تخطط تركيا لتوقيع صفقات لإنشاء محطتي طاقة نووية جديدتين بحلول نهاية العام الجاري (2025)، في خطوة من شأنها دعم جهود البلاد الرامية للتحول إلى الكهرباء النظيفة وتلبية الطلب المتزايد.
وتلقّت أنقرة -وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- عروضًا بأسعار تنافسية من كوريا الجنوبية وروسيا والصين، بما يدعم أهداف تركيا في توطين الطاقة النووية.
تقترب أقويو –أول محطة طاقة نووية في تركيا، وتنفّذها شركة روساتوم الروسية- من بدء التشغيل، ما يمهّد الطريق نحو إضافة 4 آلاف و800 ميغاواط إلى شبكة الكهرباء في البلاد مع التشغيل الكامل.
تشكّل الطاقة النووية في تركيا أحد المحاور الرئيسة في خطط البلاد لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء وتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2053.
الطاقة النووية في تركيا
قال القائم بأعمال رئيس وحدة المشروعات النووية بوزارة الطاقة التركية، صالح ساري، في تصريحات صحفية على هامش قمة المحطات النووية في إسطنبول، إنه من المتوقع أن تبدأ محطة سينوب -إحدى محطات الطاقة النووية في تركيا المخطط تنفيذها- توليد الكهرباء قبل 2035، على أن تتبعها محطة تراقيا بعد ذلك.
وأجرت تركيا محادثات مع كوريا الجنوبية وروسيا بشأن المحطة المزمع إنشاؤها في سينوب، ودخلت في مفاوضات مع الصين بشأن المحطات في شمال غرب البلاد.
وفي مايو/أيار، أعلن وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، أن بلاده تُجري محادثات مع “كاندو للطاقة” الكندية وشركات أخرى بشأن خطط بناء محطّتيها النوويتين الثانية والثالثة.
وتبني روسآتوم -شركة الطاقة النووية الحكومية الروسية- أول محطة طاقة نووية في تركيا بإقليم مرسين على البحر المتوسط، باستثمارات تصل إلى 20 مليار دولار.
التعاون مع روسيا
كشف نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن بلاده مستعدة للتعاون مع أنقرة في إنشاء محطات طاقة نووية جديدة لتلبية احتياجات قطاع الطاقة التركي.
وقال: “تُجرى حاليًا دراسة الجدوى الاقتصادية لإنشاء محطة نووية أخرى”، مضيفًا أن الدراسة تُجرى بما يتماشى مع مصالح الطرف التركي لإيجاد نماذج اقتصادية مقبولة للطرفين.
وأكد أن روسيا ستكون سعيدة جدًا بالمشاركة بتنفيذ مشروع الطاقة النووية الجديد في تركيا، موضحًا أن شركة روساتوم تواصل أعمال البناء في مشروع محطة أقويو للطاقة النووية.
وأشار إلى أن محطة أقويو تعدّ مشروعًا رائدًا بالنسبة لمشروعات التعاون المشتركة بين البلدين في قطاع الطاقة، ومهمًا للغاية بالنسبة لتركيا، إذ إنه أول محطات الطاقة النووية في تركيا، ويمثّل فرصة لاكتساب الخبرة وتدريب الكوادر.
وشدد على أن أعمال البناء تسير وفق الجدول الزمني المحدد، متوقعًا تشغيل الوحدة الأولى من المحطة خلال عام تقريبًا.
الغاز الروسي
من جهة أخرى، أشار نوفاك إلى أن خطَّي أنابيب نقل الغاز الروسي “بلو ستريم” و”وترك ستريم” يواصلان العمل بكفاءة، قائلًا: “نعمل حاليًا على مشروعات شراكة كبرى، منها خط ترك ستريم الذي يتكون من خطّين، أحدهما يزوّد السوق المحلية، والآخر يزوّد السوق الأوروبية، هذه المشروعات تعمل بنجاح”.
وأوضح أن روسيا تزوّد تركيا بكميات كبيرة من النفط ومنتجاته والفحم، مضيفًا: “تركيا أيضًا تعدّ دولة عبور لإمدادات الطاقة نحو جنوب شرق أوروبا، لقد نجحنا في تنفيذ هذا التعاون”.
وقال: “نتطلع لمواصلة تعاوننا طويل الأمد في مجال توريد الغاز الطبيعي، ونحن مستعدون لتوسيع هذا التعاون، لقد أحرزنا تقدمًا جيدًا في هذا الاتجاه”.
وشدد نوفاك -في تصريحات صحفية عقب اجتماع للجنة المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي بين تركيا وروسيا الذي عُقد في موسكو- على أنه رغم كل الصعوبات والاضطرابات العالمية تظل تركيا شريكًا ودودًا لروسيا.
وأشار إلى أن حجم التجارة بين البلدين اقترب العام الماضي من 60 مليار دولار، بزيادة بنسبة 6.7% مقارنة بالعام الذي سبقه، مضيفًا: “نواصل إحراز تقدُّم مستمر في تطوير العلاقات التجارية والاقتصادية”.
موضوعات متعلقة..
- محطات الطاقة النووية في تركيا تجذب شركات عالمية.. هل تصب في مصلحة أنقرة؟
- طموحات توسع تركيا في الطاقة النووية.. هل تتغلب على المخاوف والعقبات؟ (مقال)
اقرأ أيضًا..
- أسعار الوقود في السعودية بعد زيادة الكيروسين وغاز النفط المسال
- ما بدائل مضيق هرمز.. وهل تحقق أمن الطاقة للخليج؟ أنس الحجي يجيب
- شركة وطنية تدعم احتياطيات مصر من النفط والغاز بـ5.3 مليون برميل مكافئ
