عاجل

كيف تدعم أوروبا الهيدروجين الأخضر في أفريقيا؟ دراسة تجيب

رغم أن إمكانات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا مشجعة وجاذبة للاستثمارات؛ فإنها لا تزال حتى الآن غير كافية لانطلاق الصناعة وريادة المنطقة.

ويدرك منتجو القارة أهمية الدعم الأوروبي في هذا الشأن، خاصة أن المنفعة متبادلة بين الطرفين؛ إذ تحتاج المشروعات إلى عوامل تعزيز مختلفة لخططها وطموحاتها ومشروعاتها، في حين تتشوق أسواق القارة العجوز لإمدادات الوقود الأخضر.

وقد تتنوع صور الدعم الأوروبي بين: (الأطر المالية، والتنظيمية، والسياسية)، وفق تفاصيل دراسة اطلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).

وتشتهر القارة الأفريقية بموارد متجددة هائلة، مثل الشمس والرياح، يمكن الاستفادة منها في تصنيع الهيدروجين الأخضر حال تجاوز التحديات.

دعم الهيدروجين الأخضر

أكد باحثون أن سياسات الدعم الأوروبي ضرورية لاستثمارات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، في أكثر من جانب، نذكر منها:

1) خفض التكلفة:

تنعكس السياسات الأوروبية على حساب تكلفة إنتاج الهيدروجين الأخضر في القارة.

وتتراوح تقديرات التكلفة -دون أي تدخل أوروبي- بين 4.2 و4.9 يورو (4.83 و5.64 دولارًا أميركيًا) للكيلوغرام.

(اليورو = 1.15 دولارًا أميركيًا)

ومع التدخل الأوروبي في سعر الفائدة (عبر: تقديم قروض ميسرة، أو ضمانات ائتمانية) قد تقتنص موريتانيا أقل تكلفة لإنتاج الوقود الأخضر بنحو 3.2 يورو للكيلوغرام.

وينعكس خفض فائدة الاقتراض والتمويل على تكلفة الإنتاج الإجمالية في مشروعات القارة السمراء.

وقود الأمونيا
نقل الأمونيا بين الناقلتين في ميناء روتردام – الصورة من هيدروجين إنسايتس

2) تقليل المخاطر:

ترتبط قدرة الهيدروجين الأخضر في أفريقيا على المنافسة بسياسة خفض المخاطر، ويمكن تحقيق ذلك عبر آليات عدة، من بينها:

  • تقديم ضمانات للاستثمار (لحماية المطورين من المخاطر السياسية أو الاقتصادية التي يمكن أن يتعرضوا لها في القارة).
  • تأمين اتفاقيات شراء طويلة الأجل (عبر توقيع عقود شراء ملزمة للوقود الأخضر بالأسعار الحالية المتفق عليها؛ ما يوفر تدفقًا نقديًا لمواصلة تطوير المشروع ويحمي المشترين من تقلبات السوق والأسعار).
  • دعم البنية التحتية بدءًا من اختيار المشروعات، حتى تأمين التمويل اللازم للإنتاج والنقل والتخزين والتصدير، وتوفير التقنيات اللازمة.
  • تسهيل الإجراءات التنظيمية ودعم استخراج موافقات المشروعات، والحصول على التصاريح اللازمة.

حزمة متكاملة

تتوافق تطلعات السوق الأوروبية مع منتجي الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، وتلتقي أهداف الاستيراد مع طموحات التصدير.

ويدعم الاتحاد الأوروبي إنشاء سوق للهيدروجين الأخضر، مستهدفًا استيراد كميات كبيرة من الأطنان تلبي الطلب، جنبًا إلى جنب مع تعزيز الإنتاج المحلي.

ومن جانب آخر، طورت دول أفريقية من إستراتيجيات الاستثمار لديها، لفتح المجال أمام التصدير.

ويشكل الدعم الأوروبي لمشروعات الهيدروجين الأخضر في أفريقيا حزمة متكاملة تضم أكثر من عنصر، وتصب جميعها في صالح إنتاج وصادرات مستقرين.

ومن جانب آخر، يُشجِّع إقرار سياسات الدعم الأوروبية (سواء عبر خفض التكلفة وسعر الفائدة، أو خفض المخاطر) على جذب المستثمرين وتدفق رأس المال لمشروعات الوقود المتجدد في القارة السمراء.

وتشكل مواقع المشروعات وطبيعتها الجغرافية عاملًا إضافيًا قد يعزز تنافسية الهيدروجين الأخضر في أفريقيا، وزيادة صادراته إلى السوق الأوروبية.

محطة للتزود بوقود الهيدروجين في بلجيكا
محطة للتزود بوقود الهيدروجين في بلجيكا – الصورة من “h2-view”

سيناريوهات الدعم

مع افتراض الدراسة تطبيق حزمة الدعم الأوروبية، وقع اختيارها على 214 موقعًا في 6 دول أفريقية تنطبق عليها اعتبارات المنافسة.

ورغم ذلك؛ فلا تزال الاعتبارات الأمنية عائقًا كبيرًا أمام استدامة استثمارات الهيدروجين في القارة، بجانب تقليص القدرة التنافسية مع حيث التكلفة خاصة إذا تعرض موقع المشروع أو خطوط النقل أو البنية التحتية لأعمال تخريب أو سرقة.

وافترضت الدراسة 4 سيناريوهات ترتبط مباشرة بالدعم الأوروبي للهيدروجين الأفريقي:

1) الغياب الكامل للدعم:

يشير هذا السيناريو إلى الاستثمار في البيئة الاقتصادية ذات سعر فائدة مرتفع، مقترنة بعدم أخذ تخفيف المخاطر في الاعتبار.

وفي هذا السيناريو أقرت الدراسة بأن تكلفة الهيدروجين المستورد من أفريقيا ستكون “باهظة”، وقد تصل إلى 4.9 يورو (5.61 دولارًا أميركيًا) للكيلوغرام.

2) سعر فائدة مرتفع مع خفض المخاطر:

افترضت الدراسة أن تطبيق ركن واحد من سياسات الدعم الأوروبية (تخفيف المخاطر) مع الإبقاء على سعر فائدة مرتفع، قد يتيح سعر استيراد للهيدروجين بنحو 3.8 يورو (4.35 دولارًا) للكيلوغرام.

وفي هذه الحالة تقدر نسبة المواقع القادرة على المنافسة بنحو 2.1%، من إجمالي المواقع الأفريقية.

3) سعر فائدة منخفض دون تخفيف المخاطر:

في هذه الحالة تقدر نسبة المواقع القادرة على المنافسة بنحو 0.5% فقط من إجمالي المواقع التي شملتها عينة الدراسة.

4) تطبيق سياسات الدعم الكامل:

يُعد تطبيق سياسات الدعم الكامل (خفض سعر الفائدة والمخاطر) أفضل السيناريوهات المتاحة، لتحقيق منفعة متبادلة للطرفين الأوروبي والأفريقي.

وترتفع نسبة المشروعات القادرة على المنافسة الاقتصادية إلى 11% من إجمالي عينة الدراسة، في هذه الحالة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى