تُمثّل أكبر 4 محطات كهرباء في السودان العمود الفقري للشبكة القومية، وهي المسؤولة عن توليد الجزء الأكبر من الكهرباء التي تغذّي المدن الرئيسة والمناطق الزراعية والصناعية.
ووفقًا لبيانات قطاع الكهرباء في السودان لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، يتوزّع هذا الرباعي الإستراتيجي بين الطاقة الكهرومائية والحرارية، إذ أسهم في تحسين استقرار الإمداد الكهربائي لدى البلاد خلال العقود الماضية، رغم التحديات الاقتصادية والسياسية والأمنية.
وتمثّل هذه المحطات أكبر الاستثمارات في قطاع الطاقة، وبعضها مدعوم بتمويلات دولية وإقليمية كبيرة.
ومن خلال توسعاتها وصيانتها، تسعى الحكومة السودانية إلى تحقيق الاكتفاء الكهربائي وتقليل الاعتماد على الطاقة الحرارية المكلفة بيئيًا واقتصاديًا.
ويستعرض هذا التقرير البيانات التفصيلية حول أكبر 4 محطات كهرباء في السودان، بما يشمل القدرة الإنتاجية والمواقع والتقنيات المُستعملة، وكذلك إسهاماتها في الشبكة القومية. كما يكشف عن أبرز التحديات التي واجهت هذه المشروعات الطموحة.
وتبرز أهمية الإحاطة الكاملة بهذه المحطات في ظل النمو المتزايد في الطلب على الكهرباء، ولا سيما في القطاعات الصناعية والزراعية، وارتفاع التوقعات الشعبية بتحسين خدمات الكهرباء.
وعلى ذلك، فإن تحليل واقع أكبر 4 محطات كهرباء في السودان يُضيء مسارات التخطيط والتنمية المستقبلية في هذا القطاع الحيوي.
محطة سد الروصيرص
بُني سد الروصيرص عام 1966 بقدرة إنتاجية أصلية بلغت 280 ميغاواط، وهو ثاني أقدم محطة ضمن أكبر 4 محطات كهرباء في السودان، ويقع على نهر النيل الأزرق بالقرب من مدينة الروصيرص.
وخضع السد -لاحقًا- لتعلية كبيرة ضمن مشروع توسعة شمل زيادة ارتفاع السد من 68 إلى 78 مترًا، وزيادة طول جسم السد الترابي إلى نحو 24 كيلومترًا، إذ حُدّد هدف المشروع من التعلية في زيادة سعة التخزين وتحسين كفاءة السد في الري وتوليد الكهرباء لتصل إلى 1800 ميغاواط.
ووفقًا لتصريحات رسمية، فإن إنتاج الكهرباء من السد استمر بصورة طبيعية حتى بعد الملء الثاني لسد النهضة الإثيوبي، مما يشير إلى ثبات نسبي في كفاءة المحطة رغم التحديات الإقليمية في حوض النيل.
كما شملت أعمال التطوير تحديث البوابات والمعدات الهيدروميكانيكية والكهربائية، وتأهيل قنوات التصريف، بالإضافة إلى مشروعات إعادة توطين السكان المتأثرين برفع منسوب بحيرة السد، وتوسعة الأراضي المشمولة بالمشروع.
محطة مروي
تُعد محطة مروي الكهرومائية ضمن أكبر 4 محطات كهرباء في السودان، إذ تبلغ قدرتها الإنتاجية 1250 ميغاواط، وتوفّر 6 آلاف و500 غيغاواط سنويًا من الكهرباء النظيفة، بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية وزيادة الأراضي الزراعية المروية.
وأُنشئ سد مروي على نهر النيل شمال الخرطوم، واكتمل بناؤه في ديسمبر/كانون الأول 2008، ويُعد أحد أكبر مشروعات الطاقة الكهرومائية في أفريقيا، إذ يضم 10 توربينات، يُنتج كل منها 125 ميغاواط.
ويشمل المشروع خطوط نقل تمتد لمسافة 1500 كيلومتر، وهو ما ساعد في ربط المناطق الشرقية (بورتسودان) والغربية بالشبكة القومية.
محطة أم دباكر الحرارية
تقع محطة أم دباكر في ولاية النيل الأبيض، وتبلغ سعتها المركبة 500 ميغاواط، وتتكوّن من 4 وحدات تشغيل، كل منها بقدرة 125 ميغاواط، ما يجعلها من أهم المحطات الحرارية وأكبرها ضمن أكبر 4 محطات كهرباء في السودان.
وأُنشئت المحطة بتمويل هندي وسوداني، وافتُتحت عام 2016، بتكلفة بلغت 457.5 مليون دولار، وتعمل المحطة بالبخار الناتج من حرق الوقود، وتستهلك 18 ألف برميل يوميًا، وتُزوّد بالماء من ترعة رئيسة بطول 13 كيلومترًا.
وترتبط المحطة بالشبكة القومية عبر 3 خطوط رئيسة، منها خط يصل إلى جنوب السودان، وآخر إلى كردفان ودارفور، مما يعزّز من تغطية الكهرباء في المناطق الطرفية.
محطة الجيلي
تقع محطة الجيلي (El Jaili) شمال بحري، وتبلغ قدرتها التصميمية 460 ميغاواط، وهي الأحدث بين أكبر 4 محطات كهرباء في السودان.
وتتكوّن المحطة من وحدتَيْن؛ الأولى دخلت الخدمة عام 2003 بقدرة 220 ميغاواط، والأخرى في يوليو/تموز 2007 بقدرة 240 ميغاواط.
وتؤدي المحطة دورًا حيويًا في ربط شبكة العاصمة الخرطوم، وتعمل بصفتها محطة تحويل رئيسة، تنقل الكهرباء إلى مناطق سكنية وصناعية.
وشهدت المحطة مؤخرًا -بعد سيطرة الجيش السوداني على المنطقة- عمليات صيانة بعد تدهور خدماتها، ضمن خطة حكومية لإعادة الاستقرار شمال العاصمة، ولا سيما بعد تأثرها بالحرب الأهلية التي بدأت في أبريل/نيسان 2023.
الخلاصة..
رغم التحديات السياسية والاقتصادية، لا تزال أكبر 4 محطات كهرباء في السودان تمثّل الأمل الأكبر في تحقيق استقرار الطاقة، وتوفير الكهرباء للمواطنين والقطاعات الإنتاجية.
غير أن ذلك يتطلّب مزيدًا من الاستثمارات، والتحديث المستمر للشبكة القومية، وإصلاح السياسات التي تعوق التوسع في إنتاج الكهرباء وتوزيعها.
وفي ظل الطلب المتنامي، تصبح الحاجة ماسّة إلى تعزيز كفاءة هذه المحطات، وتشجيع استعمال الطاقة المتجددة، لضمان مستقبل كهربائي مستقر ومستدام للبلاد.
موضوعات متعلقة..
- تطوير قطاع الكهرباء في السودان يستقطب خبرات صينية
- الكهرباء في السودان تشهد نظامًا جديدًا يضمن استقرار الشبكات
نرشح لكم..
المصدر:
