طالبت شركة نفط تابعة لشركتي غازبروم وغازبروم نفط الروسيتَيْن، الولايات المتحدة الأميركية بمنحها إعفاء رابعًا من العقوبات التي تهدد بشُح إمداداتها من الخام.
وتمتلك غازبروم وغازبروم نفط حصة الأغلبية في شركة النفط الصربية إن آي إس (NIS) الصربية، ولذا فهي أحد أصول النفط المتبقية لروسيا في أوروبا.
وتكتسب “إن آي إس” أهمية بالغة بالنسبة إلى أمن الطاقة في صربيا، نظرًا إلى أنها تشغل مصفاة النفط الوحيدة في البلد الواقع بمنطقة البلقان؛ ما يجعلها مسؤولة عن تلبية معظم احتياجاته من المشتقات النفطية.
وتكافح شركة نفط “إن آي إس” لشراء الخام من التجار الأجانب، في حين يبحث عملاؤها المحليون عن موردين خام بدائل في ضوء تأثيرات العقوبات الأميركية في عملياتها.
ووفق قواعد بيانات المشتقات النفطية لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، تورد “إن آي إس” قرابة 80 % من البنزين والديزل في صربيا، و90 % أو أكثر من وقود الطائرات ووقود النفط الثقيل.
وفي شهر يناير/كانون الثاني (2025)، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على “إن آي إس”، في إطار تدابير أوسع تستهدف قطاع الطاقة الروسي، مبررةً عملها بأن الشركة خاضعة لسيطرة غازبروم نفط.
وكانت غازبروم نفط تمتلك، آنذاك، حصة أسهم نسبتها 50% في شركة نفط “إن آي إس”، قبل أن تنقل لاحقًا حصةً قوامها 5.15% في الشركة إلى مواطنتها غازبروم.
تفاصيل الإعفاء الـ4
طالبت الحكومة الصربية الولايات المتحدة الأميركية بمنح إعفاء رابع من العقوبات، مدته 180 يومًا إلى شركة نفط “إن آي إس”، وفق ما قالته وزيرة التعدين والطاقة الصربية دوبرافكا دجيدوفيتش هاندانوفيتش في بيان حصلت منصة الطاقة المتخصصة على نسخة منه.
وفرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأميركية في البداية عقوبات على قطاع النفط الروسي في 10 يناير/كانون الثاني الماضي، ومنحت شركة غازبروم نفط مهلةً مدتها 45 يوميًا للتخارج من “إن آي إس”.
وحصلت شركة “إن آي إس” حتى الآن على 3 إعفاءات من العقوبات الأميركية؛ علمًا بأنه من المقرر أن ينتهي الإعفاء الـ3 في 27 يونيو/حزيران الجاري.
وفي 20 يونيو/حزيران الجاري، طالبت “إن آي إس” مكتب مراقبة الأصول الأجنبية بتمديد آخر للإعفاء، وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة.
أمن الطاقة الصربي
قالت وزيرة التعدين والطاقة الصربي دوبرافكا دجيدوفيتش هاندانوفيتش: “التعطيل الإضافي في سلاسل الإمدادات، مقترنةً بالعقوبات الممكنة ضد شركة نفط (إن آي إس)، من الممكن أن يهدّد أمن الطاقة في صربيا بأسوأ ما يمكن؛ ما يؤثر سلبًا في مواطنينا والمنطقة بأسرها”.
وأضافت هاندانوفيتش أن بلادها تواجه عدم يقين وارتفاعات في الأسعار في سوق النفط العالمية؛ نتيجة الصراع الدائر بين إسرائيل وإيران.
ولدى مصفاة نفط “إن آي إس” سعة تكرير سنوية قوامها 4.8 مليون طن، وتلبي معظم احتياجات صربيا؛ وبناءً عليه من الممكن أن تهدد العقوبات الأميركية إمدادات البلاد من النفط الخام.
وفي 14 مارس/آذار الماضي، تقدمت “إن آي إس” بطلب إلى وزارة الخزانة الأميركية لرفع اسمها من قائمة العقوبات، وفق معلومات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة.
وفي 26 فبراير/شباط الماضي، نقلت شركة غازبروم نفط حصة من الأسهم نسبتها نحو 5.15% في مصفاة “إن آي إس” إلى مواطنتها غازبروم في مسعى لدرء العقوبات.
هيكل ملكية “إن آي إس”
تمتلك غازبروم نفط حصة من الأسهم نسبتها 44.85% في “إن آي إس”، في حين تستحوذ غازبروم على 11.3%.
وتمتلك الحكومة الصربية 29.87%، في حين تتوزع الحصة المتبقية على مستثمرين صغار آخرين.
وتستورد شركة نفط “إن آي إس” قرابة 80% من احتياجاتها كافّة من النفط الخام عبر شركة جاناف (Janaf)، وهي مشغل خطوط أنابيب النفط في كروانيا.
بينما يغطي إنتاج “إن آي إس” من النفط الخام في صربيا، بقية احتياجاتها.
ويلامس متوسط واردات شركة نفط “إن آي إس” من الخام عبر ميناء أوميسالج (Omisalj) الكراوتي قرابة 28 ألف برميل يوميًا هذا العام، مقارنةً بـ40 ألف برميل يوميًا في عام 2024، و70 ألف برميل يوميًا في عام 2023، وفق بيانات صادرة عن شركة تحليل البيانات كبلر (Kpler)، طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وقال تاجر وقود من صربيا إن الواردات وحدها لن تكفي لتغطية الطلب الصربي على الديزل، الذي يتراوح بين 44 ألفًا و49 ألف برميل يوميًا، واستهلاك البنزين البالغ 14 ألف برميل يوميًا بسبب القدرة والبنية الأساسية المحدودة للقوارب وعربات السكك الحديدية والشاحنات.
موضوعات متعلقة..
- صادرات النفط الروسي تسجل أدنى مستوياتها.. والأسعار ترتفع (تقرير)
- انخفاض إيرادات النفط والغاز يهدد نفوذ روسيا (مقال)
- أكبر شركة لخدمات حقول النفط عالميًا تتوسع في روسيا
اقرأ أيضًا..
- لماذا يفشل العالم في إنهاء استعمال الفحم؟ تحليل يرد
- الغاز المسال في آسيا.. خيار واعد لتسريع التخلص من توليد الكهرباء بالفحم (تقرير)
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع قرب مستويات قياسية
المصادر:
1.شركة نفط “إن آي إس” تطلب إرجاءً في تنفيذ العقوبات الأميركية.
2.هيكل ملكية شركة “إن آس إس” من موقع “سي نيوز.
