عاجل

تكلفة الحياد الكربوني في بريطانيا تقفز إلى تريليون دولار

حذّرت الهيئة المستقلة لمراقبة المالية العامة من التأثير السلبي لإستراتيجية الحياد الكربوني في بريطانيا بحلول عام 2050 في الموارد المالية واقتصاد البلاد وفواتير المواطنين.

وقال مكتب مسؤولية الموازنة (OBR) إن تكلفة التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة وإزالة الكربون من الصناعات خلال العقدَيْن ونصف العقد المقبل ستصل إلى 803 مليارات جنيه إسترليني (تريليون دولار أميركي)، وهو ما يشكّل 21% من إجمالي الناتج المحلي.

(الجنيه الإسترليني = 1.35 دولارًا أميركياً).

يأتي ذلك في الوقت الذي تعاني فيه الموارد المالية مخاطر متزايدة بعد أن تعرّضت لسلسلة صدمات عالمية تركتها في وضع هش نسبيًا. كما ارتفعت الديون الحكومية بنهاية عام 2024 الماضي لتحتل بريطانيا المركز السادس بين 36 اقتصادًا متقدمًا.

وبحسب التقرير الذي حصلت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يحمل تغير المناخ آثارًا اقتصادية ومالية خطيرة تضطر معها الحكومة إلى الإنفاق على 3 أوجه هي: تخفيف آثاره، وتحمل تكاليف الأضرار الناتجة عنه، والتكيف معه.

إستراتيجية الحياد الكربوني في بريطانيا

سيتحمّل دافعو الضرائب من المواطنين 30 مليار جنيه إسترليني في المتوسط سنويًا، لتحقيق أهداف الحياد الكربوني في بريطانيا بحلول عام 2050.

وسيكون ثُلثا هذا المبلغ بسبب عدم تحصيل الضرائب على الوقود بسبب التحول إلى السيارات الكهربائية، وفق ما اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن صحيفة “ذا صن” البريطانية (The Sun).

وسرّعت الحكومة الحالية بقيادة حزب العمال مستهدفات التخلص من بيع سيارات البنزين والديزل الجديدة بحلول عام 2030 والسيارات الهجينة حتى 2030.

شاحن سيارات كهربائية
شاحن سيارات كهربائية – الصورة من شبكة “بي بي سي” البريطانية

في المقابل، من المتوقع رفع حصة مبيعات السيارات الكهربائية الجديدة من 16% (حتى يناير/كانون الثاني 2025) إلى 70% في 2030.

وعمومًا، ستتأثر التكلفة على أساس سنوي بعاملَيْن أساسيَّيْن هما:

  • النفقات التي يتحمّلها الاقتصاد لتخفيف آثار تغير المناخ قدرها 9.9 مليار جنيه إسترليني بين عامَي 2025 و2050
  • الخسائر الضريبية الناتجة عن التحول إلى السيارات الكهربائية التي تصل إلى 20.5 مليار جنيه إسترليني، وربما تنخفض تلك الخسائر الضريبية إذا وُجد بديل لضريبة الوقود.

وبسبب تغير المناخ، سينخفض إجمالي الناتج المحلي بنسبة 3.3% في 2026 في حال ارتفاع درجة حرارة الأرض درجتَيْن مئويتَيْن، وبنسبة 7.8% بحلول 2060 في حال ارتفاع الحرارة 3 درجات مئوية.

ويمثّل اتفاق باريس للمناخ المُبرم في عام 2015 المسار طويل الأمد والمتفق عليه لتحقيق هدف الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الجاري، ويستهدف بصورة رئيسة الحفاظ على ارتفاع حرارة كوكب الأرض 1.5 مئوية.

اتفاق باريس للمناخ

الدعم الشعبي لهدف الحياد الكربوني في بريطانيا

توصل استطلاع حديث للرأي إلى أن أكثر من ثلثي المواطنين يدعمون أهداف الحياد الكربوني في بريطانيا، رغم ما قد يحمله من أعباء اقتصادية.

ويعتقد الداعمون أن الاستثمار في الطاقة النظيفة قادر على خفض فواتير الكهرباء وانبعاثات غازات الدفيئة وتعزيز أمن الطاقة وتقليل الاعتماد على مصادر الوقود الأحفوري الباهظة.

وأجرى الاستطلاع شركة “يوغوف” (YouGov) التي جمعت آراء أكثر من 2200 شخص يعيشون داخل المملكة المتحدة، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

وأعرب 65% من المشاركين عن دعمهم الإستراتيجية المُعلنة في عام 2019، في حين عارضها 23% آخرون، وكانت النسبة الباقية من المترددين.

ومن بين الداعمين، كان 67% يؤيدون تسريع وتيرة إجراءات إزالة الكربون من قطاعات الكهرباء والصناعة والنقل من بين أخرى، في حين عارضها 19% آخرون.

وكان أكثر المعارضين لأهداف الحياد الكربوني بحلول 2030 و2050 داخل الفئة العمرية بين 65 عامًا فما فوق، إذ قال 30% منهم إنهم لا يدعمون أهداف 2030، في حين قال 36% إنهم يعارضون أهداف 2050.

في المقابل، خفّت حدة المعارضة بين الشباب، إذ كانت أقل في الفئة العمرية بين 18 و24 عامًا.

واتفق المصوّتون من الأحزاب السياسية كافّة على أهمية بذل مزيد من الجهود؛ لضمان تحقيق مكاسب للمجتمعات المحلية من مسيرة تحول الطاقة في المستقبل.

وعلى نحو خاص، قالوا إن قطاع النقل العام والمستشفيات والمدارس والبنايات الحكومية والمنازل هي الأولى باستثمارات إزالة الكربون.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

  1. تكلفة الحياد الكربوني في بريطانيا، من صحيفة ذا صن.
  2. نتائج استطلاع للرأي عن الحياد الكربوني بين البريطانيين.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى