أسعار النفط ترتفع 3%.. وخام برنت لشهر يوليو قرب 62 دولارًا (تحديث)

عززت أسعار النفط مكاسبها إلى ما يقرب من 3% في تعاملات اليوم الثلاثاء 6 مايو/أيار (2025)، في محاولة لتعويض جزء من الخسائر التي لحقت بها خلال الجلسات الأخيرة بعد قرار دول أوبك+ بالمضي قدمًا في تسريع التخلص التدريجي من التخفيضات الطوعية.
جاءت الزيادة -وفق متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- مدعومةً بانتعاش فنّي وعمليات شراء على خلفية الانخفاض الكبير في أسعار الخام، بالرغم من استمرار المخاوف بشأن توقعات فائض السوق.
وقررت الدول الـ8 المشاركة في التخفيضات الطوعية الإضافية لإنتاج النفط، إضافة 411 ألف برميل يوميًا خلال يونيو/حزيران 2025 (تمثّل سقفًا، وليس بالضرورة زيادة إنتاج)؛ أي 3 أضعاف ما خططت له في الأساس.
وكانت أسعار النفط قد أنهت تعاملاتها، أمس الإثنين 5 مايو/أيار، على انخفاض بنحو 2%، ، وسط مؤشرات بزيادة المعروض مع تراجع الطلب عالميًا.
أسعار النفط اليوم
بحلول الساعة 10:11 صباحًا بتوقيت غرينتش (01:11 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار العقود الآجلة لخام برنت القياسي، تسليم يوليو/تموز 2025، بنسبة 2.72%، لتصل إلى 61.87 دولارًا للبرميل.
كما صعدت أسعار العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي، تسليم يونيو/حزيران 2025، بنسبة 2.78%، لتصل إلى 58.72 دولارًا للبرميل، بحسب الأرقام التي تتابعها لحظيًا منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
انخفض الخامان القياسيان (برنت وغرب تكساس الوسيط) بنسبة 1.7% و1.9% على التوالي خلال الجلسة الماضية عند أدنى مستوى لهما منذ فبراير/شباط 2021، بعد اتفاق دول أوبك+ الـ8 على تسريع زيادات إنتاج النفط للشهر الثاني على التوالي، ورفع الإنتاج في يونيو/حزيران بمقدار 411 ألف برميل يوميًا.
القرار الأخير يعني أن الدول الـ8 تمكّنت من التخلص من 959 ألف برميل يوميًا، من أصل 2.2 مليون برميل يوميًا في غضون 3 أشهر فقط.
وأكدت السعودية و7 دول في أوبك+ أنه يُمكن إيقاف زيادات الإنتاج التدريجية مؤقتًا أو إلغاؤها وفقًا لتطورات أوضاع السوق، وعزمها التعويض الكامل عن أيّ إنتاج زائد منذ يناير/كانون الثاني 2024.

تحليل أسعار النفط
قال كبير محللي السلع في إس إي بي (SEB)، بيارن شيلدروب، حول تحليل أسعار النفط: “من المدهش أن نشهد هذا الانتعاش هذا الصباح.. لكن 60 دولارًا للبرميل مؤشر نفسي. عندما ينخفض سعر النفط إلى ما دون 60 دولارًا، تجد الناس يقولون: حسنًا، هذا سعر رائع”.
تراجعت أسعار النفط أكثر من 10% في 6 جلسات متتالية، مدفوعة بتوقعات تجاوز الإنتاج للاستهلاك، وهبطت أكثر من 20% منذ أبريل/نيسان، عندما دفعت صدمات التعرفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى زيادة التوقعات بتباطؤ الاقتصاد العالمي.
من جانبه، قال خبير إستراتيجيات السوق في آي جي (IG)، ييب جون رونغ: “يبدو أن الانتعاش الطفيف الذي شهدته أسعار النفط اليوم يعود إلى عوامل فنية أكثر منه إلى عوامل أساسية”.
وأضاف: “ما تزال العوامل المعاكسة المستمرة، بما في ذلك التحول المحوري في إستراتيجية إنتاج أوبك+، وعدم اليقين بشأن الطلب في ظل مخاطر التعرفات الجمركية الأميركية، وخفض توقعات الأسعار، تؤثّر سلبًا بحركة السوق عمومًا”.
ودعمت عودة المشاركين في السوق الصينية، بعد عطلة رسمية استمرت 5 أيام منذ 1 مايو/أيار، أسعار النفط الخام اليوم الثلاثاء.
وقالت كبيرة محللي السوق في فيليب نوفا، بريانكا ساشديفا: “أعادت الصين فتح أبوابها اليوم أيضًا، وبصفتها أكبر مستورد للنفط، كان من المرجّح أن يتسارع إقبال المشترين على شراء النفط عند مستوياته المنخفضة الحالية”.
وقدّمت بيانات أظهرت انتعاشًا بنمو قطاع الخدمات في الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، مع زيادة الطلبات، بعض الدعم.
وأعلن معهد إدارة التوريدات أمس الإثنين أن مؤشر مديري المشتريات غير الصناعي ارتفع إلى 51.6 نقطة الشهر الماضي، من 50.8 نقطة في مارس/آذار.
وكان اقتصاديون استطلعت رويترز آراءهم قد توقعوا انخفاض مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 50.2 نقطة.
ومن المرجّح أن يُبقي مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي أسعار الفائدة دون تغيير غدًا الأربعاء، إذ تُؤثّر الرسوم الجمركية سلبًا بالتوقعات الاقتصادية.
وخفض بنك باركليز توقعات سعر خام برنت يوم الإثنين بمقدار 4 دولارات إلى 70 دولارًا للبرميل في عام 2025، وحدّد تقديراته لعام 2026 عند 62 دولارًا للبرميل.
وأشار إلى “طريق صخري أمام الأساسيات” وسط تصاعد التوترات التجارية، وتحول أوبك+ في إستراتيجية الإنتاج الخاصة به.
موضوعات متعلقة..
- أسعار النفط تنخفض 2%.. وخام برنت لشهر يوليو فوق 60 دولارًا – (تحديث)
- أنس الحجي: ترمب لم يخفض أسعار النفط.. وهكذا طعن الصناعة في ظهرها
اقرأ أيضًا..
- سفينة حفر عملاقة تحظى بمهمة جديدة بعد نجاحها في مصر
- تسريع إنتاج دول أوبك+ النفطي يحقق استقرار السوق.. رغم التقلبات (مقال)
- الوقود الأحفوري باقٍ في مزيج الطاقة العالمي.. وسيناريوهات التخلص منه غير واقعية (تقرير)
المصادر..