ما بدائل مضيق هرمز.. وهل تحقق أمن الطاقة للخليج؟ أنس الحجي يجيب

مع تصاعد الحديث عن إغلاق إيران مضيق هرمز، بدأت بعض التساؤلات حول البدائل المتوفرة له، وما إذا كان بإمكانها أن تحقق أمن الطاقة، لا سيما للدول التي ترتبط به بصورة كبيرة.
وفي هذا السياق، يوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن التقدم التقني -لا سيما في مجال الطائرات المسيّرة- أدى إلى تقليص الأهمية الإستراتيجية لبدائل المضيق.
وقال الحجي إن بدائل مضيق هرمز لطالما روّجت لها أدبيات أمن الطاقة على مدى العقود الماضية، بوصفها إحدى الوسائل التي قد تضمن أو تحقق أمن الطاقة.
وأضاف: “أيضًا من ضمن الأمور التي يجب أن ننتبه إليها هو موضوع بدائل مضيق هرمز، فهناك أمور مهمة في هذا السياق”.
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامجه “أنسيّات الطاقة”، قدّمها أنس الحجي عبر مساحات منصة التواصل الاجتماعي “إكس”، تحت عنوان: “إيران الأزمة التي لا تنتهي.. وآثارها في أسواق الطاقة العالمية”.
ما بدائل مضيق هرمز؟
قال أنس الحجي إنه عند الحديث عن أمن الطاقة في الخليج والنظر إلى أدبياتها، والكتب والبحوث العلمية والمقالات، وما ذُكر بالمؤتمرات والمحاضرات، يتضح أنه خلال الأعوام الـ50 الماضية كان هناك تركيز على إيجاد بدائل لمضيق هرمز، وهذه البدائل موجودة الآن.
وأوضح أن من أبرز هذه البدائل خطوط الأنابيب الممتدة من الشرق إلى الغرب داخل السعودية، إذ يوجد أنبوبان بطاقة إنتاجية تبلغ 5.5 مليون برميل يوميًا، ويجري توسيعهما الآن إلى قدرة أكبر من ذلك.
بالإضافة إلى ذلك، يوجد خط أنابيب من حبشان إلى الفجيرة في الإمارات، يتجاوز مضيق هرمز، وأيضًا -تاريخيًا- كان هناك أنبوب من العراق عبر السعودية إلى البحر الأحمر يتجاوز المضيق.

وبدورها، طوّرت إيران خطوط أنابيب لتجاوز المضيق، إذ أنشأت أنبوبًا طوله أكثر من ألف كيلومتر من الشمال إلى الجنوب، يصل إلى ميناء جاسك، ويتجاوز مضيق هرمز.
وتابع: “فكرة الأنابيب هذه جاءت من صميم أدبيات أمن الطاقة، وهي موجودة بالفعل. وأنا كنت من الأشخاص الذين كتبوا كثيرًا عن هذا الموضوع، وتحدثت دائمًا عن فوائد هذه الأنابيب”.
لكن، وفقًا للحجي، فإن التغيّر التقني غيّر أهمية هذه الأنابيب بالكامل، وهو أمر يجب على الجميع أن ينتبهوا إليه بقوة.
وأضاف: “بعبارة أخرى، هناك من يقول: نبني أنابيب إضافية. طبعًا، كانت هناك مشروعات أخرى لم تتم، منها مشروعات كان مخطط لها مثل بناء أنابيب من الربع الخالي في السعودية، ومن مناطق قريبة في الإمارات إلى عُمان، وعبر اليمن أيضًا، بحيث لا تمر في مضيق هرمز”.
كما كان هناك مخطط لبناء قناة -وأغلب المهتمين في مجال الطاقة يعرفون عن هذا الموضوع- بين الخليج والبحر الأحمر عبر السعودية، وكل هذا لتفادي مضيق هرمز.
هل هذه المشروعات منطقية الآن؟
قال أنس الحجي إن هذه المشروعات الكبرى لم تعد منطقية كما كانت في السابق، وذلك بسبب عدد من المتغيرات التكنولوجية.
وأضاف: “الآن، التقدم التقني ألغى الحاجة إلى كل هذه المشروعات، إذ إن موضوع الطائرات المسيرة (الدرونز) وانخفاض تكاليفها بصورة كبيرة، ألغى الأهمية الإستراتيجية للأنابيب”.

وأوضح مستشار تحرير منصة الطاقة أن أهمية الأنابيب الآن أغلبها يتعلق بأمور تشغيلية وإدارية، أما من الناحية الإستراتيجية -عندما تكون هناك حروب أو من الناحية الأمنية- فلم تعد لها تلك الأهمية التي كانت في السابق.
وأشار إلى أن الواقع أثبت هذا التغيير من خلال استهدافات حقيقية حصلت في السنوات الماضية، إذ حدث ذلك في عمليات استهداف محطات ضخ الأنابيب في وسط السعودية، أو في استهداف بعض المنشآت النفطية في غرب المملكة، وضرب بعض الخزانات أيضًا.
ولفت إلى أن كل هذا يؤكد أن التقدم التقني، خصوصًا في مجال المسيرات، خفّف كثيرًا من الأهمية الإستراتيجية لهذه الأنابيب وهذه البدائل، حتى موضوع القناة، لو جرى تنفيذها، يمكن الآن باستعمال المسيرات وغيرها من الوسائل التقنية تعطيلها.
وحذّر الحجي من الخطاب الإعلامي الذي لا يُواكب هذه التطورات التقنية، قائلًا: “الأمور تغيّرت، وعلينا أن ننتبه إلى هذا الموضوع. هناك من يروّج في بعض الفضائيات ومحطات التلفزيون للحديث عن هذه البدائل”.
ولكن، وفق الحجي، من الناحية الإستراتيجية والأمنية، أصبحت هذه البدائل الآن محل تساؤل بسبب هذا التقدم التقني، مضيفًا: “علمًا بأنني، وعلى مدى سنوات طويلة، كنت من أكبر المشجعين لها”.
موضوعات متعلقة..
- إغلاق إيران مضيق هرمز.. هل يهدد مصير تدفقات النفط بالأسواق العالمية؟ (مقال)
- محللون: إغلاق مضيق هرمز يرفع أسعار النفط.. وهذا موقف 3 دول عربية
- إغلاق مضيق هرمز لن يمنع تصدير النفط السعودي والإماراتي.. من المتضرر؟ (تحليل)
اقرأ أيضًا..
- الحرب الإيرانية الإسرائيلية وإمدادات الغاز.. مدير تحرير “الطاقة” يكشف عن أكثر 3 دول عربية تأثرًا
- أغلى أسعار خامات النفط العربية في مايو.. السعودية تتصدر وتغير لافت للجزائر
- الهيدروجين الأخضر في أفريقيا.. 4 دول عربية تملك أسعارًا تنافسية
المصدر..