صناعة البطاريات الألمانية تطلب الدعم مع تزايد المنافسة الصينية

تواجه صناعة البطاريات الألمانية منعطفًا خطرًا استدعى طلب الهيئات المعنية دعمًا حكوميًا، ما يهدد تحول الطاقة في أكبر الاقتصادات الأوروبية.
وشهدت القيمة السوقية للصناعة تراجعًا خلال العام الماضي 2024، في حين تتجه الأنظار إلى تباطؤ مبيعات السيارات الكهربائية والطلب على بطارياتها.
ورغم التراجع الواضح في البيانات، شهدت تركيبات أنظمة تخزين البطاريات انتعاشة في ألمانيا، ما شكّل دعمًا لشبكة الكهرباء.
وتستهدف الدول الأوروبية عامة -وألمانيا خاصة- التوسع في استعمال البطاريات بأنواعها، بدءًا من بطاريات السيارات حتى تخزين الكهرباء، بوصفها ضمن تقنيات الطاقة النظيفة الداعمة لخفض الانبعاثات.
تراجع صناعة البطاريات الألمانية
سجلت صناعة البطاريات الألمانية تراجعًا العام الماضي، سواء على صعيد الإنتاج أو التجارة.
وبلغت القيمة السوقية للصناعة 20.5 مليار يورو (23.8 مليار دولار أميركي) العام الماضي، بانخفاض متوسطه 16%، حسب تقديرات نقلتها رويترز عن رابطة صناعة الإلكترونيات.
(اليورو = 1.16 دولارًا أميركيًا)

وتراجعت قيمة إنتاج البطاريات بنسبة 5%، لتُقدَّر بنحو 7.3 مليار يورو (8.49 مليار دولار)، وقيمة الصادرات بنسبة 3%، لتسجل 7.9 مليار يورو (9.2 مليار دولار).
كما تراجعت قيمة الواردات بنسبة 15%، مسجلةً 21.2 مليار يورو (24.6 مليار دولار)، حسب إحصاءات الرابطة.
وأرجعت رابطة صناعة الإلكترونيات هذا التراجع إلى أسباب عدّة، منها:
- الإنتاج البطيء لطرازات السيارات الكهربائية.
- الطلب الضعيف على بطاريات الليثيوم في استعمالات النقل الكهربائي.
- المنافسة الشرسة مع المنتجين الآسيويين، خاصة من الصين.
وطلبت الرابطة من صانعي السياسات في ألمانيا تقديم الدعم اللازم، لوقف نزيف الخسائر ووضع حدّ لهذا الانخفاض.
توقعات 2025
رغم التراجع، فإن هناك تفاؤلًا بتطور الصناعة العام الجاري 2025، وأكد مسؤول قسم البطاريات في الرابطة “غونثر كيلرمن” أن ألمانيا ما تزال تتمسك بالاتجاه نحو “الكهربة”.
ورجّح أن يحمل إعلان العام المقبل 2026 حول أداء العام الجاري بيانات أكثر إيجابية، لافتًا إلى مظاهر “انتعاشة” للصناعة تشير لذلك.
ويبدو أن التفاؤل ينبع من الاتجاه لاستعمال البطاريات في تقنيات الدفاع، خاصة في ظل تطورات جيوسياسية عالمية، ما يفتح الباب لزيادة الطلب.
وفي الوقت ذاته، أكد مسؤول في الرابطة الحاجة المُلحّة إلى تدخُّل حكومي يحافظ على دور صناعة البطاريات الألمانية، عبر: التكلفة التنافسية، وتسريع وتيرة الموافقات، وتأمين التمويل اللازم والموثوق للجوانب البحثية وغيرها.
ويبدو أن الطموحات ستلقى صدى داخل الحكومة، في ظل مساعي نشر تقنيات الطاقة النظيفة وتعزيز اقتصادها، ومواصلة توسعات قطاع السيارات الكهربائية، وزيادة مبيعات بطاريات الليثيوم أيون، بهدف خفض الانبعاثات الكربونية.
وتركّز برلين أيضًا على نشر وحدات تخزين البطاريات كبيرة الحجم لدعم شبكة الكهرباء، ومواجهة تقلبات الطقس التي تسبّب انقطاعًا في مصادر الطاقة المتجددة.

تؤدي أنظمة تخزين البطاريات كبيرة الحجم دورًا مهمًا بدعم شبكة الكهرباء في ألمانيا، وسط التقلبات الناجمة عن موثوقية المصادر المعتمدة على الطقس.
وشهد العام الماضي تركيب 600 ألف بطارية تخزين ثابتة في الدولة الأوروبية، لضمان إمدادات كهرباء مستمرة، لتُقدَّر سعة التخزين في البلاد بنحو 2.6 غيغاواط/ساعة.
موضوعات متعلقة..
- أنظمة تخزين البطاريات كبيرة الحجم تدعم شبكة الكهرباء في ألمانيا (تقرير)
- سعة تخزين البطاريات في ألمانيا قد تزيد 500% بحلول 2026
- السيارات الكهربائية الأوروبية في أزمة.. طرح طرازات جديدة يصطدم بنقص البطاريات
اقرأ أيضًا..
- صادرات النفط العراقي في مايو 2025 تنخفض 37 ألف برميل يوميًا
- خطة لتطوير شبكة الغاز في المغرب بمليار دولار.. ومسؤولة: سنصبح مثل السعودية
- واردات مصر من الغاز الإسرائيلي ترتفع قرب مستويات قياسية
المصادر..