قدرات توليد الكهرباء في الكونغو تتعزّز بالغاز والمصادر المتجددة (تقرير)
اقرأ في هذا المقال
- انقطاعات التيار عاقت سابقًا النمو الاقتصادي والتنمية في الكونغو.
- تحسين البنية التحتية للطاقة يُعد أمرًا بالغ الأهمية لدعم الأنشطة الصناعية.
- الكونغو تبذل جهودًا حثيثة لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في توليد الكهرباء بالغاز.
- متوسط مستوى الإشعاع الشمسي في الكونغو يبلغ 4.5 كيلوواط/ساعة لكل متر مربع يوميًا.
من المتوقع أن تشهد قدرات توليد الكهرباء في الكونغو نموًا خلال المدة المقبلة مع التوجّه الحالي إلى توسيع الاعتماد على الغاز والمصادر المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية والكهرومائية.
وضمن هذا الإطار، قرّرت شركة كهرباء الكونغو المركزية (CEC)، وهي شركة شبه حكومية، أن تُعيد تشغيل توربين جي تي آي GTI لديها بعد مدة صيانة، وفقًا لما اطلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
وسينتج عن هذه المبادرة تعزيز قدرات توليد الكهرباء في الكونغو، ومعالجة انقطاعات التيار التي عاقت سابقًا النمو الاقتصادي والتنمية في البلاد.
في المقابل، لا يزال الوصول إلى الكهرباء في البلاد محدودًا؛ حيث يرتبط نحو 49% من المناطق الحضرية و12% من المناطق الريفية بالشبكة الوطنية.
المشهد الحالي لقطاع الكهرباء في الكونغو
تبذل الكونغو جهودًا حثيثة لتشجيع مشاركة القطاع الخاص في توليد الكهرباء بالغاز.
وتُعد محطة شركة كهرباء الكونغو المركزية، الواقعة في مدينة بوانت نوار، منشأة الكهرباء الوحيدة العاملة في البلاد.
وأُنشئت المحطة من خلال شراكة بين الدولة الكونغولية وشركة النفط العملاقة إيني الإيطالية (Eni)، لتشغيلها بـ3 توربينات، لتزويد نحو 2.8 مليون شخص بالكهرباء، أي ما يزيد على 70% من سكان الكونغو.
ومن المتوقع أن يُعيد تشغيل توربين “جي تي آي” في مارس/آذار 2025 القدرة الإنتاجية الكاملة للمحطة البالغة 484 ميغاواط، مع خطط جارية لإضافة توربين رابع لزيادة إنتاج شركة كهرباء الكونغو المركزية.
ويُعَد تحسين البنية التحتية للطاقة أمرًا بالغ الأهمية لدعم الأنشطة الصناعية، وتحسين نوعية حياة السكان، وتعزيز التنوع الاقتصادي، وفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
محطة كهرباء جينو المركزية
من بين مشروعات التطوير الخاصة الأخرى تأتي محطة كهرباء جينو المركزية (CED)، التي تديرها شركة الطاقة التركية أكسا إنرجي (Aksa Enerji).
وتقع المحطة في منطقة بوانت نوار، وتغذيها حقول النفط والغاز التي تديرها شركة إيني الإيطالية.
وتخطط المحطة لتشغيل أول توربين لها في مارس/آذار 2025، ما يضيف 27% من الكهرباء إلى الشبكة الوطنية، ومن المتوقع تشغيل توربين ثانٍ في الربع الثالث من عام 2025 بعد الصيانة.
بدورها، تهدف أكسا إنرجي إلى الاستثمار في سعة إضافية وتركيب خطوط نقل جديدة لتصدير الكهرباء خارج حدود الكونغو؛ ما يعزز التعاون الإقليمي.
ولمعالجة نقص الكهرباء، يوفر الربط الإقليمي حلًا عمليًا.
ويهدف مشروع “بوكل دي لاميتيه إنرجيتيك” (Boucle de l’Amitié Énergétique)، وهو خط كهرباء بجهد 1400 كيلوفولت من المقرر تشغيله في العام الحالي (2025)، إلى ربط شبكات الكهرباء في الكونغو برازافيل وجمهورية الكونغو الديمقراطية وأنغولا.
ومن خلال تسهيل تجارة الكهرباء عبر الحدود، يهدف هذا الربط إلى التخفيف من حدة نقص الكهرباء الإقليمي وتعزيز أمن الطاقة في جميع أنحاء وسط أفريقيا.
قطاع الطاقة في الكونغو
يوفر قطاع الطاقة في الكونغو فرصًا واعدة للمستثمرين الأجانب والمحليين، ولا سيما في مشروعات تحويل الغاز إلى كهرباء.
وتهدف إستراتيجية الحكومة لتسييل الغاز إلى استغلال احتياطيات الغاز الطبيعي في البلاد، التي تُقدر بنحو 283 مليار متر مكعب.
