أنس الحجي: ترمب لم يخفض أسعار النفط.. وهكذا طعن الصناعة في ظهرها

في بداية حكمه، أراد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أن يخفض أسعار النفط والبنزين، ومع الوقت بدأت الأسعار في الانخفاض بالفعل؛ ما أثار تساؤلات حول نجاح الرئيس الجديد في تحقيق هدفه.
ولكن مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، يرى أن الانخفاض حدث بالفعل، ولكن لكل الأسباب الخاطئة وليس نتيجة سياسات معينة تتعلق بالطاقة.
وأضاف: “كان ترمب يأمل في زيادة إنتاج النفط الأميركي، ولكن هذا لم يحدث، بل على العكس انخفض الإنتاج، كما أنه كان يأمل في زيادة إنتاج البنزين، والآن هناك انخفاض كبير بمخزونات البنزين في الولايات المتحدة”.
لذلك، وفق الحجي، حدثت كل الأسباب الخطأ، وهي البلبلة التي سببتها الحروب التجارية والتعرفة الجمركية، وأدت إلى انخفاض الاستثمارات والاستهلاك، ومن ثَم انخفاض معدلات النمو الاقتصادي والتخوف من المستقبل وعدم اليقين، وكلها أمور خفضت أسعار النفط والبنزين.
جاء ذلك خلال حلقة جديدة من برنامجه “أنسيات الطاقة”، الذي يقدمه الحجي على مساحات منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، وجاءت تحت عنوان “مستجدات أسواق الطاقة وأثرها في دول الخليج”.
وفورات المستهلك الأميركي
قال أنس الحجي إن هناك إشكالية كبيرة في هذا الموضوع يجب الانتباه لها، وهي وفورات المستهلك الأميركي؛ فإذا استمرت الأسعار الحالية لمدة عام؛ فإن وفورات المستهلك الذي يحاول ترمب مساعدته ستبلغ نحو مليار دولار.
ولكن، بافتراض أن هذا الانخفاض يشمل كل المنتجات النفطية، بما في ذلك الديزل ووقود الطائرات وغيرهما؛ فإن وفورات المستهلك الأميركي والشركات لا تتجاوز 3 مليارات دولار سنويًا، وذلك على فرض أن هذه الأسعار ستبقى منخفضة طيلة السنة.

وأوضح مستشار تحرير منصة الطاقة أن المشكلة أنه منذ انتخاب ترمب حتى الآن قُدرت خسائر شركات النفط بمئات المليارات؛ لذلك هناك وفورات لمدة عام بنحو 3 مليارات دولار، وخسائر خلال 3 أشهر تقريبًا بمئات المليارات، وهو ما يكشف عن جنون هذه السياسات.
لذلك؛ فإن الوضع غير طبيعي وغير منطقي، والشرح الوحيد له أن ترمب ضد صناعة النفط ويكرهها، وهناك أدلة كثيرة على ذلك؛ ومن ثم فهو قد طعن الصناعة في الظهر، إذ قال لهم: صوتوا لي وادعموني بالمال، ثم طعنهم في ظهورهم.
والآن، تطالب صناعة النفط -بدورها- ترمب بأن يفي بوعوده، وهو وإدارته يتجاهلون ذلك؛ إذ عيّن وزير طاقة من صناعة النفط؛ إذ كان رئيسًا لشركة خسرت 40% من قيمتها منذ قدومه حتى الآن، أو منذ تعيين الوزير تحديدًا.
وأضاف: “وزير الطاقة الأميركي الجديد تحوّل من رئيس شركة محترم إلى مشجع لترمب، يصفق له طول الوقت ويغرد كل صباح على منصة “إكس” كأنه من الذباب الإلكتروني؛ فلم تعد هناك سياسات حقيقية على أرض الواقع بالنسبة للطاقة والشركات، أو لإنتاج النفط الأميركي”.

زيادة إنتاج النفط الأميركي
تطرق أنس الحجي إلى الحديث عن زيادة إنتاج النفط الأميركي، مؤكدًا أنه لن يحدث، وكذلك الأمر بالنسبة للغاز المسال، إذ إن رسوم ترمب الجمركية وحدها هي ما تزيد، وتزيد تكلفة المصانع الجديدة بنحو 11 أو 12%.
وتابع: “سترفع التعرفة الجمركية تكاليف صناعة النفط الأميركية بنحو 4% إلى 5%، وشركة أمازون حاليًا تواجه هجومًا من الإدارة الأميركية، بعدما أعلنت أنها ستفصل كل فاتورة سترسلها لكل عميل، لتوضح حجم التعرفة الجمركية التي دفعها العميل”.

بعبارة أخرى، وفق أنس الحجي، إذا كان سعر المنتج نحو 10 دولارات، في حين التعرفة الجمركية دولار واحد، سيتم توضيح ذلك، وإدارة ترمب ترى أن هذا هجوم عليها وفُضح لها، ولا سيما أن الرئيس الأميركي يريد أن يقول إن الصينيين هم من سيدفعون الرسوم.
ولكن أمازون تقول إنها من ستدفع، ثم فرضت شركات النقل -أيضًا- رسومًا جديدة تعادل التعرفة الجمركية، ومن ثم سيكون هناك ارتفاع في التكاليف على المستهلك الأميركي على كل الحالات.
وختامًا، أكد الحجي أن انخفاض أسعار النفط والبنزين حدث بالفعل، ولكن للأسباب الخاطئة والتكلفة عالية جدًا؛ إذ إنه منذ قدوم ترمب حتى الآن، تعاظمت خسائر الشركات الأميركية لتصل إلى مئات المليارات من الدولار.
موضوعات متعلقة..
- رسوم ترمب على الناقلات الصينية تهدد صادرات الغاز الأميركية
- كيف يدعم ترمب تفوق الصين بسوق الرقائق الإلكترونية؟ (تحليل)
- إلغاء ترمب تمويل برنامج أبحاث تغير المناخ العالمي الأميركي.. ما الخطر؟ (تقرير)
اقرأ أيضًا..
- انخفاض مشتريات الذهب بـ3 دول عربية.. وارتفاع في السعودية
- وزير الطاقة العماني: إذا خرجنا من أوبك+ سنرفع الإنتاج.. وهذه تكلفة برميل النفط
- مصر تتفاوض على شحنات غاز مسال إضافية.. وهذا موعد الربط مع السعودية (خاص)
المصدر..