تقرير يتوقع أكبر سوق شحن كربون في العالم.. ليست أوروبا أو أميركا

اقرأ في هذا المقال
- تزداد الحاجة إلى تقنية احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله.
- يُتوقع أن تنقل آسيا والمحيط الهادئ 100 مليون طن كربون بحلول 2050.
- الحاجة تزداد إلى تخزين الكربون في اليابان وكوريا الجنوبية.
- بناء 6 ناقلات كربون سنويًا على مدار 15 عامًا مسألة ممكنة.
- مشروعات احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله تحتاج إلى سفن متخصصة.
من المتوقع أن تصبح منطقة آسيا والمحيط الهادئ أكبر سوق شحن كربون في العالم، نتيجة المسافات الشاسعة بين الدول المصدرة للانبعاثات ومواقع التخزين، وفق تقرير حديث حصلت منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن) على نسخة منه.
وجعلت الحاجة الملحّة إلى إزالة الكربون من الصناعات الثقيلة مثل الأسمنت والصلب والبتروكيماويات، في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، تقنية احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله سي سي يو إس (CCUS) أحد الخيارات الإستراتيجية المتاحة على أجندة الدول للحد من الانبعاثات.
وبحلول عام 2050، يُتوقع أن تنقل منطقة آسيا والمحيط الهادئ قرابة 100 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا عبر الحدود الوطنية؛ ما يتطلب وجود من 85 إلى 150 ناقلة غاز ثاني أكسيد الكربون المسال بسعة 50 ألف طن.
ويُتوقع كذلك أن تتراوح قيمة الاستثمارات اللازمة لتلك السفن وحدها بين 10 مليارات و25 مليار دولار أميركي؛ ما يؤكد ضرورة تناغم العمل بين الحكومات وأصحاب المصلحة في القطاع والمؤسسات المالية لإنشاء سلسلة قيمة قوية.
شحن الكربون
تمضي منطقة آسيا والمحيط الهادئ على المسار الذي يجعلها أكبر سوق شحن كربون في العالم؛ إذ تحتاج إلى قرابة 80 سفينة متخصصة للشحن بين المناطق في عام 2055، وفق ما خلص إليه تقرير حديث صادر عن شركة استشارات الطاقة زودوس (Xodus).
وقال تقرير احتجاز الكربون وتخزينه واستعماله المُعد بالشراكة مع شركة صب سي 7 (Subsea7) للخدمات النفطية، إن فصل غاز ثاني أكسيد الكربون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ ستتطلب ما يزيد على 90 موقع تخزين، ونحو 8 آلاف كيلومتر (4971 ميلًا) من خطوط الأنابيب، وقرابة 80 سفينة متخصصة.
وفيما توقع التقرير أن تصبح آسيا والمحيط الهادئ أكبر سوق شحن كربون في العالم، تتصدّر اليابان وكوريا الجنوبية الطلب على تقنية “سي سي يو إس” في المنطقة.
وعلى الرغم من أنهما يفتقران حاليًا إلى الوفرة في إنتاج النفط والغاز؛ فإن الحاجة إلى التخزين في اليابان وكوريا الجنوبية من الممكن أن تستلزم صناعة خطوط أنابيب برية مماثلة في الحجم للبنية التحتية للغاز العاملة حاليًا في شمال غرب أستراليا.

خفض التكاليف
تظهِر نتائج تقرير “زودوس” أن مشروعات “سي سي يو إس” المرتبطة بأصول الغاز الطبيعي المسال من الممكن أن تخفض التكاليف بنسبة تتراوح من 10% إلى 15%؛ ما يعادل تقصير مسافات الشحن بأكثر من 3 آلاف كيلومتر.
ومن شأن هذا أن يسد الفجوة المبدئية بين البلدان المصدرة للانبعاثات ومواقع التخزين، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
ووصف نائب رئيس منطقة آسيا والمحيط الهادئ في “زودوس” سيمون أليسون، تقنية “سي سي يو إس” بأنها “أحد الحلول المباشرة الأكثر فاعلية لخفض انبعاثات غازات الدفيئة”، ولا سيما من القطاعات التي يتعذر إزالة الانبعاثات منها مثل الأسمنت والصلب وتوليد الكهرباء بالوقود الأحفوري.
وأضاف أليسون: “بينما تتخلف منطقة آسيا والمحيط الهادئ حاليًا عن مناطق آخرى مثل بحر الشمال من حيث نشر تقنية (سي سي يو إس) على نطاق واسع لخدمة القطاعات التصنيعية المصدرة للانبعاثات؛ فإن بصمتها الكربونية الكبيرة وتجربتها التشغيلية في إعادة حقن غاز ثاني أكسيد الكربون تؤهلها كي تصبح مركزًا عالميًا لتطوير التقنية المذكورة في العقود المقبلة”.
وبينما تعتمد معظم مشروعات “سي سي يو إس” في أوروبا على مصدري الانبعاثات في المناطق القريبة، والذين يستعملون خطوط الأنابيب بشكل أساسي، يرى التقرير أن منطقة آسيا والمحيط الهادئ ستعتمد مبدئيًا على مصدري الانبعاثات العالميين والشحن لمسافات طويلة، في حين سيحتفظ مصدرو الانبعاثات المحليون بحصة ضئيلةً من الطلب.
وعلى الرغم من ارتفاع تكاليف النقل والتخزين البحري في البداية بسبب المسافات الشاسعة المتضمنة في هذا الخصوص، يتوقع التقرير أن تنخفض هذه التكاليف مع تطوير المخازن المحلية القريبة من مراكز الطلب، ومع دخول لاعبين جُدد إلى السوق؛ ما يؤدي إلى انخفاض التعرفات الجمركية.

80 سفينة
مع أخذ التوقعات الحالية في الحسبان، ستكون هناك حاجة إلى ما يقرب من 80 سفينة لنقل ثاني أكسيد الكربون بين البلدان في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بحلول عام 2055؛ ما يعادل 20% من أسطول الغاز الطبيعي المسال الحالي في آسيا، بحسب التقرير.
واستنادًا إلى معايير الحمولة، تجد الدراسة أن بناء 6 ناقلات غاز ثاني أكسيد الكربون سنويًا على مدار 15 عامًا أمرٌ ممكنٌ، وفق ما طالعته منصة الطاقة المتخصصة.
وتوقع مدير الاستشارات العالمية في “زودوس” أوليفيه ميتي أن تركز الصين والهند على حلول التخزين المحلية، في حين يواجه العديد من البلدان في منطقة آسيا والمحيط الهادئ مسافات شاسعة تصل أحيانًا إلى أكثر من 5 آلاف كيلومتر، بين مصدري الكربون ومواقع التخزين البحرية المناسبة.
وأضاف ميتي: “يمثل هذا التفاوت سمةً مميزة لتقنية (سي سي يو إس) في المنطقة؛ وتحليلنا المدعوم بفرضيات التكاليف المعدلة إقليميًا وإستراتيجية عصرية راجعتها هيئات رائدة متخصصة، يظهر أنه على الرغم من أن المشروعات الأولى ستواجه تكاليف نقل مرتفعة، يُتوقع أن تنخفض تلك التكلفة بشكل كبير مع توسع البنية التحتية ودخول المزيد من مصدري الانبعاثات إلى السوق”.
وتابع: “التعاون الدولي والبنية التحتية للشحن والمواءمة التنظيمية ستكون حاسمةً بالنسبة لاستغلال إمكانات منطقة آسيا والمحيط الهادئ كي تصبح أكبر سوق شحن كربون في العالم، تتسم بفاعلية التكلفة”.
موضوعات متعلقة..
- أول عبارة كهربائية في العالم.. كم تبلغ وفوراتها الكربونية خلال 10 أعوام؟
- سوق شحن الكربون عالميًا قد تصل إلى 90 مليون طن سنويًا
- تطوير توربينات غاز تعمل بالأمونيا لإزالة الكربون من الشحن
اقرأ أيضًا..
- مشروع غاز مسال عالمي قيمته 11 مليار دولار يحمل بصمة إماراتية
- صادرات غاز النفط المسال من الشرق الأوسط تنخفض 20% في أسبوع
- أكبر نظام طاقة شمسية حرارية في أوروبا يحتضنه ملعب رياضي
المصادر:
- توقعات أكبر سوق شحن كربون في العالم من تقرير منشور على موقع مؤسسة “زودوس”.
- احتياجات ناقلات غاز ثاني أكسيد الكربون في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بحلول 2050.