عاجل

أوروبا تشتري أرصدة الكربون من الدول النامية.. لأول مرة

سيسمح الاتحاد الأوروبي، لأول مرة، لدول القارة العجوز باستعمال أرصدة الكربون من الدول النامية، من أجل تحقيق حصة محدودة من هدفها المتعلق بالانبعاثات، ضمن هدف مناخي حددته لعام 2040.

ووفق المعلومات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، اقترحت المفوضية الأوروبية هدفًا ملزمًا قانونًا لخفض صافي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 90% بحلول عام 2040، مقارنةً بمستويات عام 1990.

ويهدف هذا الاقتراح إلى إبقاء الاتحاد الأوروبي على المسار الصحيح لتحقيق هدفه المناخي الأساسي المتمثل في الوصول إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

ولكن بعد معارضة حكومات، بما في ذلك فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا وجمهورية التشيك، اقترحت المفوضية -أيضًا- مرونة من شأنها تخفيف هدف انبعاثات الـ90% للصناعات الأوروبية.

أرصدة الكربون في أوروبا

سيجري تطبيق أرصدة الكربون تدريجيًا بدءًا من عام 2036، وسيقترح الاتحاد الأوروبي تشريعًا خلال العام المقبل (2026)، لوضع معايير الجودة التي يجب على هذه الصناعات استيفاؤها، وقواعد تحديد الجهات التي ستشتريها.

وتأتي هذه التحركات في ظل ما يتمتع به الاتحاد الأوروبي من أهداف مناخية تُعد الأكثر طموحًا في العالم، واستندت أهدافه المتعلقة بالانبعاثات حتى الآن بصفة كلية على خفض الانبعاثات المحلية.

وصرّح مفوض المناخ في الاتحاد الأوروبي، فوبكي هوكسترا، بأن الهدف صِيغ في سياق جيوسياسي “بالغ الصعوبة”، ولكنه سيُعزز ثقة المستثمرين بالصناعات، بحسب ما نقلته وكالة رويترز.

وقال هوكسترا: “من المنطقي، من منظور اقتصادي وأمني وجيوسياسي أيضًا، ضمان التزامنا بمسارنا بشأن المناخ”، مضيفًا: “الأمر يتعلق بحماية شعوبنا من الظواهر الجوية المتطرفة”.

وقدّم اقتراح المفوضية للدول مرونةً أكبر في تحديد القطاعات التي تُسهم في تحقيق هدف عام 2040؛ على سبيل المثال، إذا واجهت غاباتها صعوبةً في امتصاص ما يكفي من ثاني أكسيد الكربون، يُمكنها التعويض عن طريق خفض انبعاثات السيارات بصورة أسرع.

الاتحاد الأوروبي
مقر الاتحاد الأوروبي – الصورة من منصة “ساستنبل فيوز”

وكان مستشارو علوم المناخ في الاتحاد الأوروبي قد عارضوا احتساب الأرصدة ضمن هدف عام 2040، وقالوا إن شراء أرصدة الكربون الأجنبية سيُحوّل الاستثمارات عن الصناعات المحلية.

وتُولَّد أرصدة الكربون من مشروعات تُقلّل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الخارج، ومن ذلك -على سبيل المثال- استعادة الغابات في البرازيل، وجمع الأموال لمثل هذه المشروعات.

ومع ذلك، فشلت بعض الأرصدة في تحقيق الفوائد البيئية التي ادّعت بها.

يُذكر أن الاتحاد الأوروبي يواجه موعدًا نهائيًا في منتصف سبتمبر/أيلول، لتقديم هدف مناخي جديد لعام 2035 إلى الأمم المتحدة، الذي قالت المفوضية إنه ينبغي أن يكون مُستمدًا من هدف عام 2040.

تغير المناخ في أوروبا

جعل تغير المناخ أوروبا أسرع قارات العالم احترارًا، وتسببت موجة حر شديدة هذا الأسبوع في حرائق غابات واضطرابات في جميع أنحاء القارة، لكن سياسات أوروبا الطموحة لمكافحة ارتفاع درجات الحرارة أججت التوترات داخل الاتحاد المكون من 27 دولة.

وتعقّدت عملية تطبيق إجراءات مناخية صارمة بسبب النبرة التي انتهجتها الولايات المتحدة، إذ انسحب الرئيس دونالد ترمب من مفاوضات المناخ العالمية في وقت سابق من العام الجاري (2025).

وتقول بعض الحكومات والمشرعين إن الصناعات التي تعاني من الرسوم الجمركية الأميركية وارتفاع تكاليف الطاقة لا تستطيع تحمُّل قواعد انبعاثات أكثر صرامة.

وانعكاسًا للموقف العام لألمانيا، يُمكن تغطية ما يصل إلى 3% من هدف عام 2040 من خلال أرصدة الكربون المُشتراة من دول أخرى عبر سوق تدعمها الأمم المتحدة، ما يُقلل من الجهد الذي تبذله الصناعات المحلية.

وصرّح وزير البيئة الألماني كارستن شنايدر، بأن الهدف كان بمثابة إشارة قوية للاقتصادات الكبرى الأخرى، وأن أوروبا حافظت على مستوى عالٍ من الطموح.

وقال: “هذا يمكن أن يحفّز الصين والهند والبرازيل وجنوب أفريقيا وغيرها على أن تحذو حذوها”.

كما أعلنت حكومة فنلندا دعمها هدف الـ90%؛ الذي يتعيّن على البرلمان الأوروبي وأغلبية دول الاتحاد الأوروبي التفاوض بشأنه والموافقة عليه.

وفي المقابل، قال المتحدث باسم الحكومة البولندية، آدم سزلابكا، عقب إعلان الاتحاد الأوروبي: “هذا هدف غير واقعي على الإطلاق.. ما تحتاج إليه أوروبا اليوم هو دعم التنافسية والحوافز، وليس إجراءات من هذا القبيل”.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى