أعلنت الحكومة الكولومبية أول اكتشاف هيدروجين طبيعي في شمال غرب البلاد، وهو ما يعزّز خطط إزالة الكربون من خلال مصادر الطاقة النظيفة.
وعثرت فرق وزارة المناجم والطاقة والوكالة الوطنية للهيدروكربونات (ANH) على تركيزات عالية من الهيدروجين الطبيعي داخل 4 آبار في حوضَيْن مختلفَيْن.
وبحسب تصريح لوزير الطاقة إدوين بالما، فإن اكتشاف الهيدروجين الطبيعي قادر على تغيير مزيج الكهرباء في كولومبيا، وتقليل الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري، وجلب التنمية إلى المناطق المنسية.
والهيدروجين الطبيعي أو الأبيض هو غاز حر في جوف الأرض ينتج عن تفاعلات كيميائية، ويُعد بديلًا رخيصًا ونظيفًا مقارنة بأنواع الهيدروجين الأخرى، إذ يُستخرج بوساطة تقنيات الحفر التقليدية، بحسب قاعدة مفاهيم الطاقة لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
تركيزات الهيدروجين الطبيعي
أكّدت وزارة الطاقة الكولومبية رسميًا تحقيق اكتشاف هيدروجين طبيعي في باطن الأرض، بعدما سجّلت أعمال الحفر الاستكشافية نتائج إيجابية في الحوضَيْن الرسوبيَّيْن “كورديليرا أورينتال” (Cordillera Oriental)، و”سينو-سان خاسينتو” (Sinú-San Jacinto).
وعُثر على الهيدروجين الطبيعي بتركيزات عالية في الآبار الآتية: “ماكانال-1 إكس” (Macanal-1X)، و”فوميك-1 إكس” (Fómeque-1X)، و”سان رافايبل-1 إكس” (San Rafael-1X)، و”سان رافائيل 2 إكس” (San Rafael-2X).
وكان أعلى تركيز داخل بئر “ماكانال-1 إكس” عند 36 ألفًا و110 أجزاء في المليون بنسبة 3.61% على عمق 183 مترًا تحت سطح الأرض.
ولم تُؤكد بعد الجدوى التجارية للاكتشاف، إلا أن النتائج المبشّرة بمثابة خطوة أولية مهمة، خاصة أن كولومبيا تحظى بسمات جيولوجية مواتية لتكوّن الهيدروجين الطبيعي وتجمّعه تحت الأرض.
ويقول خبراء إن نشاط الصفائح التكتونية وتكوينات الصخور قد تهيئ الظروف المثالية لتجمُّع كميات أكبر من الهيدروجين الطبيعي.
من جانبها، وعدت الوزارة باستمرار دراسة التكوينات الجيولوجية؛ لتقييم الجدوى التجارية للرواسب التي إذا تحقّقت فستُصبح كولومبيا أحد المواقع العالمية الحاضنة لموارد الهيدروجين الطبيعي بكميات تجارية وقابلة للاستخراج.
الهيدروجين الطبيعي في كولومبيا
يجعل أول اكتشاف هيدروجين طبيعي من كولومبيا أولى دول أميركا اللاتينية التي تصل إلى مثل ذلك الاكتشاف، كما أنه “تأكيد” على قدرة البلاد على أن تصبح رائدة إقليميًا في قطاع الطاقة النظيفة، بحسب وزير الطاقة إدوين بالما.
وبحسب المعلومات لدى منصة الطاقة المتخصصة، ينتج الهيدروجين الطبيعي تحت الأرض بصورة طبيعية، ولا تصدر عنه انبعاثات كربونية.
كما تقل تكلفة إنتاج الهيدروجين الطبيعي شريطة استخراجه بكفاءة؛ لأنه يختلف عن إنتاج الهيدروجين الأخضر المنتج بوساطة المحللات الكهربائية أو الأزرق المنتج من الغاز الطبيعي مع تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه.
ويوضح الإنفوغرافيك أدناه -أعدّته منصة الطاقة المتخصصة- أنواع الهيدروجين حسب طريقة الإنتاج:
ولتحقيق أقصى استفادة من الموارد، تعكف الوكالة الوطنية للهيدروكربونات على التحضير لإقامة عطاءات لمنح تراخيص التنقيب عن الهيدروجين الطبيعي.
كما أصدرت الحكومة في أبريل/نيسان (2025) مشروع قانون لتنظيم الأراضي المخصصة للتنقيب عن الغاز والهيدروجين الطبيعي، بما يشمل قواعد الإنتاج المشترك والمشاركة المجتمعية والمعايير التشغيلية.
التنقيب عن الهيدروجين الطبيعي في أميركا
في سياق متصل، أعلنت شركة “هاي تيرا” (HyTerra)، اليوم الأربعاء (9 يوليو/تموز)، توسعة نطاق الحفر داخل موقع اكتشاف هيدروجين طبيعي في ولاية كانساس الأميركية، إذ عُثر على موارد بتركيزات تاريخية مؤخرًا.
وقررت الشركة زيادة الأعداد المحفورة خلال المدة بين شهري أبريل/نيسان ويوليو/تموز (2025) بمشروع نيماها (Nemaha) بإضافة بئر جديدة، ليصل العدد الإجمالي إلى 3، بحسب بيان صحفي أصدرته الشركة وحصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة.
ومن المقرر بدء أعمال ثقب البئر “ماككوي 1” (McCoy 1) بوساطة الحفارة رقم 116، التابعة لشركة مورفين (Murfin)، في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.
واختارت الشركة البئر بناء على النتائج المشجعة لبئر أخرى هي “سو دورش 3” (Sue Duroche 3) الموجودة داخل التكوين الجيولوجي نفسه، وتحدد موقع البئر بناء على مسح يرجع إلى عام 2023، وكذلك بيانات زلزالية جرت معالجتها في عام 2025.
يُشار هنا إلى أن البئر سو دوروش-3 تبعد مسافة 200 متر إلى الشمال من بئر الغاز الطبيعي “سو دوروش-2” التي حُفرت في عام 2009 بوساطة شركة “سي إف إيه أويل” (CFA Oil) قبل أن تُسدّ وتُهجر في عام 2015.
وتموّل أعمال التنقيب شركة “فورتسكيو فيوتشر إندستريز تكنولوجيز” الأسترالية المحدودة (Fortescue Future Industries Technologies) المملوكة لأغنى رجل في أستراليا أندرو فورست.
وداخل المشروع نفسه، أعلنت “هاي تيرا” وصول وحدة صيانة الآبار إلى موقع البئر “بلايث 20-13” (Blythe 13-20)؛ إذ من المقرر بدء أعمال التنظيف وتركيب معدات رصد داخل البئر.
ومن شأن الوحدة أن تحول البئر إلى “تقييمية”، إذ ستوفّر معلومات مهمة تساعد في تصميم برنامج الاختبار المبدئي، المقرر انطلاقه بعد اكتمال حفر الآبار الثلاثة وتحليل البيانات المجموعة من تحت الأرض.
وبدأ حفر البئر “بلايث 20-13” في منتصف شهر مايو/أيار الماضي، بعد الحصول على التراخيص الحكومية في مارس/آذار.
موضوعات متعلقة..
- الصدفة تقود لاكتشاف هيدروجين طبيعي في دولة أوروبية
- اكتشاف هيدروجين طبيعي جديد بتركيزات تاريخية
- اكتشاف هيدروجين طبيعي ضخم يحقق نتائج مبهرة
اقرأ أيضًا..
- مخزونات النفط الأميركية ترتفع 7.1 مليون برميل خلافًا للتوقعات
- حصري – سوريا تتفاوض لمضاعفة واردات الغاز القطري.. وهذا موعد الضخ من تركيا
- وزير الطاقة السعودي يحذر من سياسات تحول الطاقة والشعارات غير الواقعية
- الصين تقترب من صدارة احتياطيات الليثيوم عالميًا.. اكتشافات ضخمة تدعم خطط الطاقة الجديدة
المصادر:
- اكتشاف هيدروجين طبيعي في كولومبيا من “فيول سيل وركس”
- بيان شركة هاي تيرا عن تطورات اكتشاف هيدروجين طبيعي في كانساس
