عاجل

تقادم توربينات الرياح في أستراليا يتحول إلى صناعة مربحة

تشكّل طاقة الرياح في أستراليا مكونًا رئيسًا من خطة إنتاج الكهرباء النظيفة وتحقيق المستهدفات المناخية، وأبرزها الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وبعد انتهاء عمرها التشغيلي الذي يصل إلى 20 أو 25 عامًا، عادة ما يؤول مصير العديد من توربينات الرياح إلى المحارق ومكبات النفايات، إذ تُشكّل معضلة بيئية كونها تتحول إلى نفايات غير قابلة للتحلل، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).

إلا أن ثمة توجهًا آخذًا في الازدياد داخل القطاع لتحقيق الاستدامة والكفاءة في المراحل الأخيرة من عمر التوربين، وليس في بنائه وتشغيله فحسب، وهو ما تبحث عنه شركة “باسيفيك بلو” (Pacific Blue) التي اتخذت قرار تفكيك توربينات مزرعة الرياح الأسترالية “كودرينغتون” (Codrington) بقدرة 18.2 ميغاواط خلال عام 2027.

وبحسب الشركة، فإن الأشهر المقبلة ستشهد التعاون بين المسؤولين داخل الصناعة والحكومة والأجهزة التنظيمية والمجتمع لبحث أفضل الممارسات وإعداد خطة نهائية لهذا الغرض.

توربينات الرياح في أستراليا

قبل التخلص من توربينات مشروعها لإنتاج الكهرباء من طاقة الرياح في أستراليا، طلبت شركة باسيفيك بلو المشورة من شركة استشارات الطاقة المتجددة “إيفروز” (Everoze) وتقديم حلول مبتكرة.

وعالميًا، توجد 3 طرق للتخلص من توربينات الرياح المتقادمة، وهي كالآتي:

1- التفكيك بوساطة رافعة.

2- إزالة جزء من القاعدة وإسقاطها مثل الشجرة.

3- استعمال المواد المتفجرة.

توربين رياح خارج الخدمة في أوكلاهوما
توربين رياح خارج الخدمة في أوكلاهوما – الصورة من “reddit”

وبحسب تقرير اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة، وعدت شركة الاستشارات بأن تكون “باسيفيك بلو” في طليعة مسيرة التخلص “المسؤول” من توربينات الرياح في أستراليا.

وأضافت: “عازمون على إيجاد حلول رائدة تكون مثالًا يُحتذى به للصناعة ويرقى إلى مستوى التوقعات المحلية”.

يأتي ذلك في الوقت الذي من المتوقع أن تشهد فيه صناعة الرياح في أستراليا طفرة قريبًا تضعها تقديرات التحالف الدولي للطاقة المتجددة (Re-Alliance) عند 85 مزرعة رياح بإجمالي 3 آلاف و68 توربين رياح بحلول عام 2045.

وتنصّ المستهدفات الحالية على رفع نسبة الطاقة المتجددة في مزيج الكهرباء في أستراليا إلى 82% بحلول عام 2030، وصولًا إلى هدف الحياد الكربوني بحلول عام 2050.

وإلى ذلك، يتوقع مركز أبحاث الطاقة “إمبر” (Ember) أن تصل قدرات الطاقة الشمسية إلى 51 غيغاواط، والرياح إلى 34 غيغاواط والطاقة الكهرومائية والكتلة الحيوية والمصادر الأخرى إلى 7.2 غيغاواط بحلول 2030.

إعادة تدوير توربينات الرياح

تبرُز إعادة التدوير بوصفها حلًا اقتصاديًا ومستدامًا لمسألة التخلص من توربينات الرياح التي لا تواجه أستراليا فحسب، وإنما العالم أجمع.

وأثبتت التجارب أن تفكيك التوربينات مسألة مربحة، على عكس محطات توليد الكهرباء من الوقود الأحفوري كالفحم والغاز الطبيعي التي تتطلّب الإنفاق لإعادة تأهيل المواقع.

ويتراوح سعر طن خردة الصلب بين 200 و400 دولار، وهو ما يلامس تكلفة التفكيك، كما أن النحاس والوصلات الكهربائية داخل التوربين مصادر أخرى للإيرادات المحتملة في هذا الصدد.

وعلى نحو خاص، ثمة إمكانات واعدة لإعادة تدوير توربينات الرياح في أستراليا للأسباب الآتية:

  • تمتلك أستراليا المرافق اللازمة للعملية.
  • الطلب موجود لإعادة تدوير نحو 95% من جسم التوربين.
  • وجود مقاولين مهتمين في القطاع الوليد داخل أستراليا وخارجها.
  • هناك خيارات متاحة لبيع كل التوربينات القديمة أو أجزاء منها سواء في أوروبا والولايات المتحدة أو أستراليا.

وتستحوذ المواد القابلة لإعادة التدوير على قرابة 96% من توربين الرياح، ومنها الصلب والنحاس والألومنيوم والبلاستيك؛ وهو ما يفتح الباب أمام إعادة تدوير معظم المكونات.

أعمال تركيب توربين رياح في فرنسا
أعمال تركيب توربين رياح في فرنسا – الصورة من وكالة رويترز

التخلّص من الشفرات

تشكّل إعادة تدوير شفرات توربينات الرياح تحديًا كبيرًا؛ لأنها تتألّف من مزيج مواد مركبة تشكّل الألياف الزجاجية المكون الرئيس فيه.

وحاليًا، يمكن إعادة تدوير شفرات توربينات الرياح بوساطة المعالجة بالمواد الكيميائية أو الحرارة لفصل الألياف عن الصمغ الذي يربطها، أو عن طريق السحق الميكانيكي.

ومن المتوقع نمو نفايات شفرات التوربينات بمقدار 20 ضعفًا على مدار العقدَيْن المقبلَيْن، لتبلغ ذروتها عند قرابة 782 ألف طن متري في عام 2044، بحسب متابعات منصة الطاقة المتخصصة.

وبحسب شركة إيفروز، فإن إعادة تدوير شفرات توربينات الرياح في أستراليا مشكلة يمكن تذليلها رغم صعوبتها، خاصة مع حرص صناعة الإسمنت ورغبتها في تقديم المساعدة.

ويُمكن سحق تلك الشفرات واستعمالها في حشو المنتجات، إذ نجحت شركة أكسيونا الإسبانية (Acciona) في تحويل المواد المركبة إلى أحذية وألواح للتزلج على الماء.

كما يمكن استعمال مسحوق شفرات التوربينات في مصانع الإسمنت بما يقلل الحاجة إلى الوقود، لكن عملية إعادة التدوير أفضل؛ كونها تستعيد كل المكونات رغم صعوبة الأمر.

لكن أكثر الخيارات المحتمل تنفيذها هو الإضافة للإسمنت؛ لأنه حل أسرع وأكثر قابلية للتنفيذ، خاصة مع وجود أكثر من 40 مصنعًا لإعادة تدوير الإسمنت في أستراليا.

وهنا، دعا كبير مديري المشروعات في شركة دلتا أندري نوموفيتش الحكومة إلى الآتي:

  • تقديم حوافز لإعادة تدوير شفرات توربينات الرياح في أستراليا، كما حدث مع إعادة تدوير الإسمنت الذي شهد زيادة من 10% إلى 90% في غضون سنوات معدودة.
  • حظر مكبات النفايات.
  • تقديم حوافز ضريبية لاسترداد تكاليف البحث والتطوير.
  • تعديل معايير إعادة تدوير الإسمنت لتشمل المواد المركّبة.
  • إدراج خيارات إعادة التدوير في عطاءات مشروعات الرياح.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصدر:

  1. تقرير منصة “رينيو إيكونومي” عن إعادة تدوير توربينات الرياح في أستراليا.
  2. موضوع إعادة تدوير شفرات توربينات الرياح أسئلة وأجوبة من إعداد وحدة أبحاث الطاقة.
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى