عاجل

السعودية والإمارات تعززان “دبلوماسية الطاقة” في آسيا الوسطى

تسعى دول مجلس التعاون الخليجي، وأبرزها السعودية والإمارات، إلى أداء دور فاعل بمشروعات الطاقة المتجددة في بعض دول آسيا الوسطى.

ويعدّ هذا الاتجاه جديدًا إلى حدّ كبير، خاصة أن جذور تعاون الطاقة بين دول المنطقة وروسيا والصين تعود لسنوات طويلة.

ويشكّل ذلك إحدى صور “دبلوماسية الطاقة” التي تتبنّاها الدولتان الخليجيتان الرائدتان، إذ تقودان -عبر شركاتهما المتخصصة- “طفرة” لمشروعات آلاف المنازل بالكهرباء النظيفة؛ ما يسهم في تقليص حجم الانبعاثات.

ووفق مقال طالعته منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)، يكتسب هذا التعاون صبغة تتجاوز مجرد دعم تلبية الطلب، بل يؤسس لدور خليجي قوي في مسار تحول الطاقة.

وتشمل دول آسيا الوسطى كلًا من: قازاخستان، طاجيكستان، تركمانستان، أوزبكستان، قيرغيزستان.

السعودية والإمارات في آسيا الوسطى

تتنوع مشروعات السعودية والإمارات في آسيا الوسطى بين: “مزارع الرياح، وتخزين البطاريات”، ويمكن تقسيمها إلى ما يلي:

مشروعات السعودية في آسيا الوسطى:

  • قازاخستان:

تطور السعودية -عبر شركة متخصصة- مشروع رياح وتخزين بطاريات بقدرة 1 غيغاواط، في قازاخستان.

وتتعاون الشركة -التي تعدّ أحد أكبر المطورين العالميين للبنية التحتية المتجددة- في هذ المشروع مع وزارة الطاقة القازاخستانية وصندوق “سامروك كازينا” السيادي، بتكلفة تطوير تصل إلى 1.5 مليار دولار.

ومن المقرر أن يكتمل المشروع بحلول 2027، ما يوفر الكهرباء النظيفة لنحو 800 ألف منزل، ويزيح تدريجيًا الوقود الأحفوري ومعدل الكربون من مزيج الطاقة.

  • أوزبكستان:

تدعم الشركة السعودية أيضًا مزرعتي رياح في أوزبكستان، ما يسهم في تحقيق أهداف الطاقة المتجددة للدولة الواقعة في آسيا الوسطى.

وتساعد في تطوير مزرعة رياح “باش Bash” بقدرة 500 ميغاواط، ومزرعة “دازهانكليدي” بقدرة 500 ميغاواط أيضًا.

ويُنتج المشروعان 3.235 غيغاواط/ساعة سنويًا من الكهرباء النظيفة، ما يجنّب البلاد ما يقارب مليون طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.

مزرعة رياح برية
مزرعة رياح برية – الصورة من Yicai Global

مشروعات الإمارات في آسيا الوسطى:

وقّعت شركة مصدر الإماراتية خريطة طريق مشروع “جامبيل”، وهو مزرعة رياح بقدرة 1 غيغاواط.

ومن المقرر أن يزوّد المشروع -مع بدء تشغيله- 300 ألف منزل بالكهرباء النظيفة؛ ما يسهم في تجنُّب البلاد مليوني طن من ثاني أكسيد الكربون.

تعزيز دبلوماسية الطاقة

كثّفت دول مجلس التعاون الخليجي من دعمها للمشروعات الخضراء، والبنية التحتية اللازمة لها، في دول آسيا الوسطى.

وبرز دور رئيس للشركات السعودية ذات الصلة، وشاركها بمعدل أقل شركات إماراتية، بحسب ما أوردته خبيرة سياسات المناخ والتحول الأخضر زينة منير، في مقالها المنشور بموقع إربيان غولف بيزنس إنسايتس.

وتوسعت هذه المشروعات في دول آسيا الوسطى، سواء التي تملك موارد من النفط والغاز أقل من نظيراتها، مقابل وفرة لموارد الطاقة المتجددة والشمس والرياح مثل أوزبكستان وطاجيكستان، أو الغنية بالهيدروكربونات مثل: قازاخستان.

وأكدت “زينة منير” في مقالها أن إقبال الحكومات الخليجية على هذا الاتجاه يعكس اتّباع نهج مميز لـ”دبلوماسية الطاقة”، إذ يعزز التعاون في تطوير مشروعات الطاقة تعميق العلاقات السياسية.

واستشهدت باستضافة السعودية وأوزبكستان قمّتين تجمع دول المجلس الخليجي وآسيا الوسطي، عامي 2023 و2024 على الترتيب، وأسفرت القمّتان عن الاتفاق حول ضرورة العمل المشترك لضمان أمن الطاقة ومواجهة التحديات العالمية.

مصدر الإماراتية
من مراسم توقيع اتفاقية محطة طاقة الرياح في قازاخستان – الصورة من شركة مصدر

النفوذ الأوروبي والروسي والصيني

تُنفَّذ غالبية مشروعات الطاقة المتجددة في آسيا الوسطى بدعم من مموّلين صينيين؛ ما يشير إلى أن انخراط دول مجلس التعاون الخليجي في المنطقة ما زال محدودًا، رغم الجهود التي تقدّمها الشركات السعودية والإماراتية في قطاع الطاقة.

ويبدو أن الجهود الخليجية لا تكفي -حتى الآن- لتقليص هيمنة “الاتحاد الأوروبي، وروسيا، والصين”، التي جمعتها سنوات من تعاون الطاقة مع دول آسيا الوسطى.

وتسيطر شركة روساتوم الروسية على حصص في شركات معنية باستخراج اليورانيوم من قازاخستان، بحصص تتراوح بين 30 و70%.

وتستحوذ الصين على ما يزيد عن 60% من صادرات اليورانيوم القازاخستاني.

ومن ثم، فإن تغلغُل الصين وروسيا في قطاع التجارة والمعادن مع دول آسيا الوسطى يعكس فجوة مقارنة بدور الدول الخليجية.

ويبدو أن التعاون بين الدول الخليجية ودول المنطقة في مشروعات الطاقة المتجددة لا يعدّ كافيًا -حتى الآن- لإظهار مدى التعاون، لكنه “مقبول” بوصفه “نواة” يمكن البناء عليها لتعزيز الشراكات الإستراتيجية الأوسع نطاقًا.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى