عاجل

سفينة حفر عملاقة تبحث عن مشترٍ منذ 11 عامًا.. ما قصتها؟

بدأت شركة كيبل فيلس (Keppel FELS) الإعداد لبناء سفينة حفر في ديسمبر/كانون الأول نهاية عام 2013، أملًا في تعزيز أسطول التنقيب بوحدات جديدة.

وللمفاجأة أنه حتى تاريخ كتابة هذا التقرير (4 مايو/أيار 2025) لم تنجح الشركة في تأمين مشترٍ للسفينة “كان دو Can Do”، وفق معلومات حصلت عليها منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن).

ورغم تفسير بعض المحللين للأمر بوصفه ركودًا في سوق الحفر، أو أنه يرجع للتقلبات الجيوسياسية المؤثرة في سوق النفط العالمية، فإنه قد يأخذ طابعًا تنافسيًا مع الدول الآسيوية -خاصة الصين وكوريا الجنوبية- التي تتربع في صدارة أحواض بناء السفن.

و”كيبل فيلس” هي شركة سنغافورية تبني: “منصات ذاتية الرفع ومنصات شبه غاطسة وسفن خاصة”، حسب تعريف نشرته الشركة في صفحتها الرسمية بموقع لينكد إن.

أين مشتري سفينة الحفر؟

تستقر سفينة الحفر “كان دو” حاليًا في سنغافورة منذ بدء بنائها قبل ما يزيد عن 11 عامًا، ولم تنجح في جذب مشترين حتى الآن.

ويأتي العزوف عن الشراء رغم انتمائها للسفن الحديثة المتطورة، وتتمتع “كان دو” بتصميم فريد مسجل للشركة، وهي حاليًا في وضع كامل ميكانيكيًا بالنسبة لتثبيت أنظمة الدفع ومعدّات الحفر ومضخات الأنابيب، وغيرها.

ويصل طول السفينة إلى 794 قدمًا، وعرضها 138 قدمًا، ويمكنها العمل حتى عمق مائي يصل إلى 12 ألف قدم، والحفر بعمق 45 ألف قدم، طبقًا لمعلومات أوردها موقع أبستريم أون لاين.

تصميم لسفينة حفر كان دو
تصميم لسفينة حفر كان دو – الصورة من سي تريد ماريتايم نيوز

ولا يبدو أن ملامح ركود سوق منصات الحفر هو المعطِّل الوحيد لبيع السفينة “كان دو”، خاصة أن سفنًا أخرى نجحت في اقتناص مهام تشغيلية.

ومن بين نجاحات سفن الحفر الأخرى مؤخرًا:

  • تسليم سفينة الحفر المنتمية للجيل السابع “تايدل أكشن Tidal Action” لمقاول الحفر البحري في كوريا الجنوبية “هانوا دريلينغ”، شهر أبريل/نيسان الجاري.
  • بدء سفينة الحفر “أتلانتك زوندا Atlantic Zonda” عملياتها التشغيلية في البرازيل.

مراحل السفينة “كان دو”

أعدّت شركة “كيبل فيلس” تصميمًا تجريبيًا للسفينة “كان دو”، بالتعاون مع شركات أخرى مثل: كوم تك (KOMtech) التابعة لها، وغوستو إم إس سي (GustoMSC) المعنية بأعمال الهندسة البحرية، وفق ما نشره موقع سي تريد ماريتايم نهاية عام 2013.

وحصل التصميم الأولي على الموافقات اللازمة، ما أتاح بدء عمليات البناء والاختبار.

وقبل بدء هذه الخطوة بعامين -أي في 2011-، بدأت “كيبل حملة تسويق لتصميم السفينة “كان دو”، في محاولة لتأمين مشتر للوحدة في ظل هيمنة أحواض بناء السفن الكورية والصينية آنذاك.

وشملت الملامح العامة لمواصفات السفينة اتّساع مساحة سطحها ليضم معدّات حفر وموانع انفجار ورافعات، لتعزيز عملية الحفر على أعماق مائية كبيرة.

وأعلنت الشركة حينها أنه فور طرح تصميم السفينة، لاقى ترحيبًا من المعنيين بسوق الحفر، لتلبية معايير الكفاءة والسلامة والتكلفة المعقولة.

وتتنافى كل الخطوات السابق ذكرها مع بقاء السفينة السنغافورية دون مشترٍ، حتى الآن.

وتروّج شركة “كيبل فيلس” في تعريفها على صفحة “لينكد إن” إلى نجاحها في تسليم عدد كبير من المنصات ذاتية الرفع والمنصات شبه الغاطسة على مدار العقد الماضي، بما يعادل نصف الأسطول العالمي.

حوض بناء سفن تابع لشركة كيبل السنغافورية
حوض بناء سفن تابع لشركة كيبل السنغافورية – الصورة من أبستريم أون لاين

مواصفات السفينة

كما سبق الإشارة إليه، تتميز سفينة الحفر “كان دو” باتّساع سطحها بقدر يُتيح عمليات الاستكشاف والتطوير، إذ تستوعب معدّات ملائمة لهذه الأغراض.

ويمكن لسطح السفينة استيعاب حمولة تصل إلى 32 ألف طن، في حين تتّسع سفن الحفر الأخرى لما يتراوح بين 20 و25 ألف طن.

وبجانب ذلك، تضمنت السفينة سطحًا إضافيًا لمعدّات اختبار الآبار، ويمتاز السطح الإضافي بأنه على مسافة مرتفعة عن السطح الأصلي لاحتواء الرافعات وتخزينها.

وعُززت السفينة بمعدات: (اختبار الآبار، وضبط ضغط الحفر، والأنابيب، والكابلات، وأنظمة الصيانة والتحكم)، تبعًا لكتيب مواصفات السفينة الذي نشره موقع أمازون ويب سيرفيس.

واتّسم خزان السفينة بسعة عالية، مقارنة بسعة الخزانات لدى إزاحة الستار عن تصميم السفينة، إذ تستطيع “كان دو” حمل 10 آلاف متر مكعب من زيت الوقود، ما يسمح لها بخوض رحلات كبيرة دون الحاجة إلى التوقف والتزود بالوقود.

واستند الكُتيب إلى معطيات الطلب القوي على المنصات البحرية قبل 11 عامًا، لتأكيد دور سفينة حفر شركة “كيبل فيلس” في تغذية متوقعة للسوق خلال السنوات من 2016 حتى 2020.

ويبدو أيضًا أن هذه الرؤية غير دقيقة، إذ ما زالت السفينة تبحث عن مشترين حتى الآن، رغم توسعات الحفر في المياه العميقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى