 9.8% على أساس شهري.
(الطن المتري= 7.1 برميلًا)
على أساس سنوي، ارتفعت واردات النفط بنسبة 5.9% من 22.03 مليون طن متري (5.05 مليون برميل يوميًا) في مايو/أيار 2024، وفقًا لبيانات خلية تخطيط وتحليل النفط (PPAC).
وأظهرت بيانات ناقلات النفط من مصادر تجارية وصناعية أن حصة النفط الروسي من واردات الهند في مايو/أيار انخفضت بشكل طفيف، حيث خفضت المصافي مشترياتها من موسكو بنسبة 15.7%، لتصل إلى 1.7 مليون برميل يوميًا، بحسب تقرير “ذا إيكونوميك تايمز”.
وانخفضت واردات المنتجات النفطية بنحو 3.9% على أساس سنوي، لتصل إلى 4.20 مليون طن (989 ألف برميل يوميًا) في مايو/أيار 2025، في حين ارتفعت صادرات المنتجات النفطية بأكثر من 7%، لتصل إلى 5.63 مليون طن (1.33 مليون برميل يوميًا).
وأظهرت بيانات وزارة النفط أن الطلب على الوقود في الهند ارتفع إلى 21.32 مليون طن متري (5.02 مليون برميل يوميًا) في مايو/أيار 2025، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من عام.
واردات الهند من النفط الروسي في يونيو 2025
في سياقٍ متصل، ارتفعت واردات الهند من النفط الروسي في يونيو/حزيران 2025، متجاوزةً إجمالي الكميات المستوردة من مورّدين في الشرق الأوسط، مثل السعودية والعراق، وسط تقلبات السوق الناجمة عن الحرب الإسرائيلية الإيرانية.
كما شنّ الجيش الأميركي هجومًا على 3 منشآت نووية إيرانية فجر الأحد (22 يونيو/حزيران 2025)، لينضمّ بذلك إلى إسرائيل التي شنّت أول هجوم في 13 يونيو/حزيران 2025.
ومن المرجّح أن تستورد المصافي الهندية ما بين 2 و2.2 مليون برميل يوميًا من النفط الروسي في يونيو/حزيران 2025، وهو أعلى مستوى في العامين الماضيين، ويفوق إجمالي الكميات المشتراة من العراق والسعودية والإمارات والكويت، بحسب بيانات أولية لشركة تحليلات التجارة العالمية “كبلر”.
وبالمقارنة، بلغت واردات الهند من النفط الروسي 1.96 مليون برميل يوميًا في مايو/أيار 2025، وفق ما نقلته منصة “ذا إيكونوميك تايمز”.
وارتفعت واردات الهند النفطية من الولايات المتحدة أيضًا إلى 439 ألف برميل يوميًا في يونيو/حزيران 2025، وهي قفزة كبيرة مقارنةً بـ280 ألف برميل يوميًا اشتُرِيَتْ في شهر مايو/أيار السابق.
وتبلغ توقعات واردات الهند من نفط الشرق الأوسط للشهر بأكمله نحو مليونَي برميل يوميًا، وهي أقل من مشتريات الشهر السابق، وفقًا لشركة كبلر.
موضوعات متعلقة..
- البرلمان الإيراني يوافق على إغلاق مضيق هرمز.. دروس من التاريخ (تقرير)
- أنس الحجي: مضيق هرمز لم يُغلق تاريخيًا.. وهذه حقيقة ضرب “أكبر حقل غاز في العالم”
- هل تغلق إيران مضيق هرمز؟ أنس الحجي يحدد 3 مصالح معرضة للخطر
اقرأ أيضًا..
- 3 مؤسسات كبرى ترسم ملامح الطلب على النفط في 2025 و2026
- تطور اكتشافات غاز على يد شركة عربية.. احتياطياتها 8 تريليونات قدم مكعبة
- تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. موريتانيا والجزائر الأقل
- أكبر شبكة كهرباء معزولة في العالم تستعد لإغلاق آخر محطة فحم
المصادر:
- واردات الهند من النفط والغاز عبر مضيق هرمز من منصة “ذا إيكونوميك تايمز”
- تصريحات وزير النفط الهندي عن إغلاق مضيق هرمز من منصة “ذا إيكونوميك تايمز”
- ارتفاع واردات الهند من النفط في مايو 2025 من منصة “ذا إيكونوميك تايمز”
- ارتفاع واردات الهند من النفط الروسي في يونيو 2025 من منصة “ذا إيكونوميك تايمز”