3 حقول نفط عملاقة في ليبيا تعيد شركتي طاقة عالميتين

دفعت خطط تطوير 3 حقول نفط عملاقة في ليبيا شركتين عالميتين إلى إعلان استئناف نشاطها في البلاد بعد توقّفهما عدّة سنوات، ما يمهّد الطريق نحو تحقيق طموح طرابلس بإنتاج مليوني برميل يوميًا بحلول عام 2030.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا أن شركتي النفط بي بي وشل أبرمتا اتفاقيات مع المؤسسة لإجراء دراسات لاستكشاف الهيدروكربونات وتطويرها في 3 حقول نفطية.
وتعاني ليبيا -وهي ثاني أكبر منتج للنفط في أفريقيا وعضو منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)- من اضطرابات في أنشطتها النفطية بسبب النزاعات بين الفصائل المسلّحة المتنافسة على عائدات النفط، التي غالبًا ما أدت إلى إغلاق الحقول.
وتتعلق خطط شركتا “بي بي” و”شل” -وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- لتطوير 3 حقول نفط في ليبيا، بحقول السرير، والمسلة، بالإضافة إلى حقل العطشان.
النفط في ليبيا
استأنفت عدّة شركات نفط عملاقة مثل إيني الإيطالية، و”أو إم في” النمساوية، وريبسول الإسبانية، أنشطة استكشاف النفط في ليبيا العام الماضي بعد توقُّفها لعقد من الزمان.
وكان المستثمرون الأجانب حذرين من استثمار أموالهم في ليبيا، التي تشهد حالة من الفوضى منذ الإطاحة بالرئيس الراحل معمر القذافي عام 2011.
وأعلنت المؤسسة الوطنية للنفط أن شركة النفط البريطانية “بي بي” ستعيد فتح مكتبها في العاصمة طرابلس خلال الربع الأخير من عام 2025.
ووقّعت المؤسسة الوطنية -المسؤولة عن نشاط النفط في ليبيا- مذكرة تفاهم مع بي بي لإجراء دراسات لتقييم إمكانات استكشاف وإنتاج الهيدروكربونات في حقلي مسلة والسرير النفطيين، وفي بعض مناطق الاستكشاف المحيطة.
وتدرس شركة بي بي إمكانات النفط والغاز “غير التقليدية” الأوسع نطاقًا داخل البلاد، التي تشير إلى استخراج الهيدروكربونات المحاصرة في التكوينات الصخرية المسامية، مما يتطلب تقنيات استخراج متخصصة مثل التكسير المائي (الهيدروليكي).
وقال نائب الرئيس التنفيذي لشركة بي بي، ويليام لين،: “تعكس الاتفاقية حرصنا الشديد على تعميق شراكتنا مع المؤسسة الوطنية للنفط ودعم مستقبل قطاع النفط في ليبيا”.
وأضاف: “نأمل أن نستفيد من خبرة بي بي في إعادة تطوير وإدارة حقول النفط العملاقة حول العالم لتحسين أداء هذه الأصول عالمية المستوى”.
ونتطلع شركة النفط البريطانية إلى إجراء دراسات شاملة، بالتعاون الوثيق مع المؤسسة الوطنية للنفط، لتقييم إمكانات الموارد في هذه المنطقة الواعدة.
عودة بي بي إلى ليبيا
عادت شركة النفط البريطانية العملاقة إلى ليبيا في عام 2007 باتفاقية استكشاف وتقاسم الإنتاج تغطي منطقتي الاستكشاف “أ” و”ب” (برية)، والمنطقة “ج” (بحرية) مع المؤسسة الوطنية للنفط، والتي عُلِّقت لاحقًا بسبب ظروف قاهرة.
وفي عام 2022، استحوذت إيني على حصة 42.5% وتولّت إدارة الاتفاقية، مع احتفاظ بي بي بحصّة 42.5%، واحتفاظ المؤسسة الليبية للاستثمار بنسبة 15% المتبقية.
وفي عام 2023، رفعت إيني وبي بي رسميًا حالة القوة القاهرة، واستأنفت عمليات الاستكشاف في المناطق البرية.
ويُعدّ حقلا السرير ومسلة النفطيان، الواقعان في حوض سرت، من أكبر حقول النفط في ليبيا، إذ اكتُشِف حقل السرير عام 1961 وحقل مسلة عام 1971، ويمثّل نطاق مذكرة التفاهم إضافةً محتملةً مهمةً إلى محفظة بي بي في ليبيا.
حقل العطشان
على صعيد منفصل، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط اتفاقها مع شركة شل على تقييم آفاق الهيدروكربونات وإجراء دراسة جدوى فنية واقتصادية شاملة لتطوير حقل العطشان النفطي وحقول أخرى مملوكة بالكامل للمؤسسة.
ويقع حقل العطشان بين حوض مرزق وحوض غدامس على الحدود الغربية لليبيا مع دولة الجزائر، وفي عام 2017 خُصِّص الامتياز إلي شركة زلاف ليبيا للاستكشاف وإنتاج النفط والغاز والمملوكة بالكامل للمؤسسة الوطنية للنفط.

وخلال عام 2023، في إطار الخطة الاستكشافية بحقل العطشان، حققت شركة زلاف نتائج غير مسبوقة من البئر الاستكشافية (و2- م ن 151)، إذ بلغ معدل إنتاج البئر 20 مليون قدم مكعبة من الغاز يوميًا.
ويأتي استئناف شركات النفط العالمية نشاطها في ليبيا تتويجًا للمساعي الحثيثة والجهود التي يقوم بها مجلس إدارة المؤسسة، والتي تهدف إلى النهوض بقطاع النفط في ليبيا، وزيادة الإنتاجية، بما يدفع إلى استقرار اقتصادي دائم لليبيا.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج النفط في ليبيا يترقّب انتعاشة بدعم من شركة عالمية
- 4 حقول تدعم زيادة إنتاج النفط في ليبيا إلى 1.4 مليون برميل يوميًا
اقرأ أيضًا..
- حصة واردات الطاقة الأميركية من إجمالي الإمدادات تهبط لأقل مستوياتها
- إنتاج طاقة الرياح في أوروبا ينخفض.. ما دور محطات الفحم والغاز؟
- أكبر 10 دول في احتياطيات الغاز الطبيعي عالميًا.. 4 بلدان عربية تزين القائمة
المصادر..
- بي.بي وشل تدرسان إمكانات الهيدروكربون في 3 حقول نفطية ليبية، من رويترز
- بي بي توقعان مذكرة تفاهم لاستكشاف إعادة تطوير حقول النفط الليبية، من موفع الشركة