تحويل مناجم الفحم إلى محطات طاقة شمسية قد يوفر 300 غيغاواط كهرباء نظيفة

اقرأ في هذا المقال
- أكثر من 300 منجم فحم سطحي أُغلقت منذ عام 2020.
- تحويل مناجم الفحم إلى محطات طاقة شمسية يوفر عشرات آلاف الوظائف.
- الصين تمتلك 90 مشروعًا عاملًا لتحويل المناجم إلى الطاقة الشمسية.
- يمكن للهند استيعاب 27 غيغاواط على مساحة 500 كيلومتر مربع من أراضي الفحم.
يؤدي تحويل مناجم الفحم إلى محطات طاقة شمسية إلى تعزيز قدرات توليد الكهرباء النظيفة وتأمين فرص العمل إلى جانب تقليل الانبعاثات العالمية.
يمكن أن يُسهِم تحويل مناجم الفحم المغلقة حديثًا وستُغلق قريبًا إلى مزارع شمسية في تعزيز القدرة العالمية على توليد كهرباء الطاقة الشمسية بنحو 300 غيغاواط بحلول عام 2030، أي بزيادة قدرها 15% عن إجمالي الطاقة الشمسية المُركّبة حاليًا.
وأظهر تقرير، حمل عنوان “الجانب المشرق للمنجم”، حجةً قويةً لتحويل أكثر من 5 آلاف و800 كيلومتر مربع من أراضي المناجم المتدهورة إلى مراكز للطاقة النظيفة، وفق معلومات اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
واستعرض التقرير أكثر من 300 منجم فحم سطحي أُغلق منذ عام 2020، و127 منجمًا آخر من المتوقع إغلاقها بحلول عام 2030، مُقدّرًا إمكاناتها الشمسية المُجتمعة بـ288 غيغاواط.
فرصة لانتشار الطاقة الشمسية
من بين النتائج الرئيسة لتقرير مؤسسة “غلوبال إنرجي مونيتور” (Global Energy Monitor) أن جميع مواقع المناجم التي تم تحديدها تقع ضمن مسافة 10 كيلومترات من البنية التحتية الحالية للشبكة؛ ما يوفر فرصة نادرة للانتشار السريع للطاقة الشمسية.
ويمكن أن يسهم تحويل مناجم الفحم إلى محطات طاقة شمسية في خلق ما يُقدر بـ577 ألف وظيفة حول العالم -منها 259 ألفًا و700 وظيفة دائمة و317 ألفًا و500 وظيفة في قطاع البناء- وهو ما يُعوّض أكثر من الوظائف المُتوقع فقدانها في قطاع تعدين الفحم بحلول عام 2035.

تجدر الإشارة إلى أن تحويل مناجم الفحم إلى محطات طاقة شمسية جارٍ، وهذه الإمكانات جاهزة للاستثمار في كبرى مُنتجي الفحم مثل أستراليا والولايات المتحدة وإندونيسيا والهند.
وتُتيح إعادة توظيف المناجم لتطوير الطاقة الشمسية فرصةً نادرةً للجمع بين استصلاح الأراضي، وخلق فرص العمل المحلية، ونشر الطاقة النظيفة في إستراتيجية واحدة، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وباتباع الخيارات الصحيحة، يُمكن للأرضية نفسها التي موّلت العصر الصناعي أن تُسهم في دعم حلول المناخ التي نحتاجها بشدة الآن”، وفقًا لمدير مشروع مُتتبّع تحوّل الطاقة لدى مؤسسة “غلوبال إنرجي مونيتور” تشنغ تشنغ وو.
الصين وأستراليا تقودان المسيرة
تقود الصين حاليًا عملية تحويل مناجم الفحم إلى محطات طاقة شمسية؛ إذ تمتلك 90 مشروعًا عاملًا لتحويل المناجم إلى الطاقة الشمسية، بقدرة إجمالية تبلغ 14 غيغاواط، بالإضافة إلى 9 غيغاواط أخرى قيد التطوير.
ويمكن لأستراليا، التي تمتد مواقع مناجمها على مساحة تزيد على 1470 كيلومترًا مربعًا، دعم 73 غيغاواط، وهو ضعف أسطولها الحالي من الطاقة الشمسية.
وتليها الولايات المتحدة بـ217 موقعًا مؤهلًا يمكنها استيعاب 49 غيغاواط، وهي فرصة بالغة الأهمية في ظل المناقشات الوطنية بشأن تحول الطاقة والتجديد الاقتصادي في مناطق الفحم.
وفي الوقت نفسه، تُظهر الهند وجنوب إفريقيا وإندونيسيا إمكاناتها الكبيرة لتحويل مناجم الفحم إلى محطات طاقة شمسية، إذ يمكن للهند استيعاب 27 غيغاواط على مساحة 500 كيلومتر مربع من أراضي الفحم، معظمها في ولايتي جهارخاند وتشاتيسغار، وهما معقلان للفحم مع تزايد احتياجات الطاقة المتجددة.
الاستفادة من مناجم الفحم
لا تقتصر وظيفة تحويل مناجم الفحم إلى محطات طاقة شمسية، بل يُنظر في بعضها لإنتاج الهيدروجين الأخضر، وتخزين البطاريات، ومضخات الطاقة الكهرومائية، أو حتى الطاقة الحرارية الأرضية.
ويجمع البعض الآخر بين الطاقة الشمسية والزراعة، والاستعادة البيئية، ومروج الملقحات.
ويمكن لهذا النهج متعدد الاستعمالات أن يُسهم في تحقيق أهداف المناخ والتنوع البيولوجي، مع توفير مسارات عمل لعمال الفحم المُهجّرين.
وتُقدّر مؤسسة “غلوبال إنرجي مونيتور” 2.1 وظيفة لكل ميغاواط من الطاقة الشمسية المُركّبة، وتُؤكد أن إعادة التطوير المُدروسة يُمكن أن تُشكّل ركيزة انتقال الطاقة العادل للمجتمعات التي تعتمد على الوقود الأحفوري.

العوائق والحلول
على الرغم من أن الإمكانات هائلة لفرض تحويل مناجم الفحم إلى محطات طاقة شمسية، لا تزال هناك تحديات؛ فالعقبات القانونية، ونزاعات الملكية، والتراخيص المُعقّدة، والتكاليف الأولية المرتفعة (بسبب استصلاح الأراضي والتضاريس) يُمكن أن تعوق المشروعات. من ناحية ثانية، فإن السياسات المُواتية، والإعفاءات الضريبية، والتمويل بين القطاعين العام والخاص يُمكن أن تُرجّح كفة الميزان.
في الولايات المتحدة، قدّم “برنامج الطاقة النظيفة التجريبي” في أراضي المناجم الحالية والسابقة 450 مليون دولار أميركي في عام 2023، إلا أن التمويل المستقبلي لا يزال غير مؤكد.
وفي أوروبا وآسيا، تُمضي الحكومات المحلية وشركات مثل “آر دبليو إي” (RWE) و”جينينغ” (Jinneng) قُدمًا في مشروعات تحويلية بحقول الفحم السابقة.
موضوعات متعلقة..
- مشروعات الطاقة الشمسية الكبرى تهدد مساحة الأراضي الزراعية (دراسة)
- الطاقة الشمسية تزوّد مواقع الفحم في الصين بالكهرباء النظيفة
- سوق الطاقة الشمسية العالمية قد تصل إلى 245 مليار دولار بحلول 2030
اقرأ أيضًا..
- هل تستطيع مصر تجنب قطع الكهرباء؟.. خبير يكشف عن خلل فني يخص الغاز
- 7 خبراء لـ”الطاقة”: أسعار النفط سترتفع إلى 100 دولار في حالة واحدة.. وهذا موقف أوبك+
- بعد الجزائر.. 10 مشروعات للتنقيب عن النفط والغاز تنفذها قطر في أفريقيا
المصدر..