ويخطط مشروع الطاقة المتكامل، الذي تبلغ تكلفته ملياري دولار أميركي، التابع لشركة التطوير الصينية وينغ واه (Wing Wah)، لتطوير حقل بانغا كايو البري، لإنتاج ما يقرب من 30 مليار متر مكعب من الغاز المصاحب على مدى 25 عامًا؛ ما يقلل من حرق الغاز ويعزز استغلال الموارد.
بالإضافة إلى ذلك، تتمتع الكونغو بإمكانات هائلة لتطوير الطاقة المتجددة، ولديها قدرة إنتاجية من الطاقة الكهرومائية تُقدر بـ22 غيغاواط، مع استغلال 3% منها فقط حاليًا.
وتُعد إمكانات الطاقة الشمسية كبيرة؛ نظرًا إلى موقع الكونغو الاستوائي. وتُعد مشروعات مثل سد سوندا للطاقة الكهرومائية، المقرر أن يُولّد 600-800 ميغاواط مع بدء أعمال البناء في يناير/كانون الثاني 2025.
يُضاف إلى ذلك مشروع إغنييه 2021-2046، وهو محطة هجينة للطاقة الشمسية والكتلة الحيوية بقدرة 65 ميغاواط في منطقة إغنييه الاقتصادية الخاصة.
وعلى الرغم من أن الكونغو تواجه تحديات في قطاع الكهرباء؛ فإن الاستثمارات الإستراتيجية يمكن أن تمهد الطريق لمستقبل أكثر استقرارًا في مجال الطاقة.
ويمثل منتدى الكونغو للطاقة والاستثمار، المقرر عقده في العاصمة برازافيل خلال المدة من 24 إلى 26 مارس/آذار 2025، خطوة نحو تحقيق هذه الإمكانات.
وبدعم من وزارة المحروقات والشركة الوطنية للبترول في الكونغو، سيتضمّن المنتدى جلسات تقنية تركز على أحدث مشروعات توليد الكهرباء بالغاز وتقديم تحديثات بشأن التوسعات الجارية في جميع أنحاء البلاد.
توسيع نطاق الطاقة المستدامة
بهدف توفير طاقة موثوقة ومستدامة لـ10 آلاف منزل في منطقة ليكوالا، أطلقت الكونغو -بالشراكة مع شركة بي بي أوه إكس إكس البريطانية (Bboxx)- مشروعًا تجريبيًا لتوزيع مجموعات الطاقة الشمسية في جميع أنحاء المناطق النائية بالمقاطعة الشهر الماضي.
وفي الوقت نفسه، تُطوّر الكونغو قطاع الطاقة المتجددة لديها من خلال البناء المُخطط له لأكبر سد كهرومائي في منطقة سوندا، والمقرر أن يبدأ هذا العام.
ومن المتوقع أن يُولّد المشروع، الذي تبلغ تكلفته 9.4 مليار دولار أميركي، الذي تشرف عليه وتموله شركة تشاينا أوفرسيز (China Overseas)، ما بين 600 و800 ميغاواط، ما يُمثل قفزة مهمة إلى الأمام في تحول الطاقة بالبلاد.
إلى جانب إمكاناتها في مجال الطاقة الكهرومائية، تستفيد الكونغو من متوسط مستوى الإشعاع الشمسي البالغ 4.5 كيلوواط/ساعة لكل متر مربع يوميًا، وتخطط لإعطاء الأولوية للطاقة الشمسية في المستقبل.
وفي يونيو/حزيران الماضي، وقّعت شركة الطاقة المتجددة أميا باور الإماراتية (AMEA Power) مذكرة تفاهم مع الحكومة الكونغولية لتطوير مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية بقدرة 100 ميغاواط.
ويُعد هذا أول مشروع للطاقة الشمسية الكهروضوئية على نطاق واسع في البلاد؛ ما يمهد الطريق للتطورات المستقبلية.
موضوعات متعلقة..
- إنتاج النفط في الكونغو يترقب زيادة في 2025 بفضل مشروعات واعدة
- قطاع النفط والغاز في الكونغو يستهدف شراكات لاستثمار احتياطيات بـ650 مليار دولار
- اتفاقية تقاسم الإنتاج النفطي تنهي خلافًا لنصف قرن بين الكونغو وأنغولا
اقرأ أيضًا..
- أنس الحجي: سياسات ترمب تجاه كندا متناقضة.. وهذا أثرها في أسواق النفط
- السيارات الكهربائية في الأردن.. دراسة حديثة ترصد أبرز التحديات
- منظمة الهيدروجين الأخضر: 3 دول عربية مؤهلة للريادة والتصدير إلى أوروبا (حوار)
المصادر:
- “الكونغو تُسرّع توسعة قطاع الطاقة بالاعتماد على الغاز والطاقات المتجددة،” من منصة إنرجي كابيتال آند باور
- “من الغاز إلى الطاقة الشمسية: نهج أمن الطاقة في الكونغو،” من منصة إنرجي كابيتال آند باور
