عاجل

أسباب تحرك أسعار النفط بعد قرار مجموعة الـ8.. وحركة ذكية من السعودية (تقرير)

على الرغم من تحرّك أسعار النفط في أعقاب إعلان مجموعة الـ8 الأعضاء في تحالف أوبك+ زيادة إنتاج الكميات التي كانت مُخفّضة طوعًا، بمقدار 411 ألف برميل إضافية في يونيو/حزيران المقبل، فإنه سرعان ما اتضح أن هذا الانخفاض مؤقت.

ويوضح مستشار تحرير منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، خبير اقتصادات الطاقة الدكتور أنس الحجي، أن الأسعار انخفضت يوم الإثنين 5 مايو/أيار في بداية التعاملات بنحو 4.5%، ولكن كانت هناك حركة ذكية جدًا من جانب قيادة المجموعة.

وأضاف: “اجتماع السبت 3 مايو/أيار 2025 كان في الأصل مقررًا يوم الإثنين، وكانت الدول تعرف أنها ستزيد سقف الإنتاج 411 ألف برميل يوميًا، فغيّروا موعد الاجتماع، لأن يومي السبت والأحد تكون أسواق الطاقة مغلقة، وتفتح يوم الإثنين”.

بعبارة أخرى، وفق الحجي، عندما فتحت الأسواق يوم الإثنين، كان انخفاض أسعار النفط بنحو 4.5%، والمؤكد أنه في حال إعلان القرار صباح يوم الإثنين، لكان الانخفاض قد بلغ 8 أو 10%، لذلك فقد كانت الخطوة ذكية، لأنهم منحوا التجار وغيرهم وقتًا لاستيعاب الفكرة.

جاءت هذه التصريحات، خلال حلقة جديدة من برنامج “أنسيّات الطاقة”، قدّمها الحجي على مساحات منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، تحت عنوان “آثار قرار السعودية وحلفائها بمجموعة الـ8 في أوبك+ بزيادة إنتاج النفط”.

إعلان أسعار النفط السعودي

قال أنس الحجي، إن الأمر الآخر المرتبط بالخطة الذكية يوم الإثنين أنه مع فتح السوق أُعلنت أسعار النفط السعودي من جانب شركة أرامكو، وهي مهمة جدًا لكل هذه العمليات.

وأضاف: “رغم قرار زيادة الإنتاج من جانب مجموعة الدول الـ8 الأعضاء في تحالف أوبك+، فقد رفعت أرامكو أسعار النفط إلى آسيا، وهي خطوة مهمة؛ لأنها تفسّر أشياء كثيرة، إذ إن زيادة الأسعار مع فتح السوق تعطيها دفعة إيجابية”.

أرامكو

لذلك، وفق مستشار تحرير منصة الطاقة، فإن ارتفاع أسعار النفط السعودي الذي نراه حاليًا هو جزء من هذه الخطة الذكية، والموضوع الآن أن أغلب النفط الذي يعود إلى الإنتاج موجود مسبقًا، فلا داعي لانخفاض الأسعار.

ولكن، هناك أمور أخرى غابت عن المحللين، أولها أن الطلب على النفط في الدول النفطية يزداد خلال فصل الصيف بصورة كبيرة، نتيجة لاستعمال مكيفات الهواء، سواء في الشرق الأوسط أو في شمال أفريقيا أو غربها، وفي أماكن أخرى.

تابع: “مع زيادة الطلب على مكيفات الهواء والمبردات، ومن ثم زيادة الطلب على الكهرباء بصورة كبيرة، تتم مقابلة هذا الطلب المتزايد في أغلب هذه البلاد من خلال استعمال مواد نفطية، وفي الغالب تكون زيت الوقود”.

وأوضح أن الطلب على النفط في هذه الدول يرتفع بين شهري مايو/أيار وسبتمبر/أيلول، ويجب ملاحظة أن الزيادات الإنتاجية ستكون في شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران، ومن ثم فإن جزءًا من هذه الزيادات سيُستعمل داخل هذه البلاد.

الطلب على الكهرباء في الشرق الأوسط

ومن ثم، فإن الأسواق العالمية لن ترى جزءًا من هذه الزيادة على كل الحالات، وعند الحديث عن هذه الكميات فإنها كبيرة، ومتوسط الزيادة في الاستهلاك -إذا لم يكن الصيف حارًا- خلال فصل الصيف سيكون في حدود 1.2 مليون برميل يوميًا.

ولكن، وفق الحجي، الزيادة المقررة أو سقف الإنتاج حتى الآن 950 ألف برميل يوميًا فقط، أما في حال مجيء الصيف حارًا، فإن الزيادة قد تصل إلى 1.5 مليون برميل يوميًا.

محطات الكهرباء في العراق

أوضح أنس الحجي أن هناك إشكالية أخرى قد ترفع الاستهلاك، ومرتبطة بمحطات الكهرباء في العراق، إذ إن بغداد لم تكن لديها محطات كهرباء كافية وتستورد الغاز والكهرباء والمواد النفطية من إيران، والآن بنت حكومتها محطات كهرباء كثيرة أغلبها يعمل بالنفط ومشتقاته.

وأضاف: “مع بناء المحطات الكهربائية من جانب حكومة بغداد، زاد الطلب على النفط في البلاد بصورة كبيرة خلال السنوات الـ7 الماضية، إذ ارتفع -على الأقل- بنحو 14 ضعفًا خلال المدة من عام 2019 حتى الآن”.

والآن، وفق الحجي، هناك زيادة كبيرة في استهلاك النفط بسبب زيادة المحطات العاملة به في العراق، الذي كان يحصل على استثناء لاستيراد الكهرباء والغاز من إيران، لكن حكومة ترمب رفضت تجديد استثناء الكهرباء.

قطاع الكهرباء في العراق

لذلك، فإن الحل الوحيد ليحصل العراق على الكهرباء هو الرجوع إلى المحطات وتشغيلها بنسب أعلى، وهذا يعني زيادة استهلاك النفط، والآن بدأ الصيف هناك، وإذا جاء حارًا فهذا يعني أن زيادة الاستهلاك ستكون كبيرة، بجانب ذلك قد يؤدي انزعاج ترمب من فشل المباحثات مع إيران، إلى إلغاء الاستثناء الممنوح لبغداد لاستيراد الغاز الإيراني، وهو ما يؤدي إلى زيادة استهلاك النفط.

والمشكلة تكمن في أنه لا توجد قدرة استيعابية كبيرة في محطات الكهرباء العاملة بالنفط لزيادة الإنتاج، فهناك مجال للزيادة؛ ولكن ستبقى هذه الزيادة محدودة، لذلك فإن الفكرة هنا أنه بالنظر إلى كل دول المنطقة يتضح وجود زيادة كبيرة في استهلاك النفط خلال فصل الصيف، وهذا غاب عن المحللين.

ومن ثم، فإن كمية النفط المتوفرة من الزيادات الإنتاجية للسوق العالمية أقل بكثير، لكن يجب التذكر أن أوبك+ يركز على الإنتاج، ولكن أساسيات السوق عالميًا تركز على الصادرات والمتاح، فإذا كانت الصادرات ستنخفض فهذا يعني أنه لا توجد إمدادات كافية بالسوق، أو أقل مما يتوقعه المحللون.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى