إنتاج النفط في المكسيك قد يسجل أكبر انخفاض عالمي بحلول 2030 (تقرير)

اقرأ في هذا المقال
- المكسيك رابع أكبر منتج للنفط في الأميركيتين وأحد أعضاء تحالف أوبك+
- احتياطيات النفط المؤكدة في المكسيك وصلت إلى 6.1 مليار برميل
- ديون شركة بيمكس الحكومية المتضخمة أخطر تحدٍّ يواجه القطاع
- انخفاض إنتاج بيمكس النفطي خلال أبريل لأدنى مستوياته منذ 45 عامًا
- مشروعات تطوير الحقول الجديدة لن تؤتي ثمارها قبل عام 2030
يتجه إنتاج النفط في المكسيك للدخول في منحدر تاريخي خلال السنوات الـ5 المقبلة، ما قد يحوّل البلد العضو في تحالف أوبك+ إلى مستورد صافٍ للنفط بحلول عام 2030.
وبحسب تقرير حديث -حصلت عليه وحدة أبحاث الطاقة، مقرّها واشنطن- فمن المتوقع هبوط إنتاج النفط المكسيكي بمقدار 680 ألف برميل يوميًا، ليصل إلى 1.3 مليون برميل يوميًا بحلول عام 2030، مسجلًا أكبر انخفاض بين المنتجين عالميًا.
وإذا انخفض إنتاج النفط في المكسيك إلى هذا المستوى، فمن المتوقع أن تتحول البلاد إلى مستورد صافٍ بمقدار 500 ألف برميل يوميًا لتلبية الطلب المحلي بحلول عام 2030.
والمكسيك هي رابع أكبر منتج للنفط الخام والسوائل والمكثفات الغازية في الأميركيتين بعد الولايات المتحدة وكندا والبرازيل، وتمتلك احتياطيات نفط مؤكدة تصل إلى 6.1 مليار برميل، بحسب تقديرات أويل آند غاز جورنال حتى نهاية 2023.
توقعات إنتاج النفط في المكسيك
يدور إنتاج النفط في المكسيك -شاملًا المكثفات والسوائل الغازية- حول مليوني برميل يوميًا منذ عام 2022، وهو مستوى منخفض من ذروته المسجلة عند 3.8 مليون برميل يوميًا عام 2004.
ويوضح الرسم التالي -أعدّته وحدة أبحاث الطاقة- تطور إنتاج النفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية في المكسيك منذ 1965 حتى عام 2023:
بينما بلغ إنتاجها من النفط الخام فقط قرابة 1.57 مليون برميل يوميًا في عام 2024، منخفضًا بمقدار 70 ألف برميل يوميًا عن مستواه البالغ 1.65 مليونًا عام 2023، بحسب بيانات أوبك.
وعلى المستوى الشهري، تشير أحدث بيانات -حصلت عليها وحدة أبحاث الطاقة- إلى أن إنتاج النفط الخام في المكسيك بلغ 1.45 مليون برميل يوميًا في مايو/أيار 2025، هو المستوى ذاته تقريبًا خلال الشهرين السابقين.
وتستهلك المكسيك قرب مليوني برميل يوميًا، في حين تُصدّر نحو 1.3 مليون برميل يوميًا من الخام والمنتجات النفطية سنويًا.
وتواجه المكسيك العضو في تحالف أوبك+ تحديات مالية كبيرة تقف حجر عثرة أمام زيادة الإنتاج، أو حتى الحفاظ على مستوياته الحالية خلال السنوات الـ5 المقبلة.
ويرجع السبب في ذلك إلى أن شركة النفط الوطنية “بيمكس” قلّصت استثماراتها المخططة بشدّة خلال جائحة كورونا، مع التركيز على الحقول البرية وحقول المياه الضحلة على حساب الحقول الأكبر حجمًا في المياه العميقة.
وأدى ذلك إلى تركُّز إنتاج بيمكس في عدد محدود من الحقول، إذ جاء نصف إنتاجها من 7 حقول فقط من أصل 240 حقلًا بداية من عام 2024، بحسب بيانات وكالة الطاقة الدولية.
ديون بيمكس وانخفاض عدد الحفارات
ما تزال شركة بيمكس تواجه أعباء ديون متضخمة، ما سينعكس سلبًا على أنشطة المنبع والحقول الجديدة خلال السنوات المقبلة، إذ تتوقع وكالة الطاقة بدء إنتاج النفط من مشروع رئيس واحد فقط بحلول عام 2030.
وأدى تراكم مديونيات بيمكس وتخفيضات موازنات أنشطة المنبع (الاستكشاف والإنتاج) إلى انخفاض عدد حفارات النفط في البلاد من 50 حفارة في أكتوبر/تشرين الأول 2024 إلى أقل من 20 حفارة، حتى مارس/آذار 2025، أي خلال أقل من 6 أشهر.
وبحسب بيانات رسمية حديثة، انخفض إنتاج بيمكس من النفط لشهر أبريل/نيسان الماضي بنسبة 6% على أساس سنوي إلى 1.75 مليون برميل يوميًا، وهو أدنى مستوى له منذ 45 عامًا.
وسددت الشركة المأزومة -مؤخرًا- بعض المدفوعات للمتعاملين، ما أسهم في عودة 5 حفارات إلى مواقع العمل، ورغم ذلك لا تبشّر التوقعات بانتعاش نشاط الحفارات -قريبًا-.
كما لا يُتوقع بدء إنتاج مشروع حقل تريون (Trion) التابع لشركة وودسايد -أكبر شركة نفط مستقلة في أستراليا- قبل عام 2028، الذي تبلغ طاقته الإنتاجية المتوقعة قرابة 100 ألف برميل يوميًا.
إضافة إلى ذلك، فما يزال مشروع حقل زاما (Zama)، ينتظر قرار الاستثمار النهائي خلال عام 2025، إضافة إلى أعمال توسعة مشروع كيومالوب زاب (Ku-Maloob Zaap).

ورغم الآمال المعلقة على هذه المشروعات لرفع إنتاج النفط في المكسيك، فإن فرصة ظهور هذا الإنتاج قبل عام 2030، ما زالت ضعيفة، بحسب تقديرات وكالة الطاقة الدولية.
استنادًا إلى كل هذه العوامل، تتوقع الوكالة انخفاض إنتاج البلاد بمقدار 680 ألف برميل يوميًا بحلول عام 2030، ما سيجعلها أكبر دولة تسجل انخفاضًا في إنتاجها بين تحالف أوبك+، فضلًا عن جميع المنتجين في العالم.
وعلى المدى القصير، تتوقع الوكالة الدولية انخفاض إنتاج المكسيك النفطي بمقدار 160 ألف برميل يوميًا خلال النصف الأول من عام 2025، بحسب تقديرات رصدتها وحدة أبحاث الطاقة.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج بيمكس المكسيكية النفطي ينخفض لأدنى مستوى في 45 عامً
- لماذا يبدو استقلال الطاقة في المكسيك هدفًا بعيد المنال؟ (تقرير)
- احتياطيات النفط والغاز في المكسيك تتجاوز 113 مليار برميل.. 60% منها غير مستغلة (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: مضيق هرمز لم يُغلق تاريخيًا.. وهذه حقيقة ضرب “أكبر حقل غاز في العالم”
- 7 خبراء لـ”الطاقة”: أسعار النفط سترتفع إلى 100 دولار في حالة واحدة.. وهذا موقف أوبك+
- فرصة ثمينة لتطوير احتياطيات نفطية تصل إلى 107 ملايين برميل
- مشروع غاز مسال عالمي قيمته 11 مليار دولار يحمل بصمة إماراتية
المصدر:
تحديات إنتاج النفط في المكسيك وتوقعاتها من وكالة الطاقة الدولية