عاجل

استهلاك الطاقة عالميًا يرتفع 2%.. دور الوقود الأحفوري يتزايد

سجل استهلاك الطاقة عالميًا مستويات غير مسبوقة خلال العام الماضي (2024)، وسط موجة توسع شملت كل أنواع الطاقة دون استثناء، في سابقة لم تحدث منذ عام 2006.

فقد ارتفع الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 2%، ليصل إلى 592 إكساجول في عام 2024، بحسب تقرير إحصائي حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن).

ورغم تسارع نشر مصادر الطاقة المتجددة، واصل استهلاك الوقود الأحفوري النمو، وأدى ذلك إلى ارتفاع الانبعاثات الكربونية المرتبطة بالطاقة، لتسجل رقمًا قياسيًا جديدًا للعام الرابع على التوالي.

ويكشف النمط من النمو للطاقة النظيفة والوقود الأحفوري عمقَ الاختلالات البنيوية والاقتصادية والجيوسياسية التي تعرقل مسار تحول الطاقة.

وخلال عام 2023، بلغ استهلاك الطاقة عالميًا من المصادر الأولية 580 إكساجول، مع انخفاض طفيف في حصة الوقود الأحفوري بمزيج الطاقة العالمي.

استهلاك الطاقة عالميًا في 2024

واصلت مصادر الطاقة المتجددة أداءها القوي خلال عام 2024، وحققت طاقة الرياح والطاقة الشمسية نموًا يفوق استهلاك الطاقة بنحو 9 أضعاف، وفق المراجعة الإحصائية السنوية الصادرة عن معهد الطاقة البريطاني اليوم الخميس 26 يونيو/حزيران (2025).

وسجل القطاعان نموًا بلغ 16%، ما عزز موقع هذين المصدرين كونهما أسرع مصادر الطاقة نموًا خلال العام الماضي.

وقادت الصين هذا التوسع، حيث استأثرت وحدها 57% من الإضافات الجديدة، ونجحت في مضاعفة قدراتها الشمسية خلال عامين فقط.

ورغم ذلك ارتفع استهلاك الوقود الأحفوري بنسبة تجاوزت 1%، وتزامن ذلك مع زيادة الطلب على الغاز الطبيعي عالميًا بنسبة 2.5%، وتفاوت استهلاك النفط بين استقرار في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وارتفاع بنسبة 1% في الدول النامية.

وارتفع استهلاك الوقود الأحفوري إلى 512.7 إكساجول في 2024، مقارنة مع 505.11 إكساجول العام السابق له، ليشكّل 86.6% من إجمالي مزيج الطاقة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وعلى صعيد الانبعاثات، ارتفعت انبعاثات الكربون من قطاع الطاقة خلال العام الماضي بنسبة 1%، لتصل إلى 40.8 غيغاطن من مكافئ ثاني أكسيد الكربون، متجاوزةً الرقم القياسي السابق في 2023، البالغ 40 غيغاطن.

وبحسب ما أعلنه رئيس معهد الطاقة، آندي براون، رسمت بيانات 2024 صورة معقّدة لمشهد تحول الطاقة، حيث تسارعت وتيرة الكهربة، لا سيما في الاقتصادات النامية، لكن النمو السريع في الطلب تجاوز قدرة مصادر الطاقة المتجددة على مواكبته، ما أدى إلى تغطية 60% من هذا النمو عبر الوقود الأحفوري.

محطة تجميع بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح
محطة تجميع بين الطاقة الشمسية وطاقة الرياح – الصورة من ميتا

استهلاك النفط والغاز والفحم في 2024

في عام 2024، ارتفع الطلب العالمي على النفط بنسبة 0.7%، ليتجاوز 101 مليون برميل يوميًا لأول مرة على الإطلاق، وبقيت الولايات المتحدة في الصدارة كونها أكبر منتج عالمي للنفط الخام والمكثفات والسوائل الغازية.

وفي الوقت ذاته، عاد الطلب على الغاز الطبيعي إلى مسار النمو، مسجلًا زيادة بمقدار 101 مليار متر مكعب، مدعومًا بارتفاعات ملحوظة في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وقد سجلت جميع المناطق -باستثناء أفريقيا- زيادات في الطلب.

أمّا الفحم، فقد ارتفع الطلب إلى مستوى قياسي رغم كل الجهود العالمية للتخلي عنه؛ إذ بلغ الطلب العالمي 165 إكساجول، حيث تهيمن آسيا والمحيط الهادئ على 83% من الاستهلاك العالمي، والصين وحدها مسؤولة عن 67%.

وبات استهلاك الهند من الفحم يعادل استهلاك أوروبا وأميركا الشمالية والجنوبية ورابطة الدول المستقلة مجتمعة.

ويوضح الرسم التالي -من إعداد وحدة أبحاث الطاقة- أكبر الدول من حيث حصة الغاز في مزيج الكهرباء خلال 2024:

أكبر 10 دول حسب الاعتماد على الغاز في توليد الكهرباء

إنتاج الكهرباء في 2024

أشار التقرير إلى ارتفاع الطلب العالمي على الكهرباء بنسبة 4%، متفوقًا على نمو إجمالي الطلب على الطاقة، في دلالة واضحة نحو الاتجاه إلى الكهربة.

وزاد توليد الكهرباء من جميع مصادر الطاقة عالميًا خلال العام الماضي، باستثناء النفط، حيث شكلت الرياح والطاقة الشمسية 53% من إجمالي الزيادة في التوليد، بينما شكلت الطاقة المتجددة عمومًا -بما فيها الكهرومائية- 32% من إجمالي إمدادات الكهرباء.

واللافت هذا العام كان الطفرة في قدرات بطاريات تخزين الكهرباء، التي تضاعفت بنحو 113%، لتصل إلى 126 غيغاواط، بقيادة الصين التي استحوذت على 67% من النمو، وأصبحت تحتضن 60% من السعة العالمية المركبة.

وفي عام 2024، ارتفع إنتاج الكهرباء من الطاقة النووية بنسبة 3%، لتغطي أكثر من 5% من الطلب العالمي على الطاقة، مدعومة من فرنسا واليابان.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

  1. استهلاك الطاقة عالميًا من معهد الطاقة البريطاني
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى